الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

عطية يكشف: أسباب عقاب الناخب التونسي لحركتي "النهضة والنداء"

الرئيس نيوز

علّق المحلل السياسي التونسي صالح عطية، على تصويت الناخب التونسي لصالح المرشحين قيس سعيد ونبيل القروي، ودلالات تراجع حركتي "نداء تونس" و"النهضة" في الاستحقاق الرئاسي الحالي، قائلاً: "إن هذا ليس فقط نوعا من العقاب للنظام الحاكم منذ ٢٠١٤، وإنما نوع من القطيعة لهذا النظام الذي ولّد أزمات سياسية واقتصادية واجتماعية، حيث عانى التونسيون فالخمس سنوات من مشكلات برلمانية وأزمات في العلاقات السياسية فيما بين الأحزاب الحاكمة والمعارضة وفيما بينهما من تجاذبات كبيرة، ربما أضاعت الكثير من الوقت، وهو ما جعل لناخبين يشعرون بأن هؤلاء لم ينتجوا تنمية جديدة للخروج من حالة الفقر منذ ٦٠ سنة، كما أنهم لم يلحظوا في ظل هذا النظام محاولة تطوير البلاد إلى مستويات أفضل".

وأضاف "عطية" لـ"الرئيس نيوز" أن "الأسعار مرتفعة جداً والدينار التونسي متهاوٍ والميزان التجاري مختل لصالح الغرب والدول الأوروبية التي لها شراكة مع تونس، فضلاً عن الوضع الاقتصادي سيء جداً وإلى مزيد من التهميش والتفقير، كما يشعر التونسيون بكثير من المهانة من الدبلوماسية التونسية مع الخارج، وهذا ما ترك انطباعا سيئاً وغير مقبول لدى الناخب التونسي ودفعه للذهاب إلى صناديق الاقتراع في محاولة لاقتلاع هذا النظام من مكانه، وانتاج نظام جديد غير معروف في المشهد التونسي، حيث أن قيس سعيد ونبيل القروي ليسا مستهلكيّن في القنوات الإعلامية التونسية التلفزيونية والإذاعية أو المواقع الإلكترونية أو الصحف المطبوعة، وهما وجهان جديدان لرجلين سياسيين جديدين بالنسبة للناخب، الذي حاول أن يعطي لأحدهما الفرصة لإنتاج نظام جديد يتماهى مع تطلعات التونسيين وحاجاتهم وقضاياهم ومشكلاتهم وما يشغلهم وما ينتظرونه من حكم جديد بعد ثورة قاموا بها من أجل التنمية والحصول على الحريات".

وحول أسباب عدم ثقة الناخب في مرشحي حركة النهضة عبدالفتاح مورو وحركة نداء تونس، يوسف الشاهد قال "عطية" إن "حركة النهضة لم تقدم مشروعاً في نهاية الأمر، وإنما قدمت تحالفات سياسية مع المنظومة القديمة الحاكمة في زمن "زين العابدين بن علي" وحاولت أن تخرج هؤلاء من قمقمهم وراهنت عليهم في وقت من الأوقات وتحالفت معهم، وكانت النتيجة ضد مصالح التونسيين، ولذلك تم عقابهم، لشعور الناس أن هذا الحزب قد لا يكون الحزب الذي توقعوه عندما انتخبوه عام ٢٠١١ بأغلبية برلمانية، وهو ما حاولوا إيصاله لحركة النهضة بأنك ليس الحزب الذي نبحث عنه ودعنا نبحث عن حزب آخر أو شخصية أخرى أو نموذج سياسي آخر".

وتابع "أما بالنسبة لحزب الشاهد أو حزب نداء تونس، فهما في وعي التونسيون حزبين ولدا بحزب واحد، وهو نداء تونس ثم تشتت إلى مجموعة من الأحزاب، وبالتالي لم تعد هناك ثقة في غالبية أعضائه الذين ارتحلوا من حزب إلى حزب ومن كتلة إلى كتلة، ومن كنتونة سياسية إلى كنتونة، ولهذا كانت النتيجة أنهم لم ينتجوا خطاباً جديداً ولا ممارسة سياسية جديدة".

وأشار "عطية" إلى "تعرض حركتي النهضة ونداء تونس للعقاب من الناخب التونسي نظراً لصمتهم وانخراطهم في معاقبة شخصية سياسية وهو "نبيل القروي" بعد أن زجّ به في السجن، إذ أن هناك العشرات من رجال الأعمال المتهمين بالتهرب الضريبي والفساد المالي وتبييض وغسيل الأموال ولكنهم يتجولون في القرى والمدن التونسية ويمولون الحملات الإنتخابية حتى لأطراف في الحكم، ولكن لم تلتفت لهم أجهزة مكافحة الفساد التي تتشدق بها الحكومة"، موضحاً أن التونسيين انتبهوا في نهاية الأمر أن خطاب مكافحة الفساد هو نوع من الخطاب السياسي الفج لمحاولة استقطاب واستمالة أصوات الناخبين، ما دفعهم أن يقولوا لهم "أنتم لا تحاربون الفساد ولكنكم جزء من هذا الفساد"، لافتاً إلى أنها رسالة تم إيصالها عبر عميلة التصويت التي جاءت في صالح قيس سعيد ونبيل القروي.