الأربعاء 24 أبريل 2024 الموافق 15 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

قبل المملكة المزعومة: بالصور.. الجمسي في مهمة عسكرية بـ"الجبل الأصفر"

الرئيس نيوز

في الأيام القليلة الماضية، ثار الجدل حول إعلان تأسيس ما سُمي بـ"مملكة الجبل الأصفر"، وهي منطقة على الحدود بين مصر والسودان، تبلغ مساحتها أكثر من ألفي كيلو متر مربع.

ويعتمد المعلنون عن "المملكة" الجديدة على ما يعتبرونه "أرضًا مباحة" لا تتبع مصر أو السودان، وبالتالي يرون أن من حقهم تأسيس دولة في ذلك المكان، بينما لم تخرج أي من القاهرة أو الخرطوم للتعليق على الأمر حتى الآن.

رغم ذلك، يقودنا الأرشيف إلى أن تلك المنطقة شهدت وجودا للدولة المصرية، خصوصا في تلك الفترة التي كانت مصر والسودان مملكة واحدة تحت حكم أسرة محمد علي، قبل إعلان استقلال الخرطوم مطلع عام 1956.

ومن صور هذا التواجد هذه الصور النادرة للمشير محمد عبد الغني الجمسي، أحد أبطال الجيش المصري وحرب 6 أكتوبر 1973، في الجبل الأصفر.

بعد سنة واحدة من تخرجه في الكلية الحربية عام 1939، ذهب الملازم أول – آنذاك - الجمسي، إلى منطقة الجبل الأصفر، في مهمة عسكرية.

ويظهر "الجمسي" في الصورة، المؤرخة بـ26 يناير 1940، وعمره 19 سنة فقط، وهو يبدأ فك أجزاء سلاح ناري "متعدد"، أمام مجموعة من الأفراد بزي موحد.

ويقول "الجمسي" في توضيح كتبه على ظهر الصورة، إنها اُلتقطت بواسطة عدسة جريدة "الأهرام"، وأهداها إليه أميل كنعان مندوب الجريدة.

وكتب "الجمسي" الذي كان آنذاك على رتبة ملازم أول: "صورتي مع بعض عساكر الحدود بالجبل الأصفر"، حسبما ورد في أرشيف موقع "ذاكرة مصر المعاصر".

صورة أخرى من المنطقة المجهولة، يكشف عنها "الجمسي" أيضا، وهي لتجمع قادة وضباط "آلاي السيارات الثاني" بالجبل الأصفر، على إفطار رمضاني عام 1942. والآلاي" هو تشكيل عسكري يشبه الفوج، يبلغ تعداده أكثر من ثلاثة آلاف فرد.

ونعرف من التوضيح المكتوب على ظهر الصورة أيضا، أن قائد الآلاي هو البكباشي أركان حرب علي الشافعي، وأن المدعوين للإفطار هم ضباط رئاسة اللواء وضباط محطة الجبل الأصفر.

ونجد "الجمسي" يسجل إعجابه بالحفل قائلا: "أقيمت الحفلة بمبنى وحديقة الآلاي الثاني وكانت حفلة موفقة وظريفة".

والمشير محمد عبد الغني الجمسي، من مواليد 9 سبتمبر 1921، تخرج في الكلية الحربية عام 1939، وتدرج في المناصب القيادية في سلاح المدرعات قبل أن يتولى هيئة تدريب القوات المسلحة بعد نكسة 1967، وعُرف عنه درايته الشديدة بالعدو الإسرائيلي.

في معركة العبور، كان "الجمسي" رئيسًا هيئة العمليات إبان المعركة، قبل أن يخلف الفريق سعد الدين الشاذلي في رئاسة هيئة الأركان، وبعد الحرب، تولى الرجل الذي كان يُلقب بـ"الجنرال المرعب"، وزارة الحربية خلفا للمشير أحمد إسماعيل، ثم خرج من الوزارة في 5 أكتوبر 1978، وتوفي في 7 يونيو 2003، عن عمر تخطى الثمانين سنة.