السيسى لموقع مؤتمر إفريقيا 2019: التنمية المستدامة تشكل ضرورة لشعوب القارة

أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى، أن مصر عملت خلال رئاستها للاتحاد الإفريقى خلال 2019 مع أشقائها من دول القارة السمراء على ترجمة البرامج الإصلاحية إلى خطوات تنفيذية، تعزز منها وتحولها إلى واقع ملموس.

جاء ذلك، فى كلمة للرئيس على الموقع الرسمى لمؤتمر "إفريقيا 2019"، الذى أطلقته وزارة الاستثمار والتعاون الدولى، تحت اسم "investment for africa"، بشعار "استثمر فى إفريقيا".

وأشار السيسى، إلى أن إفريقيا أنجزت فى هذا الإطار خطوة تاريخية مهمة على طريق الاندماج الاقتصادى القارى، تمثلت فى دخول اتفاقية منطقة التجارة الحرة القارية حيز النفاذ، وإطلاق أدواتها التنفيذية خلال قمة الاتحاد الإفريقى الاستثنائية بالنيجر فى 7 يوليو 2019، لافتًا إلى أن القمة شهدت أيضًا إقرار خطوات استكمال تحرير التجارة والخدمات، والانتهاء من قواعد المنافسة وفض المنازعات وحماية الملكية الفكرية، كركائز أساسية فى فتح وضبط الأسواق لتشجيع كل المستثمرين من مختلف الدول للاستثمار فى إفريقيا بهدف تحقيق المنفعة المشتركة.

وقال إن الدول الإفريقية تخطو خطوات حثيثة نحو تحقيق تنمية مستدامة وشاملة فى إطار "أجندة 2063"، وتسعى فى هذا السياق لبناء شراكات ناجحة مع مؤسسات التمويل الدولية والإقليمية، تُمكنها من تحقيق أجنداتها المحلية للتنمية من خلال توفير التمويل اللازم لدعم مشروعات البنية الأساسية ومشروعات الربط القارى، التى من شأنها أن تخلق وتهيئ بيئة جاذبة للاستثمار المحلى والأجنبى.

وأكد الرئيس، أن التنمية المستدامة تُشكل ضرورة لشعوب إفريقيا، وسيتم تحقيقها بمزيد من التعاون، وحشد الجهود، وتعزيز التجارة والاستثمار، وتشجيع القطاع الخاص بالقارة، دون إغفال أهمية توافر إرادة سياسية صادقة تدعم وتساند جميع جهود الإصلاح، وتستفيد من الإمكانات والمميزات التنافسية التى تمتلكها الدول الإفريقية، وتؤهلها إلى أن تنمو بشكل مستدام، لافتًا إلى أهم هذه المزايا الممثلة فى أنها قارة شابة، إذ يُشكل الشباب النسبة الأكبر من سكانها، الأمر الذى يدعو إلى مواصلة الاستثمار فى العنصر البشرى صحةً وتعليمًا، وعن طريق بناء الكوادر والمهارات.

ودعا جميع شركاء إفريقيا للاستفادة من فرص الاستثمار الكبرى الموجودة فى القارة، بالإضافة إلى تمويل مشروعات الربط القارى، لا سيما فى مجالات الطرق، والسكك الحديدية، والربط الكهربائى والملاحى، وتنمية الموانئ.

وأعرب الرئيس عن أمله فى أن يساهم مؤتمر "إفريقيا 2019" فى نسخته هذا العام فى مواصلة جهود القارة للتنمية، استكمالًا لما تحقق، ورغبة فى إنجاز المزيد.

كان الرئيس قد رحب فى كلمته على الموقع بضيوف مصر من رؤساء الدول والحكومات، والمؤسسات الدولية والإقليمية، وجميع شركاء التنمية فى مؤتمر "إفريقيا 2019" تحت شعار "استثمر فى افريقيا"، وقال: "إن مؤتمر هذا العام ينعقد فى العاصمة الإدارية، لنبحث معًا آفاقًا جديدة ترسم مستقبل أفضل لشعوب القارة السمراء، وتحقق أولوياتها التنموية فى إطار الأجندة الأفريقية الطموحة 2063.

كما أعلنت وزارة الاستثمار عن فتح باب التسجيل فى الموقع للمشاركة فى المؤتمر على الرابط التالى https://www.investmentforafrica.com/register/

وتضمن الموقع كلمة ترحيبية من الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، جاء فيها: "إن الرئيس عبدالفتاح السيسى حرص خلال رئاسته للاتحاد الإفريقى على دفع أُطر التعاون الإفريقى إلى مجالات أوسع، خصوصًا فيما يتعلق باتخاذ خطوات ملموسة لتنفيذ مشروعات ضخمة تساهم فى ربط إفريقيا، بما يساهم فى خلق بيئة مواتية وجاذبة للاستثمارات من شتى دول العالم، كما كانت التوجيهات للحكومة واضحة باتخاذ ما يلزم من إجراءات لتفعيل التعاون الاقتصادى بين مصر ودول القارة الإفريقية تجارة واستثمارًا، ونقل الخبرات المصرية لإفريقيا، خصوصًا فى تنفيذ مشروعات البنية الأساسية الكبرى، وهذا المكان الذى يشهد انعقاد مؤتمرنا خير شاهد على ما تقوم به الدولة المصرية من تنفيذ مشروعات كبرى، أشاد بها الجميع من حيث مردودها على الاقتصاد الوطنى ومساهمتها فى تغيير مستقبل مصر".

وأضاف رئيس الوزراء: "الدولة المصرية وهى تنفذ برنامجها الإصلاحى لتصحيح مسار اقتصادها تتابع عن كثب جهود الإصلاح التى تتبناها الدول الإفريقية وتعمل على تنفيذها فى الوقت الجارى، وهى إصلاحات تختلف أولوياتها المحلية وتتفق جميعها فى أهداف مشتركة تهدف إلى تحقيق تنمية مستدامة شاملة تستفيد منها الشعوب، وتساهم فى رفع مستوى معيشتهم، وهو ما يدعونا إلى مزيد من التعاون والتنسيق لكى تتحول إفريقيا إلى أرض الفرص الواعدة الى أرض النماء والازدهار".

وأكد، أن مصر لديها مقومات معلومة للجميع، وفرص سانحة ودعم سياسى من قادة الدول الإفريقية، وعلاقات قوية، واتفاقيات تجارية واستثمارية، وتجمعات اقتصادية قوية داخل القارة الإفريقية، وهو ما يدفع الجميع لدعوة المؤسسات الدولية والمستثمرين فى أرجاء العالم، لكى يساهموا فى تنفيذ مشروعات مشتركة، ويستفيدوا من قوة سكانية شابة، وموارد متاحة، وموقع جعل إفريقيا قلب العالم، ونقطة الوصل بين قاراته، بما يؤهلها إلى أن تستقبل استثمارات أكبر بكثير مما لديها الآن، رغم ما يحيط بها من مخاطر اقتصادية عالمية، وحروب تجارية أثرت سلبًا على تدفقات التجارة العالمية، إلا أننا نتطلع للأفضل بتعاوننا معًا.

وأكد فى ختام كلمته: "سنظل داعمين لأى جهود للعمل المشترك، وتعزيز الروابط التى تجمعنا".

من جانبها، أكدت وزيرة الاستثمار والتعاون الدولى، أن مؤتمر "إفريقيا 2019" عبارة عن منصة تهدف إلى تسريع تدفقات الاستثمار، وتعزيز النمو الاقتصادى والازدهار المشترك بين الدول الإفريقية، مُعربة عن سعادتها بالعمل فى شراكة مع مجتمع الأعمال، وكذلك المؤسسات المالية الدولية، وبنوك الاستثمار، من أجل تعزيز التنمية الشاملة والمستدامة لإفريقيا.

وذكرت الوزيرة، فى كلمتها، أن مؤتمر هذا العام يتم استضافته فى العاصمة الإدارية الجديدة، الذى يعد مشروع مصرى يتميز بتراثه الثقافى مع التقدم التكنولوجى الحديث، مُشيرة إلى أن المؤتمر يُمثل فرصة مميزة لرؤساء الدول الإفريقية، وقادة الحكومات والمؤسسات المالية الدولية لمواجهة ومناقشة التحديات المستمرة لإفريقيا، ووضع الحلول لتحقيق التنمية الاقتصادية فى القارة.

وأوضحت، أن مصر خلال رئاستها للاتحاد الإفريقى تملك رؤية متكاملة للقارة السمراء، من خلال إطلاق فرص الاستثمار التى تقدمها فى مختلف القطاعات، كما تعتبر مصر أن التكامل والتعاون الاقتصادى بين الدول الإفريقية عنصر حيوى لتحقيق أجندة التنمية الإفريقية، وخلق فرص العمل التى تدعم النمو المستمر بإفريقيا مع تمكين الشباب والمرأة، مع الاستفادة من اتفاقية التجارة الحرة الإفريقية والعديد من الاتفاقيات الثنائية، إذ سيكون المؤتمر بمثابة منصة لتشجيع المزيد من الاستثمارات فى البنية الاساسية، مع التركيز على مشروعات الطرق والسكك الحديدية والموانئ والطاقة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

ودعت وزيرة الاستثمار، القادة الأفارقة إلى توحيد الجهود، من أجل خلق المزيد من الفرص لتشجيع الاستثمار فى رأس المال البشرى، من خلال التعليم والبحث والتطوير.

وتنظم وزارة الاستثمار بالتعاون مع وزارتى الخارجية والتجارة والصناعة مؤتمر "إفريقيا 2019"، فى 22 و23 نوفمبر المقبل، بالعاصمة الإدارية الجديدة، تحت رعاية الرئيس السيسى، بحضور عدد من رؤساء دول وحكومات ووزراء مختلف الدول الإفريقية، ونحو 2000 شخص من ممثلى شركاء مصر فى التنمية، ورجال الأعمال والمستثمرين، وشخصيات رفيعة المستوى فى مجال الاعمال من المصريين والأفارقة وجميع انحاء العالم، بهدف تحفيز الاستثمار فى القارة السمراء.