الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

"في انتظار الخلافة".. لماذا امتنع سيد قطب عن صلاة الجمعة؟

الرئيس نيوز


هو المرجع الفكري لتنظيمات العنف والإرهاب في مصر والعالم، بدأ أديبا متفتحًا وانتهى متشددًا تكفيريًا.. إنه سيد قطب، الذي رحل في مثل هذا اليوم، 29 أغسطس، من عام 1966.

في ذلك اليوم نُفذ حكم الإعدام في سيد قطب على خلفية القضية الشهيرة لعام 1965، والتي أُدين فيها بمحاولة قلب نظام الحكم بالقوة، عبر تشكيل تنظيم سري مسلح تابع لجماعة الإخوان المسلمين المنحل.

تفاصيل القضية تضمنت تخطيط "قطب" وتنظيمه لاغتيال رئيس الجمهورية وتخريب منشآت عامة، عبر تفجيرها بمفرقعات وذخائر، بعد تدريب عناصر التنظيم على ذلك.

كانت شخصية سيد قطب درامية وصاحبة تحولات من النقيض إلى النقيض، إذ بدأ حياته كاتبًا وناقدًا أدبيًا، وهو من أوائل المبشرين بكتابات أديب نوبل نجيب محفوظ. كما عُرف عنه تصرفات وصفت بـ"الماجنة" قبل انضمامه لـ"الإخوان".

في كتابه "سيد قطب وثورة يوليو" ينقل الكاتب حلمي النمنم، عن القيادي الإخواني علي عشماوي في كتابه "التاريخ السري لجماعة الإخوان المسلمين"، دار الهلال 1993، جانبًا من شخصية "قطب" الغريبة.

يحكي "عشماوي" أنه كان في منزل سيد قطب سنة 1965 هو وعدد من  "الإخوان" لحبث أمور التنظيم الذين اعتقلوا وحكوموا بسببه بعد ذلك، وكان اليوم "جمعة"، لذلك فإنه عندما آن أوان الصلاة قال علي عشماوي "دعنا نقوم ونصلي".

لكن المفاجأة كانت عندما علم أن "قائده" في التنظيم لا يصلي الجمعة. وكان المبرر "الفقهي" لسيد قطب هو أن "صلاة الجمعة تسقط إذا سقطت الخلافة وأنه لا جمعة إلا بخلافة".

لم يراجع علي عشماوي "قطب" في الرأي الذي يعترف أنه كان غريبًا عليه، لكنه قبله، لانه اعتبر أن سيد قطب "أعلم منه".

ويكشف لنا الموقف عن الرؤية المتشددة التي حكمت سيد قطب والتي صاغها في مؤلفاته ونقلتها عنه الجماعات الإرهابية بعد ذلك، وأشهرها كتاب "معالم في الطريق"، والذي اعتبر فيه أن المجتمع المصري آنذاك "مجتمعًا جاهليًا" يتحتم تغييره بالقوة.

وفي حكاية أخرى قبل حقبة الإخوان والتنظيمات، يكشف حلمي النمنم أن أحد الصحفيين القدامى، الذين عملوا مع سيد قطب في مجلة "العالم العربي"، قال له إن "قطب" حتى عام  1948، كان يتردد بين الحين والآخر على بار اسمه "اللواء" ويحتسي قليلا من "الكونياك"، الذي كان مشروبه المفضل.