الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

بالوثائق.. كيف علم "أخوان مصر" أقرانهم في تونس تأسيس الكيانات السرية؟

الرئيس نيوز

لا يزال حلم التمكين هدفًا يراود تنظيم "الإخوان" بشتى فروعه في الوطن العربي مهما حاولت الجماعة إخفائه والظهور في مشهد الوسطية. ولعل التنظيم الذي كشف جميع أوراقه في أعقاب ثورة 25 يناير 2011، قبل أن يتم إسقاطهم من الحكم العام 2013، حمل على عاتقه نشر تلك الاستراتيجية، وكانت تونس هدفًا رئيسًا لهم.
هيئة الدفاع عن الكاتبين (شكري بلعيد – محمد البراهمي) نشروا (47 وثيقة) عبارة عن مراسلات بريدية بين القيادي في حركة "النهضة" مصطفى خذر، وتنظيم الإخوان في مصر، تضمن تأسيس جهاز سري وإدارته، والإشراف عليه، فضلًا عن استضافة قيادات إخوانية مصرية، في تونس؛ للقيام بدورة في الاستخبارات وتشفير البيانات والتنصت على المكالمات، وأشارت الوثائق أن رئيس الحركة، راشد الغنوشي هو من كان يرعى تلك البرامج. ولفتت هيئة الدفاع، إلى أنها حصلت على تلك المراسلات من الحاسوب الخاص بخذر. الذي يقضي حاليًا عقوبة السجن (7 سنوات) بتهمة تشكيل تنظيم سري لحركة "النهضة". 

"النهضة" وفرت أموال الدورة من (20 منحة تمويل)!

وتظهر المراسلات أكثر من طرف أحدهم يدعى (أبو غسان) وأخر يدعى (عبد الكريم). وتشير المراسلات التي تمت في (8/4/2012) إلى أن حركة "النهضة" طلبت من "إخوان مصر" التمهل قليلًا فيما يسمونه (المشروع الاستثماري) – من دون الكشف عن مضمون هذا المشروع - إلى حين توفير الإمكانيات المطلوبة ماليًا وإداريًا. 
وفي تاريخ (16/4/2012) ظهرت مرسالة اخرى تظهر كيف ان"النهضة" تمكنت من توفير الدعم المالي لهذا المشروع؛ بحصولها على (20 منحة تمويل)، وظهر في المراسلة أن المطلوب من الشخصية التي تدعى (عبد الكريم): "التجهيز لدورة أمنية، لحماية الحاسب الألي وأمن الاتصالات والإنترنت والتجنيد والتحقيق ومقاومة التحقيق وتشكيل الدوائر الأمنية – وتحديد مواصفات الذي سيعمل في الاستخبارات".
أما المطلوب من الشخصية التي تدعى (أبو غسان): "تحديد التاريخ المناسب للدورة على ألا يزيد مدتها عن أسبوع ويكون الحضور على مستوى قيادي أو مدرب).

"إخوان مصر" دربوا كوادر الحركة على تشفير الصوت والتنصت

المراسلة التي تمت في (25/4/2012)، تحدثت بوضوح عن المطالب التي حددتها "النهضة" من تنظيم "إخوان مصر" وكانت على النحو التالي: "1 – تشفير الصوت؛ وذلك عبر إنجاز دوائر تلحق بجهاز الاتصال اللاسلكي تعمل على تشفير الاتصال اللاسلكي المرسل، وفك الصوت المستقبل بدون تأثير سلبي على مسافات الإتصال أو دقة الصوت.
2 – تركيب الجيروسكوب الميكانيكي، الذي يجعل من التسجيلات الصوتية قوية وقادرة على العمل تحت مؤثرات خارجية قاسية.
3 – كيفية استعمال كاميرا ذات دقة عالية وتكون محمولة في اتجاه أو نقطة محددة باستعملال الجيروسكوب.
4 – الحصول على جهاز إرسال واستقبال في مميزات MAXSTREEM".
وأظهرت المراسلة أن "النهضة التونسية" كانت تريد إتمام الدورة قبل الـعاشر من مايو العام 2012، وهو الأمر الذي يبدو أنه لم يتم في ذلك التوقيت وفقًا لما ورد في المراسلات.
في مراسلة أخرى ظهر شخصية تدعى (المهندس فهمي) وهي شخصية "وهمية" بحسب ما ظهر في نهاية المراسلة، ووفقًا لما ورد فيها فهو من إخوان مصر، اعتذر فيها عن التأخر في الرد، وقال إنه سيكون هو المسؤول عن المراسلة مع (أبو كريم وأبو غسان) من قيادات "النهضة". وطالبه بتغيير إيميل المراسلة ليكون ([email protected]) على أن تكون المراسلة يوم الاثنين إسبوعيًا. وبرر له التأخر في إرسال الشخص المعني بإلقاء المحاضرات الأمنية؛ لتأخر حصوله على تأشيرة الدخول. 
وبتاريخ (26/5/2012) ظهرت مراسلة من الشخص (فهمي) إلى أبوغسان من "النهضة"، تفيد بوصول الشخص المنوط به تدريب إخوان تونس على كيفية تأسيس "خلايا سرية" وتشفير المكالمات، والتنصت على الهواتف والإنترنت، في (8/6/2012)، وأخبره انه سيقيم في أحد الفنادق، وأنه سيقوم بتدريب ( 6أشخاص فقط) وأن مدة الدورة (72 ساعة تتم في غضون 3:6 أيام).
أظهرت المراسلة التي تمت في (8/6/2012) أن الشخص المحاضر يدعى (الدكتور سلمان) وأنه سيصل في (10/6/2012)، وطالب الشخص المدعو (المهندس فهمي) نظيره التونسي أبو غسان بضرورة العمل على إنجاح الدورة لأهميتها.

"النهضة" أسست كيانات أمنية واستخباراتية بهدف مواجهة اليسار والليبراليين
 
في (30/9/2012) بدأ الحديث في المراسلات عن ضرورة إنشاء كيانات أمنية؛ بحجة حماية مقرات "حركة النهضة"، وإنشاء كيانات استخباراتية؛ لجمع المعلومات الدقيقة وفرزها، وإنشاء تنظيم سري، لتنفيذ بعض المهام. إلى جانب ضروة الانفتاح على اليمن، ومواجهة القوى اليسارية والليبرالية، ومواجهة المد السلفي والشيعي. 
أظهرت المراسلة كيف أنهم يريدون تحديد مهام الجهاز الاستخباراتي، منعنًا للاختلاف أو ترميم الموجود فعليًا، على أن تكون من بين مهامها، جلب المعلومات من الصحف والترجمات ومراكز الدراسات، والعمل على تفنيد تلك المعلومات وتقيمها. ومن بين الأهداف الرئيسية لوحدة المخابرات كما ورد في المراسلة، (إختراق الاخرين والتجنيد داخلهم وتنصت على هواتف المعارضة وأجهزة الاتصال بينهم). وحددت بقية المراسلات صفات الخلايا الأمنية والاستخباراتية والسياسية.