السبت 20 أبريل 2024 الموافق 11 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

خبير بالشؤون الإفريقية يوضح لـ"الرئيس نيوز" استفادة مصر من تصعيد قضية سد النهضة

الرئيس نيوز

بعد إعلان مصر تعثر جولة المفاوضات الأخيرة مع إثيوبيا يومي 15 و 16 سبتمبر الجاري في القاهرة على مستوى وزراء الموارد المائية بشأن سد النهضة وبمشاركة السودان، أدرج الرئيس عبدالفتاح السيسي في خطابه للمرة الأولى منذ وصوله إلى سدة الحكم أمام الجمعية العامة لأمم المتحدة في دورتها الــ74 أزمة السد، قائلاً: إن مياه النيل بالنسبة لمصر مسألة حياة وقضية وجود"، كما أكد أنه لن يتم تشغيل السد بفرض الأمر الواقع.

واستكمالاً لتحركات الدولة المصرية رفيعة المستوى، عقد وزير الخارجية سامح شكري، العديد من اللقاءات على هامش الدورة الــ74 للأمم المتحدة، مع نظرائه من روسيا وجنوب السودان وبروندي والسنغال وقبرص واليونان وهولندا وفنلندا واطلاعهم بآخر مستجدات مفاوضات السد الاثيوبي.

وشدد "شكري" خلال لقاءاته مع نظراءه من مختلف دول العالم على أن مسألة مياه نهر النيل تعد مسألة حياة ووجود بالنسبة لمصر، معرباً عن عدم ارتياح الجانب المصري لطول أمد المفاوضات مع أثيوبيا حول ملء وتشغيل السد، مؤكداً في الوقت نفسه على أهمية سير عملية التفاوض بحُسن نية بما يُساعد على التوصل لاتفاق عادل ومنصف يُراعي مصالح الدول الثلاث مصر وإثيوبيا والسودان.

 

وقال الدكتور عطية عيسوي، الخبير بالشؤون الإفريقية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن إثارة الرئيس السيسي للقضية في الأمم المتحدة وعلى هامش الدورة الـ74 للأمم المتحدة يعتبر تصعيداً للقضية لتعريف العالم بمدى تعنت "إثيوبيا" فيما يتعلق بمفاوضات سد النهضة وإنها السبب وراء فشل التوصل إلى حل طوال أربع سنوات ونصف منذ توقيع اتفاق المبادئ في العاصمة السودانية الخرطوم في 23 مارس 2015 حتى الآن.

وأضاف "عيسوي" في تصريحات لموقع "الرئيس نيوز": "الاجتماع مع الشخصيات المؤثرة في المجتمع الأمريكي الذي قام به الرئيس السيسي كان الهدف منه التعريف بالتعنت الإثيوبي وحث المجتمع الدولي بما فيه قادة المجتمع الأمريكي على حث إثيوبيا لإبداء مرونة للتوصل إلى حل".

وأردف  أن اجتماع وزير الخارجية سامح شكري مع نظيره الروسي يقود إلى نفس الغرض، وهو إطلاع المسئول الروسي الكبير على الموقف الاثيوبي المتعنت وعلى ما قدمته مصر من اقتراحات للتوصل إلى حل، كما إنه قد يكون بداية تحالف مع القوى الكبرى المؤثرة مثل روسيا الاتحادية والصين وغيرهما للضغط المعنوي والسياسي على الحكومة الاثيوبية لابداء المرونة للتوصل إلى حل.

وأشار الخبير بالشؤون الإفريقية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية إلى أنه إذا لم تمارس القوى الكبرى الضغط على إثيوبيا ولم يتحرك الجانب الاثيوبي عن مواقفه المتعنتة، ربما يفيد ذلك مصر كسب صف المجتمع الدولي إذا ما قدمت شكوى إلى مجلس الأمن أو للجمعية العامة للأمم المتحدة أو للبنك الدولي الذي تحكم قواعده عملية تنظيم مرور المياه في الأنهار المشتركة التي عليها أكثر من دولة.

واستكمل: "أيضا يفيد في كسب الدول التي تقدم مساعدات لاثيوبيا سواء لإنشاء سد النهضة أو لمشروعات أخرى لكي تمارس ضغطها على الحكومة الإثيوبية من أجل ابداء مرونة في عملية المفاوضات وإلا وقف مساعدتها سواء فنية أو تكنولوجية أو مالية أو استثمارية.

وأتم: "إثارة القضية على هذا المستوى خطوة موفقة جداً لأنها إن لم تنجح في إحداث ضغط معنوي وسياسي على الحكومة الاثيوبية، فعلى الأقل ستلغي فكرة الكثير من الدول التي راجت في فترة من الفترات أن مصر تريد وقف التنمية في إثيوبيا وتجويع الشعب الاثيوبي، وهي دعاية كاذبة".