الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

أمريكا تحشد بحذر ضد إيران.. وخبير: "ضجيج بلا طحن"

الرئيس نيوز

عاد التوتر مجددًا ليخيم على منطقة الخليج؛ على وقع تلاسن حاد وتبادل للاتهامات بين واشنطن وطهران. فبينما تدعي الأولى أن إيران هي من تقف وراء عملية قصف مصفتي النفط التابعتين لشركة "أرامكو" السعودية، تنفي الثانية جملة وتفصيلًا تلك الاتهامات وتعتبرها جزءا من سياسية أمريكية تستهدف مزيدًا من الاستنزاف لموارد السعودية المالية؛ تحت مزاعم حمايتها وتوفير الأمن لها.

ولاتزال حرب التصريحات الإعلامية تتصدر المشهد حتى الآن، إذ زعم مسؤول أمريكي، الثلاثاء، تحدث مع وكالة "فرانس برس"، أن "الولايات المتحدة باتت متأكدة بأن الهجوم الذي استهدف منشأتي أرامكو في السعودية السبت الماضي تم من الأراضي الإيرانية، وقد استخدمت فيه صواريخ عابرة". من دون أن يكشف البيت الأبيض عما بحوزته حتى الآن من قرائن تثبت ذلك.

ولفت المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، إلى أن أجهزة الاستخبارات الأمريكية لديها القدرة على تحديد الجهة التي أطلقت منها الصواريخ، إلا أنه رفض الكشف عن عدد الصواريخ التي أطلقت. وقال "لن أخوض في مثل هذه التفاصيل"".

وتابع: "الإدارة الأمريكية تعمل حالياً على إعداد ملف لإثبات معلوماتها وإقناع المجتمع الدولي خاصة الأوروبيين بذلك، خلال أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع المقبل في نيويورك"، على حد زعمه.

الجديد في تصريحات المسؤول الأمريكي، أنه بعدما كان الحديث قبل يومين ماضيين عن أن الضربة نفذت من الأرضي العراقية، وبطائرات مسيرة، وهو الأمر الذي نفته بغداد جملة وتفصيلًا، أصبح الحديث الآن عن أن الضربة نفذت من الأراضي الإيرانية ذاتها، وبصواريخ عابرة.

وفي أحدث لهجات التصعيد حول الأزمة، قال نائب الرئيس الأمريكي، مايك بنس، إن بلاده تبحث مع المملكة سبل الرد المناسب على استهداف مصفتي "أرامكو". فيما يبحث وزير الخارجية، مايك بومبيو، اليوم في السعودية ما تعتبره الصحافة الأمريكية، "الرد على الهجمات التي استهدفت منشآت نفطية سعودية".

بدورها، أكدت طهران أن الاتهامات الأمريكية لها بشأن الهجوم اليمني بطائرات مسيرة على منشآت نفطية سعودية لا أساس لها، وتأتي في إطار سياسة "حلب دول المنطقة" على حد وصف المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، عباس موسوي. الذي قال: "الاتهامات الأمريكية تدخل في باب الأكاذيب القصوى، وتعبر عن الفشل". وذكر موسوي بحديث ترامب السابق الذي قال فيه: "على السعودية ان تدفع لحمايتها".

فيما حذرت الرئاسة الروسية من أي رد فعل متسرع لدى تحميل أي طرف مسؤولية الهجمات. ودعا المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف جميع الدول إلى تجنب الخطوات المتسرعة أو الاستنتاجات التي يمكن أنْ تؤدي إلى تفاقم الوضع. كما اعتبرت بكين أن تحميل المسؤولية عن الهجوم لأحد دون حقائق دامغة يعد تصرفاً غير مسؤول.

وفي بغداد قال بيان حكومي إن وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو أبلغ رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي أن المعلومات التي لديهم تؤكد بيان بغداد بأن الهجمات على منشآت نفطية سعودية لم تنطلق من العراق.

من جانبها جددت جماعة "الحوثي" اليمنية مسؤوليتها عن العملية، وقال القيادي محمد عبد السلام: "سلعة النفط ليست أغلى من دماء شعبنا اليمني، ومن استهتر بالدم اليمني عليه أن يتحمل عواقب استهتاره"، مشيرًا إلى أن من يحرص على ضمان استقرار سوق النفط فليتوجه التحالف ويوقفه عن عملياته في اليمن، ويدفعه إلى رفع حصاره عن الشعب. متوعدا بأن العمليات الدفاعية المقبلة ستكون أقسى وأشد إيلاما.

بدوره استبعد المفكر والباحث في الشؤون الإيرانية، سالم الصباغ، قيام أمريكا بشن هجمات عسكرية على مواقع إيرانية، وقال لـ"الرئيس نيوز": "واشنطن لم تقدم حتى الآن أي قرائن جادة تثبت تورط طهران في عملية القصف. يبدو أن الأمر يدخل في إطار سياسة الرغبة الأمريكية في التصعيد لتحقيق مكاسب مالية على حساب المملكة".

وتابع الصباغ: "أنصار الله باليمن (الحوثيين) هم من يتبنون عملية قصف مواقع بترولية مهمة جدا في شركة أرامكو السعودية، وحقيقة الأمر أنه لم يكن لأحد أن يتوقع أن القدرات الدفاعية للحوثيين ستصل إلى كل هذا الحد".

وأضاف الخبير في الشؤون الإيرانية: "التجارب السابقة في الصراع الأمريكي الإيراني تدل على أن واشنطن تحارب إيران اقتصاديا وإعلاميا فقط. لكن عسكريا لن تتورط في حرب ضد إيران.

واختتم الصباغ حديثه بالقول: "لو أن هناك نية أمريكية لتوجيه ضربات لإيران لكان الأولى وقتما قررت طهران إسقاط طائرة مسيرة أمريكية كانت تحاول دخول الأراضي الإيرانية، فكيف تورط نفسها في حرب بحجة أمن المملكة؟. أمريكا تدرك أن الرد الإيراني سيكون قويًا وسيكلف المنطقة الكثير، لذلك ما يدور الآن ضجيج بلا طحن".