السبت 20 أبريل 2024 الموافق 11 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

"بوفيه البرلمان".. حكاية ساخرة عن "شوربة كوارع" كادت تُهدر 2.5 مليار

الرئيس نيوز

من المعروف أن السياسة مهنة جادة، تحتاج إلى حسم وصرامة وطاقة كبيرة، لمواجهة الانتقادات وخوض المعارك وتحمل المناقشات وشن الحورب الكلامية أو صد الهجوم من المعارضة، لكن ثمة جانبا آخر يتميز بالفكاهة والسخرية في دهاليز عالم السلطة والسياسيين.

كتاب "أغبياء في السياسة: مذكرات سياسي ساخر"، للكاتب السلوفاكي يوسف بناش، يحمل الكثير من القصص والحكايات الطريفة والساخرة من عالم السياسة، وهو صادر عن دار "صفصافة" للنشر والتوزيع، من ترجمة خالد البلتاجي، عام 2015.

في فصل بعنوان "بوفيه البرلمان" يتحدث المؤلف بأسلوب ذكي وطريف عن هذا المكان الذي يحمل أهمية للنواب في أي برلمان، خاصة إذا كانوا يقضون أوقات طويلة في الجلسات والمناقشات.

بدايةً، يقول يوسف بناش إن "بوفيه البرلمان من الأماكن المفضلة لدى النواب والعاملين في مجلس النواب، ولدى الصحفيين أيضا. يترددون عليه لتناول القهوة الرخيصة، والسلطات، وأنواع الحساء".

ثم يضيف ساخرًا: "حتى البيرة في بوفيه البرلمان أرخص من أقرب بار، المشكلة تكمن في أن بيرة البرلمان صعبة المنال؛ لأن الصحفيين يشربونها بينما النواب في القاعة يحضرون الجلسة".

ويربط مؤلف الكتاب بين تأثير وجود النواب في بوفيه البرلمان وبين تياراتهم السياسية، وكيف يمكن لهذا المكان أن يكشف الكثير من الكواليس، فيقول: "بوفيه البرلمان هو أيضا مكان يتعرف فيه النواب على مَنْ يجالس مَنْ، فنائب الحكومة مشكوك في أمره لو تناول حساء الفاصوليا مع زملاء له في البرلمان من المعارضة، ويقهقه وهو يتحدث معهم".

وجود النواب في بوفيه البرلمان أيضا، بحسب المؤلف يوسف بناش، يمكن أن يمثل مخاطرة على المجتمع أو على سياسات الدولة. ثم يحكي قصة ساخرة للتدليل على ذلك.

يقول: "في نهاية عام 2002 اجتمعنا في البرلمان من أجل إقرار مشروع قانون قدمته المعارضة بشأن الإعانة الاجتماعية، شعرنا بالجوع أثناء مناقشة القانون، فطلبنا دعما من البوفيه، طلبنا حساء كوارع طازجًا، وغالبا ما يكون حساء الكوارع ساخنًا".

وفقا لـ"بناش"، فإن النائب الذي يحتسي شوربة الكوارع الساخنة يعيش لحظة صعبة؛ لأنه يتوقع في كل لحظة أن يدق الناقوس الذي يدعوهم للتصويت، مشيرا بشكل ساخر إلى أن قانون الصدفة في بوفيه البرلمان يقول: "يدق الناقوس في اللحظة التي يحملون لك فيها الحساء الساخن".

هذا ما حدث معه كما يحكي، إذ لم يكن متبقيا على التصويت على أحد القوانين المهمة إلا عشرين دقيقة، وكانت المسافة بين الطابق الثاني، حيث البوفيه، إلى قاعة التصويت لا تستغرق إلا 10 ثوان يمكن أن يقطعها سريعا.

كانت "شوربة الكوارع" ساخنة على غير المعتاد، وعندما هرول ليدلي بصوته، وجد أن عدد الأصوات بلغ ستة وسبعين صوتًا، وهو العدد الذي كان يحتاجه ائتلافه السياسي لحسم الأمر لصالحه.

يستكمل المؤلف: "عُدت بهدوء إلى البوفيه لأرتشف ما تبقى من الحساء. وهنا انقضّ عليّ الصحفيون وسألوني لماذا لم أدل بصوتي. كان واضحا أن ثانية واحدة حالت دون إدلائي بصوتي".

ويختم ساخرًا: "لحسن الحظ أخطأ زميل لي في المعارضة ليعوض الخطأ الذي ارتكبته بعدم التصويت، وأنقذ بذلك اثنين ونصف مليار من ميزانية الدولة. أنصح قادة البرلمان الجديدة بأن تتجنب هذه المخاطر في المستقبل، وتقدم شوربة الكوارع مع قطعة خبز وزجاجة بيرة في قاعة البرلمان مباشرة".