الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

خبراء يكشفون سيناريوهات تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة

الرئيس نيوز

في ظل حالة الغموض التي تكتنف الشخص المُكلف بتشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة، وانتظاراً لما ستسفر عنه المشاورات التي سيتم إجراءها غدا (الأحد) من قبل الرئيس الاسرائيلي، رؤوفين ريفلين، لاختيار رئيس جديد للوزراء من بين الاحزاب صاحبة الاغلبية في انتخابات الكنيست التي جرت الأسبوع الماضي، توجه "الرئيس نيوز" بعدة أسئلة لعدد من الخبراء والمختصين حول شكل الحكومة الجديدة وسيناريوهات تشكيلها...هل هي ائتلافية أم لا.. وهل ستعزز هيمنة اليمين الديني.. وما هو مستقبل رئيس الوزراء المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو؟

الخبير في الشؤون الإسرائيلية، أيمن فرج، قال لـ"الرئيس نيوز" إن إسرائيل شهدت إعصارا حقيقيا كان متوقعا منذ إعادة الانتخابات مرة أخرى، مشيراً إلى أن الخلافات العقائدية والسياسية بين الأحزاب الإسرائيلية على مختلف درجاتها تسببت في هذا الخلاف، فضلاً عن صراعات شخصية بين قيادات حزبية تحولت إلي أزمة نظام حكم بات تهدد قلب النظام السياسي بأكمله.

وأضاف قائلاً: "الأزمة التي خلفتها نتائج الانتخابات الحالية والماضية ستظل قائمة وستعلن عن نفسها طوال الفترة المقبلة، بصرف النظر عن تشكيل الحكومة الاسرائيلية الجديدة واستمرار الشخصيات السياسية بما فيها رئيس الوزراء نتنياهو نفسه لبعض الوقت" .

بدوره، قال الدكتور عمرو زكريا الخبير في الشؤون الإسرائيلية، لـ"الرئيس نيوز": إن الحكومة الجديدة ستكون ائتلافية بكل تأكيد، ومن المرجح تشكيل حكومة وحدة وطنية في حال تغلب نتنياهو وجانتس على الخلافات بينهما، وعدم انضمام ليبرمان لأي من الكتلتين، مشددا علي أن القائمة العربية كان لها دور كبير في عدم حصول اليمين على الأغلبية الكاسحة.

وأضاف زكريا، أن "السيناريوهات الأخرى هي انضمام ليبرمان لحكومة اليمين وهذا مستبعد، أو عدم انضمام ليبرمان لأي من الكتلتين أو تشكيل حكومة وحدة وطنية، وفي هذه الحالة سيتم إعادة الانتخابات، وهذا أمر وارد جدا ولكنه لن يسفر عن نتيجة مختلفة لانه لا توجد تحولات في توجهات وأيديولوجيات الناخبين، ولذلك هم لا يريدون انتخابات للمرة الثالثة".

من جانبه، قال الدكتور طارق فهمي مدير وحدة الدراسات الإسرائيلية بمركز دراسات الشرق الأوسط، استاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة لـ"الرئيس نيوز": "بغض النظر عن توجهات رؤساء الأحزاب اليمينية، فإن خيارت تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة تتأرجح ما بين عدة سيناريوهات، السيناريو الأوّل: بلورة ائتلاف حكومي علماني دعا لتشكيله أفيجدور ليبرمان، ومن أجل تحقيق هذا السيناريو يجب على نتنياهو عدم الالتزام مع شركائه الدائمين من الأحزاب الدينية الحريدية، والمضيّ قُدمًا مع بيني جانتس زعيم "أزرق - أبيض"، وأفيجدور ليبرمان رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" في ائتلاف حكوميّ واحد والسيناريو الثاني: حكومة وحدة بمشاركة الحريديم، تضم جانتس ونتنياهو وأريه درعي زعيم حزب "شاس" ويعقوب ليستمان زعيم حزب "يهودوت هتوراة".

وتابع فهمي: أما السيناريو الثالث، فيؤكد أنه نظرياً بإمكان جانتس تشكيل حكومة وحدة مع "الليكود" دون نتنياهو، وفي هذه الحالة يتوجّب على حزب الليكود التضحية بنتنياهو، لكنّ المزاج السائد في الليكود حاليًا، يشير إلى عدم وجود من يستعد لهذا مرحلياً على الأقل، السيناريو الرابع: حكومة يمين يشارك فيها ليبرمان، رغم أنّه تعهّد خلال حملته الانتخابية بعدم المشاركة بحكومة تضم حريديم يرفضون تشريع قانون يفرض الخدمة العسكرية الإلزامية على الشبان الحريديم.

ويؤكد الدكتور أيمن إبراهيم، الخبير في الشئون الإسرائيلية، أن نتائج الانتخابات تعد فشل كبير وغير متوقع وفق لاستطلاعات الرأي لنتنياهو شخصياً، رغم حصول الليكود على ٣٢ مقعدا ، حيث لن يستطيع أن يوفي بوعده بتشكيل حكومة يمين إسرائيلي بتحالف مع الاحزاب الدينية  والمستوطنين ومن ثم سيكون معرضا للمحاكمة بل والسجن .

أما المؤرخ الفلسطيني، عبد القادر ياسين، فيري أن "إسرائيل ذاهبة لمواجهات حقيقية في الإقليم انطلاقا من قطاع غزة، ومن ثم فإن الانتخابات  في مجملها كانت معركة على الأولويات الامنية والدينية، وليست صراعاً بين اليمين واليسار، ولا على السلام، أو التسوية، ومن الواضح أن الاولوية للحكومة الجديدة حسم مسألة غزة وتصفية قضية اللاجئين وضم المستوطنات الكبري في الضفة".

وحول نتائج الانتخابات، قال ياسين لـ"الرئيس نيوز" إنه "على الرغم من أن معسكر أحزاب اليمين، بما في ذلك حزب يسرائيل بيتينو بزعامة أفيجدور ليبرمان، واليهود الحريديم (المتشددون دينياً)، متفوّق على معسكر أحزاب الوسط- اليسار، إلا أنه في الوقت ذاته ليس بإمكان رئيس حزب الليكود بنيامين نتنياهو تأليف الحكومة المقبلة إلا في حالتين: الأولى، ضم "إسرائيل بيتنا" إلى الائتلاف، والحالة الثانية، تأليف حكومة وحدة وطنية مع تحالف "كاحول لافان من حزب (أزرق - أبيض)" وهو السيناريو المتوقع، كما أن دعوة نتنياهو لبيني جانتس هي في الحقيقة دعوة لأن يصبح جانتس جزءا من اليمين وهي دعوة لا يقدر جانتس على الاستجابة لها، وبالتالي سيظهر امام المجتمع بالرافض لحكومة وحدة واسعة مع نتنياهو واليمين وهذا تكتيك سياسي وحزبي من قبل نتنياهو، لافتاً إلي أن الرئيس الاسرائيلي قد يكلف جانتس ونتنياهو معا بتشكيل حكومة وحدة وطنية، وسيتم استبعاد ليبرمان من خطوة التشاور لدخول الحكومة منعا لممارسته ابتزازا سياسيا معتاداً.