الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

اعتقال "الخضري" يُدخل العلاقات بين "حماس" والسعودية نفقًا مظلمًا

الرئيس نيوز

بعد تكتم دام لنحو 5 أشهر، أزاحت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس"، الستار عن توتر جديد في علاقاتها مع المملكة السعودية، إذ قالت في بيان لها، صدر أمس الاثنين، إن جهاز (مباحث أمن الدولة) السعودي، أوقف مسؤول إدارة العلاقة بين الحركة والمملكة، محمد صالح الخضري (أبو هاني) هو نجله، منذ أبريل الماضي.

ويقيم أبو هاني (81 عامًا) في جدّة منذ نحو ثلاثة عقود، ويعمل هناك بمهنة الطب. ويقول بيان الحركة الذي اختيرت مرادفاته بعناية منعًا لتفاقم الأمور مع المملكة أكثر مما هي عليه حاليًا: "لم يقتصر الأمر على اعتقال الخضري، إنّما تم توقيف نجله الأكبر هاني، بدون أي مبرّر، ضمن حملة طالت العديد من أبناء الشعب الفلسطيني المقيمين في السعودية".

وأوضحت الحركة أنها فضلت عدم الكشف عن الأمر؛ لإفساح المجال أمام الاتصالات الدبلوماسية، ومساعي الوسطاء، لكن تلك الجهود لم تسفر عن أي نتائج، لذلك تم الإعلان عن عملية التوقيف.

وتشهد العلاقة بين "حماس" والمملكة، جملة من التوترات، إذ ترفض الرياض الروابط التي تجمع الحركة بإيران، وكذلك بقطر، فضلًا عن التوجه الجديد في المملكة وهو رفض التعاطي مع جميع حركات الإسلام السياسي.

وبينما رفضت السفارة السعودية في القاهرة التعليق على الأمر، اكتفت قيادات حركة "حماس" الذين حاول "الرئيس نيوز" التواصل معهم لمعرفة أكثر للتفاصيل، بما تم سرده في البيان، ورفضوا إعطاء المزيد.

من جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، طارق فهمي، لـ"الرئيس نيوز": "موقف السعودية من القضية الفلسطينية مر بمنحنيات عدة، وكل منحنى منها كان يرسم شكل العلاقة مع اللاعبين الأساسيين في القضية سواء في الضفة (سلطة رام الله) أو في القطاع الغزاوي (حماس وحركة الجهاد)".

ولفت أستاذ العلوم السياسية إلى أنه منذ العام 2000، كانت السعودية تتفاعل مع القضية الفلسطينية بما يخدم مصالحها، فرفضت تصنيف حماس منظمة إرهابية، وأرسلت إليها الدعم المادي والمعنوي، ليتبلور موقفها بطرح مبادرة السلام (الأرض مقابل السلام).

وتابع فهمي: "خلال تلك الفترة كانت العلاقة بين المملكة وحركتي حماس والجهاد جيدة، لكن منذ إقامة الحركتين علاقات مع إيران وسورية، وتماهي حماس أكثر مع جماعة الإخوان (المزعجة بالنسبة للمملكة) بدأت تتسع الفجوة تدريجيًا حتى أصبحت على ما هي عليه الآن".

واختتم فهمي حديثه بالقول: "لا أتوقع تهدئة بين الطرفين خلال الفترة المقبلة، بل ربما يتسع الشرخ بينهما مع تصاعد حدة التلاسن بخصوص تلك الأزمة، خاصة أن القيادة في المملكة خلال الفترة الحالية تأخذ على عاتقها تقليم أظافر أحزاب وكيانات الإسلام السياسي، ولعل حملة التوقيف للحمساويين في السعودية جزء من هذه الحملة".

أما مدير مركز "القدس" للدراسات، الباحث الفلسطيني، عماد عواد، فاستنكر التوقيف، وقال لـ"الرئيس نيوز": "السعودية باتت تتبنى وجهة النظر الأمريكية التي تذهب إلى ضرورة الضغط على حركة حماس؛ لإسقاطها" بحسب وصفه.

تابع الباحث الفسلطيني: "الخلاف بين حماس والسعودية لا يُمكن فهم معالمه.. فحماس أعلنت أكثر من مرة عدم التدخل في شؤون الدول الخارجية، لكن يبدو أنّ السعودية تريد من الحركة مواقف داعمة لها على حساب علاقاتها مع القوى الإقليمية (إيران) وهذا ما ترفضه الحركة" بحسب حديثه.

وأشار عواد إلى أن الخلاف التاريخي بين السعودية وجماعة الإخوان، ربما يكون عاملا آخر للخلاف مع "حماس"؛ لكونها جزءا من هذا التيار، على الرغم من عدم وجود علاقة تنظيمية بين حماس والاخوان. محذرًا من أن تلك السياسة سيجعل المملكة تفقد العلاقة بأحد أهم حركات المقاومة في المنطقة.

واختتم عواد حديثه بالقول: "بغض النظر عن الخلاف حول التوجهات السياسية، فإنّ خسارة حماس هي خسارة للسعودية، والعكس صحيح، والتضييق عليها كحركة مقاومة يعني خسارة في شعبية المملكة".