الخميس 28 مارس 2024 الموافق 18 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

تقارير غربية: إيران قصفت آرامكو السعودية من مكان ما غير اليمن

الرئيس نيوز

ـ صحف غربية تقول إن القصف تم من الأراضي العراقية ومسئولون عراقيون: لم يحدث


نشر موقع "فوكس نيوز" الأمريكي تقريراً يؤكد قيام الولايات المتحدة بمشاركة معلومات استخباراتية مع الرياض، حول تورط إيران في تنفيذ الهجمات التي استهدفت منشآت ومرافق تابعة لشركة أرامكو، وقال التقرير إن إيران كانت نقطة انطلاق هجمات السبت، ضد حقل نفطي سعودي ضخم، وفقًا للمعلومات الأمريكية التي تم مشاركتها مع المملكة.

ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" نقلاً عن مصادر لم تسمّها أن تقرير المخابرات - الذي لم يتم نشره - أشار إلى أن إيران داهمت حقل النفط الضخم بعشرات الصواريخ على الأقل، وباستخدام 20 طائرة مسيرة.

لم ترد وزارة الخارجية الأمريكية على طلب التعليق من وول ستريت جورنال صباح اليوم الثلاثاء، وقال التقرير الصحفي الذي نشرته إن أحد المسؤولين السعوديين أشار إلى أن معلومات المخابرات الأمريكية ليست نهائية، وقال المسؤول للصحيفة إن الولايات المتحدة لم تقدم أدلة كافية لإثبات أن يد طهران متورطة بلا شك.

من جانبها، قالت صحيفة "آراب نيوز" السعودية إن التحالف العربي في اليمن أعلن، اليوم الثلاثاء، أن ايران وفرت الأسلحة المستخدمة لضرب منشأتي ارامكو السعودية في المملكة، وقال المتحدث باسم التحالف تركي المالكي للصحفيين في الرياض "التحقيق مستمر وكل الدلائل تشير إلى أن الأسلحة المستخدمة في الهجومين جاءت من إيران"، مضيفًا أنهم يحققون الآن "من أين أطلقت النار".

قال مسؤولون أمريكيون إن إيران كانت وراء الهجوم على مصنع لتجهيز النفط وحقل نفط، وأن الغارة لم تأت من اليمن، بل من جهة أخرى.

وقال المالكي "هذه الضربة لم تأتِ من الأراضي اليمنية كما زعمت ميليشيا الحوثي".

من جانبها، وزارة الخارجية السعودية إن الخبراء الدوليين، بما في ذلك خبراء الأمم المتحدة، سيتم دعوتهم للمشاركة في التحقيق، وقال بيان الوزارة إن التحقيقات الأولية أظهرت أن الأسلحة الإيرانية استخدمت في الهجوم الذي أدى إلى تدمير أكثر من نصف إنتاج السعودية من النفط وألحق أضراراً بأكبر مصنع لمعالجة الخام في العالم، وأضافت "المملكة قادرة على الدفاع عن اراضيها وشعبها والرد بقوة على تلك الهجمات."

وقالت الوزارة إن الهجوم قبل كل شيء استهدف إمدادات النفط العالمية ووصفته بأنه امتداد لأعمال معادية سابقة ضد محطات ضخ النفط في مايو. ونفذ الحوثيون عشرات الهجمات ضد المملكة العربية السعودية باستخدام الطائرات بدون طيار والصواريخ الباليستية.

وصف المالكي الحوثيين بأنهم "أداة في أيدي الحرس الثوري الإيراني والنظام الإرهابي في إيران"، وارتفعت أسعار النفط الخام يوم الاثنين بأكثر من 10 في المئة. في حين نفت إيران تورطها، وهو ما شكك فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الأحد في تغريدة قائلاً "سنرى". في وقت لاحق يوم الاثنين قال ترامب أنه "يبدو من المرجح" أن إيران هي المسؤولة عن الهجمات.

وتصدت صحيفة "جلف نيوز" الإماراتية للإجابة عن سؤال: "من هاجم أرامكو؟"، وقالت الصحيفة إنه وفقًا لتحديث صدر مساء الاثنين، قال متحدث عسكري سعودي إن التحقيقات الأولية تُظهر أن الأسلحة الإيرانية استخدمت في هجوم نهاية الأسبوع على منشآت النفط في البلاد على الرغم من إعلان متمردي الحوثي في اليمن الذين تدعمهم إيران مسؤوليتهم عن هجمات السبت، قائلين إنهم أطلقوا عشر طائرات بدون طيار تسببت في أضرار جسيمة، إلا أن هذا الأمر قيد النقاش.

ونشرت الولايات المتحدة صور الأقمار الصناعية التي تقول إنها تحتوي على أدلة تبين أن الهجمات جاءت من العراق أو إيران.

كما صرح العقيد تركي المالكي للصحافيين في الرياض أمس الاثنين أن الضربات في الصباح الباكر يوم السبت لم يتم إطلاقها من اليمن كما ادعى المتمردون اليمنيون المتحالفون مع إيران والذين يخوضون حرباً ضد المملكة العربية السعودية. ولم يخض المالكي في التفاصيل وقال إن نتائج التحقيق ستنشر على وسائل الإعلام عند اكتمالها.

من يربح ترامب أم إنكار إيران: "سنرى؟"

في آخر تغريدة له قال رئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب، "تتذكرون عندما أسقطت إيران طائرة بدون طيار، مع العلم أنها لم تدخل مجالهم الجوي"، تلك القصة كانت كذبة كبيرة، والآن يقولون أنهم لا علاقة لهم بالهجوم على المملكة العربية السعودية..سنرى"

في وقت سابق يوم الأحد قال ترامب إن الولايات المتحدة تعتقد أنها تعرف من يقف وراء الهجمات على المنشآت النفطية السعودية وأن ما يقوله يستند إلى أدلة، لكنه ينتظر التحقق وتقييمًا سعوديًا للمسؤولية قبل تقرير كيفية المتابعة.

وغرّد ترامب عبر تويتر: "لقد تعرض النفط السعودي إلى الهجوم. وقال ترامب: "هناك سبب للاعتقاد بأننا نعرف الجاني، بالأدلة بناءً على التحقق، لكننا ننتظر أن نسمع من المملكة حول من يعتقدون أنه سبب هذا الهجوم، وبأي شروط سنواصل العمل".

كان الرئيس ترامب أكد أن الولايات المتحدة قادرة على الرد على التهديد لكنه قال أيضًا إنه يريد تجنب الحرب. وتنفي إيران أي تورط في الهجوم. قبل اجتماع الأمم المتحدة ، قال المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي "لن تكون هناك محادثات مع الولايات المتحدة على أي مستوى"، حسبما ذكرت وكالة أسوشيتيد برس.

وأعلن متمردو الحوثي اليمنيون المدعومون من إيران مسؤوليتهم عن الهجوم يوم السبت، وهو السيناريو الذي روجت له شبكة الجزيرة القطرية في أعقاب الهجمات مباشرة، مما أدى إلى اندلاع حرائق ضخمة ووقف حوالي نصف الإمدادات من أكبر مصدر للنفط في العالم. واعتبر بعض المحللين الهجوم بمثابة حدث يشبه هجوم بيرل هاربور.

ومن المرجح، وفقًا لموقع "المونيتور" الأمريكي أن يكون لهجمات السبت، 14 سبتمبر، ضد منشآت أرامكو النفطية، تأثير كبير على العراق.

بعد فترة وجيزة من الهجمات، أعلن المتمردون الحوثيون اليمنيون مسؤوليتهم عن الهجمات، قائلين إنهم استخدموا 10 طائرات مسيرة. غير أن موقع ميدل ايست آي اللندني الموالي لقطر نقل عن مسؤول مخابرات عراقي لم يكشف عن اسمه قوله إن الغارات شنتها طائرات إيرانية بدون طيار أطلقت من الأراضي العراقية.

أضاف موقع ميدل إيست آي أن الهجوم كان انتقاميًا، بسبب مزاعم تتردد بأن الرياض وقفت وراء تمويل هجمات الطائرات الإسرائيلية بدون طيار التي وقعت في الأشهر الأخيرة على وحدات الحشد الشعبي العراقية.

من جانبه، نأى رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي في بيان في 15 سبتمبر عن تورط الأراضي العراقية في الهجمات، وأنكر "ما تداولته بعض وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي حول استخدام الأراضي العراقية لمهاجمة المنشآت النفطية السعودية بطائرات بدون طيار".

وقال البيان إن العراق "يؤكد التزامه الدستوري بمنع استخدام أراضيه للعدوان على جيرانه وإخوانه وأصدقائه وأن الحكومة العراقية ستتعامل بحزم ضد أي شخص يحاول انتهاك الدستور".

استشهد مكتب عبد المهدي في 16 سبتمبر بما قاله وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، في اتصال هاتفي مع عبد المهدي، "قال وزير الخارجية الأمريكي إن المعلومات التي حصلوا عليها تؤكد بيان الحكومة العراقية بأن أراضيها لم تستخدم لتنفيذ هذا الهجوم"، وهو ما يتعارض مع تقرير فوكس نيوز.

يأتي هذا بالتزامن مع توقيع العراق اتفاقية إطارية مع مجلس التعاون الخليجي لاستيراد 500 ميجاوات من الكهرباء من خلال شبكة توزيع تضم دول مجلس التعاون الخليجي لتغطية مناطق في محافظة البصرة الجنوبية، على بعد 550 كم جنوب بغداد. يمكن أن تؤثر التقارير حول تورط العراق في هجوم أرامكو على هذه الصفقة، مع احتمال أن تربح إيران إذا قامت بدلاً من ذلك بتزويد العراق بالكهرباء اللازمة.

ويأتي الهجوم أيضًا في غضون زيارة رجل الدين الشيعي العراقي مقتدى الصدر لإيران؛ كما أن تورط العراق في الهجوم لن يؤدي فقط إلى إلحاق الضرر بالتقارب بين إيران والصدر، ولكن من المرجح أن يدفع الصدر إلى إصدار انتقادات أشد ضد إيران.

على الرغم من جهود الصدر لإقناع إيران بكبح جماح الميليشيات التي تدعمها في العراق، إلا أن الفصائل المؤيدة لإيران في وحدات الحشد الشعبي تزيد أنشطتها.

وقال قائد اللواء 41 و43 من قوات الحشد في 15 سبتمبر إنهم منعوا طائرة بدون طيار من الاقتراب من قواعدهم.

علاوة على ذلك، على الرغم من أن مستشار الأمن الوطني ورئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض نفى أن يكون لدى الحشد سلاحًا جويًا، إلا أن نائبه أبو مهدي المهندس كان يصدر بيانات ويصدر الأوامر. وهذا يعني أن القوة الجوية للحشد الشعبي قد تشكلت بالفعل وتواصل عملها تحت تأثير إيران العميق.

كانت الانتقادات الموجهة ضد السعوديين من قبل إيران وعملائها حادة للغاية في الآونة الأخيرة. نشر الموقع الرسمي لخامنئي خطبة دينية تنتقد السعوديين لتورطهم في اليمن، في إشارة إلى الحوثيين على أنهم رجال الله الذين كسروا قرن الشيطان.

تحتوي جميع المواقع الإلكترونية لفصائل الحشد الشعبي الموالية لإيران في العراق على محتوى واسع النطاق ضد السعوديين ودعم الحوثيين في اليمن. في عام 2016، قام وفد رسمي من الحوثيين بزيارة بغداد، واجتمع مع قادة الحشد الشعبي ثم وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري.

على الرغم من أن جميع المؤشرات المذكورة أعلاه لا تقدم دليلاً كافياً على أن الأراضي العراقية كانت مصدر هجمات 14 سبتمبر على المملكة العربية السعودية، إلا أنها بالتأكيد تجعل المسؤولين العراقيين يشعرون بالقلق من عواقب مثل هذه الضربة.

لهذا السبب كان عبد المهدي سريعًا للغاية في تشكيل لجنة خاصة للتحقيق في التقارير حول تورط العراق في الهجوم. وقال عبد المهدي "تم تشكيل لجنة من الجهات العراقية المعنية لمتابعة المعلومات والتطورات".

وتابع: "يدعو العراق جميع الأطراف إلى وقف الهجمات المتبادلة وإلى منع الخسائر الفادحة في الأرواح والمرافق. الحكومة العراقية تؤكد أنها تتابع هذه التطورات باهتمام كبير".

ما يقلق المسؤولين العراقيين هو أن الفصائل المؤيدة لإيران في الحشد الشعبي لم تنكر تورطها في الهجوم. هذا على الرغم من حقيقة أن إيران نفسها نفت أي تورط لها.

ووفقًا لموقع المونيتور الأمريكي قال مصدر في مكتب رئيس الوزراء أن عبد المهدي قد اتصل بالفعل بمجموعات الحشد الشعبي، وطلب منهم التعاون بشكل كامل مع اللجنة الخاصة التي شكلها للتحقيق في تقرير تورط الأراضي العراقية في الهجوم على المرافق السعودية.

كل هذا يشير إلى أن أي تصعيد بين السعودية وإيران يمكن أن يؤثر على العراق على نطاق واسع، ومن المرجح أن يستمر هذا طالما فشلت الحكومة في السيطرة الكاملة على الحشد الشعبي وفرض سلطة مركزية على جميع القوى في البلاد وأراضيها. وكانت الحكومة العراقية قد أعربت عن قلقها من أن التصعيد والحلول العسكرية تعقد الوضع الإنساني والسياسي.