الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

بالصور| قصة توسعة المسجد النبوي على يد مهندس مصري في الخمسينيات

الرئيس نيوز

14 مهندسًا معظمهم مصريون تولوا بناء المشروع.. وفهمي مؤمن فاز بتكليف التصميمات

تيجان ونقوش أعمدة الحرم صُنعت في مصر.. واعتماد بنكي في القاهرة بـ15 ألف جنيه لشرائها

أعلنت وزارة الثقافة السعودية، اليوم، العثور على أرشيف الرسومات الهندسية التوسعة الأولى للمسجد النبوي في بداية الخمسينيات، والتي وضعها المعماري المصري فهمي مؤمن.

وبحسب الوزارة، فإن المجموعة تضم "271 من الرسومات الهندسية والتصميمات لكل تفاصيل البناء في الحرم النبوي، وصوراً فوتوغرافية تؤرخ لعمليات التوسعة السعودية الأولى.

"الثقافة السعودية" التي سلمت كنز التصميمات لمكتبة الملك فهد الوطنية في الرياض، لم توضح في بيانها اليوم كيف عثرت عليها، لكن يبدو أنها استعادتها من أسرة "مؤمن"، وهو ما سنتناوله في السطور التالية:

في البداية، تعود قصة توسعة الحرم النبوي إلى عام 1948، عندما أعلن الملك عبد العزيز آل سعود في خطاب له، عن عزمة البدء في المشروع، بعد أن وصلته شكاوى بتضرر ضيوف الأراضي المقدسة من ضيق المكان وكثرة الزوار، بخلاف تصدع الجدران والأعمدة.

وأصدر الملك عبد العزيز على الفور أوامره بوضع الدراسات اللازمة للمشروع، وسريعا طُرحت مسابقة لأفضل الأفكار والتصميمات، وفاز بها فريق ضم 14 من نخبة المهندسين، معظمهم مصريون، منهم رياض محمد البحيري ومحمد هلال، والمعماري فهمي مؤمن، والأخير هو الذي كُلف بتصميم التوسيعات.

في العام 1951 بدأ العمل على المشروع، لكن الملك عبد العزيز توفي عام 1953 قبل انتهائه بالكامل، لذلك افتتحه خلفه الملك سعود.

زادت مساحة المسجد النبوي 3 أضعاف ما كانت عليه، بعد إضافة نحو 11 ألف متر مبربع للمساحة القديمة، وأُنشئت أجنحة ومبان جديدة وأيضا مئذنتان جديدتان، ما رفع الطاقة الاستيعابية للمسجد إلى نحو 28 ألف مصل.

نعود إلى قصة أرشيف الرسومات الخاصة بالمشروع، ففي أكتوبر 2015، عرضت صالة المزادات العالمية "سوذبي" بالعاصمة البريطانية لندن، الرسوم الهندسية الأولى لتوسعة الحرم النبوي، والتي كانت في حوزة أسرة المهندس فهمي مؤمن، وتوضح بشكل تفصيلي بوابات الحرم والأعمدة وحتى مصابيح الإنارة.

وشملت المعروضات آنذاك 52 رسمًا تحمل توقيع "مؤمن" وأكثر من 200 صورة لأعمال المشروع، وكلها تعود إلى الفترة من 1951 إلى 1955 وهي سنوات العمل على المشروع.

وطلبت أسرة المهندس المصري من قاعة المزادات مقابلا ماليا يتراوح بين 758900 دولار إلى مليون و62460 دولارًا، على أن تكون عملية البيع بالتواصل المباشر مع الدار وليس بطريقة المزاد العلني.

وتُظهر الصور التي ننشرها هنا بعض تصممات المسجد، ومنها واجهة المسجد وأحد البوابات والأجنحة الجديدة، كما يظهر المهندس المصري فهمي مؤمن وهو يرتدي جلبابا ويعرض على مسئولين سعوديين تصميماته، كما يظهر كذلك وهو يرتدي العباءة وعمامة بسيطة فيما يشبه الزي التقليدي للمملكة.

ووفقا لموقع "بوابة الحرمين الشريفين"، فإن توسعة الحرم النبوي "أقيمت على شكل هيكل من الخرسانة المسلحة، مكون من أعمدة تحمل على رؤوسها عقودا مقوسة مغطاة بالحجر الصناعي، مزخرفة بقطع بيضاء ورمادية اللون، وتنتهي هذه العقود إلى السقف، ووضعت أسماء الصحابة بين العقود، كما كانت عليه العمارة السابقة، في دوائر مذهبة جميلة.

واللافت، بحسب ما يكشفه الموقع، أن رؤوس الأعمدة المكسوة بتيجان من النحاس الأصفر الذهبي، والمنقوش بأنواع بديعة من الزخرفة، صُنعت في مصر.

وكان مكتب مشروع التوسعة افتح لشراء هذه الرؤوس والزخارف اعتمادًا بقيمة 15 ألف جنيه بأحد البنوك المصرية في الخمسينيات.