الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

من ضرب أرامكو السعودية؟.. اتهامات أمريكية لإيران.. وتضارب حول مسار "طائرات الهجمة"

الرئيس نيوز

نفت إيران اتهامات أمريكية لها بتنفيذ هجوم استهدف منشأتين نفطيتين لشركة أرامكو السعودية وعطل جزءا من إنتاج النفط العالمي وحذرت يوم الأحد من أن القواعد وحاملات الطائرات الأمريكية بالمنطقة تقع في مرمى صواريخها.

وأعلنت جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران مسؤوليتها عن هجوم يوم السبت الذي عطل أكثر من نصف إنتاج السعودية من النفط. لكن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو قال إنه ليس هناك دليل على أن الهجمات انطلقت من اليمن واتهم إيران بشن ”هجوم غير مسبوق على إمدادات الطاقة العالمية“.

وفي تصريحات للتلفزيون الحكومي، نفى عباس موسوي المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية الاتهامات الأمريكية ووصفها بأنها ”فارغة“. وحذر قائد بارز بالحرس الثوري من أن الجمهورية الإسلامية مستعدة لحرب ”شاملة“ وإن قطعا عسكرية أمريكية توجد في مرمى الصواريخ الإيرانية.

ونقلت وكالة تسنيم الإيرانية شبه الرسمية للأنباء عن أمير علي حاجي زاده قائد القوة الجوفضائية بالحرس الثوري الإيراني قوله ”على الجميع أن يعلم أن كل القواعد الأمريكية وحاملات طائراتهم على بعد يصل إلى ألفي كيلومتر من إيران تقع في مرمى صواريخنا“.

 

وقالت شركة أرامكو السعودية الحكومية إن الضربات قد تخفض إنتاج النفط بنحو 5.7 مليون برميل يوميا، أي أكثر من خمسة بالمئة من إمدادات النفط الخام العالمية، في الوقت الذي تستعد فيه أرامكو لطرح أولي عام لأسهمها في البورصة.

ولم تحدد أرامكو جدولا زمنيا لعودة الإنتاج لما كان عليه لكنها قالت في وقت سابق يوم الأحد إنها ستقدم إفادة عن التطورات في غضون 48 ساعة. وقال مصدر مطلع لرويترز إن عودة طاقة إمدادات النفط السعودية بشكل كامل قد تستغرق ”أسابيع وليس أياما“.

وتشحن السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، أكثر من سبعة ملايين برميل يوميا لوجهات مختلفة وتعتمد الأسواق عليها منذ سنوات كمورد اللحظة الأخيرة.

وقالت الولايات المتحدة إنها مستعدة للسحب من احتياطياتها النفطية إذا تطلب الأمر بعد الهجوم على المنشأتين اللتين من بينهما أكبر معمل لتكرير الخام في العالم ويقع في بقيق.

وفتحت الأسهم السعودية على انخفاض بنسبة 2.3 بالمئة يوم الأحد.

وأعلنت شركات بتروكيماويات سعودية، منها الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)، عن نقص في إمدادات اللقيم بنحو 49 بالمئة.

 

وقالت حليمة كروفت العضو المنتدب في شركة آر.بي.إس كابيتال ماركتس لرويترز ”بقيق هي مركز أعصاب نظام الطاقة السعودي. حتى إذا استؤنفت الصادرات خلال 24 أو 48 ساعة فإن تصور أنها آمنة من المخاطر قد تغير“.

ولم تصل السلطات السعودية بعد إلى حد إلقاء اللوم بشكل مباشر على طرف بعينه في الهجمات التي وقعت قبل فجر السبت وقالت السلطات إنها نُفذت بطائرات مسيرة لكن وزير الطاقة شبهها بسلسلة هجمات على أصول نفطية سعودية وناقلات في مياه الخليج.

قال بومبيو إنه ليس هناك دليل على أن الهجمات انطلقت من اليمن، حيث يقاتل تحالف عسكري تقوده السعودية جماعة الحوثي منذ أكثر من أربع سنوات في صراع ينظر إليه على نطاق واسع باعتباره حربا بالوكالة بين السعودية وإيران.

واتهمت الرياض إيران ووكلاءها بأنها وراء هجمات سابقة، أعلن الحوثيون مسؤوليتهم عنها، على محطتين لضخ النفط وحقل الشيبة النفطي. ونفت إيران الاتهامات.

 

وذكرت بعض المنافذ الإعلامية العراقية أن الهجوم انطلق من العراق حيث أصبحت جماعات مدعومة من إيران تتمتع بنفوذ متزايد لكن بغداد نفت ذلك اليوم وتوعدت بمعاقبة كل من يحاول استخدام الأراضي العراقية في شن هجمات بالمنطقة.

وتصاعد التوتر الإقليمي بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي مع إيران وإعادة فرض العقوبات على طهران بهدف وقف صادراتها النفطية في خطوة أيدتها السعودية والإمارات حليفا الولايات المتحدة في منطقة الخليج.

 

ويأتي الهجوم بعد أن قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن من الممكن عقد اجتماع مع الرئيس الإيراني حسن روحاني على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في وقت لاحق هذا الشهر. واستبعدت طهران إجراء محادثات قبل رفع العقوبات المفروضة عليها.

 

وكتب بومبيو على تويتر يوم السبت يقول ”وسط كل تلك الدعوات لوقف التصعيد تشن إيران الآن هجوما غير مسبوق على إمدادات الطاقة العالمية“.

 

وأبلغ الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي والحاكم الفعلي للمملكة ترامب في اتصال هاتفي يوم السبت بأن الرياض مستعدة وقادرة على التعامل مع ”العدوان الإرهابي“.

 

وقالت وزارة الخارجية التركية إن تركيا، حليفة إيران، تدين الهجوم لكنها تدعو إلى تجنب ”أي خطوات استفزازية“ من شأنها الإضرار بأمن واستقرار المنطقة.

 

وقال مسؤول بارز من الإمارات، الشريكة الرئيسية للسعودية في التحالف العسكري المدعوم من الغرب في اليمن، إن بلاده ستدعم السعودية تماما لأن الهجوم يستهدف الجميع.

وكثف الحوثيون، الذين أظهروا تفوقا في أساليب حرب العصابات، هجماتهم بالصواريخ والطائرات المسيرة على المدن السعودية مما عقد جهود السلام التي تبذلها الأمم المتحدة لإنهاء الحرب. وتتهم الرياض إيران بتسليح الحوثيين. وينفي الجانبان هذه الاتهامات.