الخميس 28 مارس 2024 الموافق 18 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

"الدرون".. قصة اللعبة التي هزمت "الباتريوت"

الرئيس نيوز


أصبحت الطائرات المسيرة "درون" أكبر هاجس يقلق القيادات العسكرية في المملكة السعودية؛ بعدما تمكنت تلك الطائرات بسيطة التكلفة (نحو 500 دولار)، من الوصول إلى العمق، وإصابة أهدافها بدقة فائقة. 
التحدي الجديد الذي يواجه المملكة وقياداتها، هو كيف لدولة تعد من أكبر مستوردي الأسلحة المتقدمة على مستوى العالم، لم تستطع صد تلك النوعية من الطائرات المسيرة. فوفق الإحصائيات العسكرية فإن المملكة تقتني أحدث المضادات الأرضية والدفاعات الجوية المستوردة من أمريكا ويأتي على رأسها منظومة الدفاع الجوي "باتريوت".
الخبير الاستراتيجي، اللواء متقاعد، جمال مظلوم، تحدث مع "الرئيس نيوز" وقال: "للأسف تلك النوعية من الطائرات تقف أمامها أحدث أنواع الدفاعات الجوية عاجزة عن صدها". مبررًا موقفه بالقول: "باتريوت على سبيل المثال مبرمج على التصدي للأجسام كبيرة الحجم من أمثلة الصواريخ عابرة القارات والبالستية وكذلك الطائرات المعادية. لكنها ليست مؤهلة لاصطياد الأجسام صغيرة الحجم من نوعية الطائرات درون".
أوضح مظلوم أن الجيش السعودي مؤهل لخوض الحروب التقليدية (قتال جيوش نظامية). أما حرب العصابات فهي دائمًا ما تكون مؤلمة. وأشار إلى أن القصف العشوائي لحدود المملكة مترامية الأطراف من الجماعات شبه عسكرية (الحوثية) دائمًا ما يكون صدها مرهقًا فضلًا عن كونه مكلفًا.
حكى اللواء المتقاعد كيف كانت إسرائيل تسبق الدول العربية في استخدام مثل هذه النوعية من الطائرات. فيقول: "قبيل تحرير مصر لكامل أرضها من الاحتلال الإسرائيلي في معركة 1973، كنا نشاهد العدو يطلق مثل هذه الطائرات؛ بغية التجسس على مواقعنا وقوتنا العسكرية، وكذلك لتصوير المناطق التي قمنا باستهدافها بالصواريخ والمدفعية الأرضية".
مشيرًا إلى أن الطائرات المسيرة كانت تستخدم إبان تلك المرحلة  في أعمال التجسس وفقط، لكن مع التطور التكنولوجي أصبحت هذه الطائرات تستخدم في تنفيذ عمليات عسكرية، بينها تنفيذ عمليات اغتيال وتصفية عناصر خطرة كما هو الحال بالنسبة لاستخدام أمريكا مثل هذه النوعية من الطائرات في اغتيال قيادات من تنظيم القاعدة وداعش. وحاليًا باتت تستخدمها الجماعات الإرهابية كوسيلة انتحارية (طائرة مفخخة) يتم إرسالها للأهداف عبر التحكم فيها إلكترونيًا.
دعا مظلوم إلى ضرورة إدراج أشكال هذه الطائرات وأصواتها ضمن برنامج تشغيل الردارات؛ للتمكن من كشفها والتعامل معها بالوسائل البسطية مثل تصويب النيران عليها، مشيرًا إلى أن كلفة الصاروخ الواحد من منظومة الباتريوت يتخطى المليون دولار. 
 أما الباحث في شؤون الجماعات الراديكالية، مصطفى أمين، قال لـ"الرئيس نيوز": "درون هي أحدث أشكال المفخخات التي باتت تستخدمها الجماعات الإرهابية"، موضحًا أنه تم استخدامها في سورية من قبل "داعش" و"جبهة تحرير الشام" (النصرة سابقًا) في استهداف قاعدة "حميميم" الروسية وكذلك قصف الجيش السوري.
أظهر أمين أن جماعة "حزب الله " اللبنانية تمتلك العديد من تلك الطائرات، وكذلك جماعة الحوثي في اليمن، وأن إيران متقدمة في التكنولوجيا المستخدمة في تصنيع تلك الطائرات، وتعمل طوال الوقت على تزويد أتباعها في المنطقة بمثل هذه الطائرات لتنفيذ أهدافها. 
الطائرات المُسيرة التي يستخدمها الحوثيون بكثرة من طراز "قاصف- كي2". ظهرت لأول مرة في يناير 2019 في استهداف تخريج قوات عسكرية في قاعدة "عند الجوية". أدى الهجوم إلى مقتل عدة قادة من الجيش اليمني، من بينهم رئيس المخابرات الحربية. منذ ذلك الحين شنت قوات التحالف هجمات جوية مُكثفة وشديدة على كل مكانٍ يُشتبه أنه مصنع لهذه الطائرات أو مخزن لها. لكن ظهور هذه الطائرات بعد شهور قلائل يُرسل رسالةً واضحة أن هجمات التحالف لم تُحقق هدفها.
بحسب الباحث الطبيب عصام الزيات على موقع "إضاءات"، فإن الحوثيين بدأوا في استخدام الطائرات المُسيرة كطائرات استطلاع تقليدية، ثم صارت تستخدمها كعينٍ دقيقة لتوجيه ضربات المدفعية، وأخيرًا صارت قنابل انتحارية. الطائرات من طراز "قاصف -1" و"قاصف – كي2" تُشبه إلى حد كبير الطائرات الانتحارية الإيرانية "أبابيل".
استطاعت الإمارات عبر طائرةٍ أسقطتها في اليمن أن تُؤكد التشابه الهائل بين طائرات الحوثيين وطائرة من طراز أبابيل الإيرانية عُثر عليها في عتاد ميليشيا عراقية موالية لإيران. وأعلن الحوثيون بعد ذلك وتحديدًا خلال العام 2018 وصول جيل جديد من الطائرات يصل إلى مداه إلى 1000 كيلو متر هم "صماد -1"، "صماد -2"، و"صماد – 3".