الخميس 28 مارس 2024 الموافق 18 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

"بدأ بلعب الكاراتيه".. كيف طوّر ناجي العلي شخصية الطفل "حنظلة"؟

الرئيس نيوز

في 22 يوليو عام 1987، أطلق شخص مجهول الرصاص من مسدس كاتم للصوت على رسام الكاريكاتير الفلسطيني ناجي العلي، ومنذ ذلك التاريخ ظل "العلي" في غيبوبة لما يزيد عن شهر إلى أن توفي في مثل هذا اليوم، 29 أغسطس.

ناجي العلي هو رسام الكاريكاتير الأشهر في الوطن العربي، وُلد بفلسطين عام 1937، وعاش في مخيم "عين الحلوة" بجنوب لبنان، وتعرض للاعتقال على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي في صغره، ونُشرت له أول رسمة كاريكاتير في سبتمبر 1961.

بدأ "العلي" رحلته مع الكاريكاتير رسميا عندما سافر إلى الكويت للعمل رساما ومخرجا صحفيا عام 1963، ومن هناك أطلق شخصيته الأشهر "حنظلة"، وهي لطفل فلسطيني في العاشرة من عمره يظهر في الصور بظهره عاقدًا يديه وراء ظهره، في إشارة إلى رفض الأوضاع العربية القائمة.

لكن "حنظلة" لم يبدأ بنفس الصورة التي اُشتهر بها، ففي حوار مع التليفزيون الكويتي، شرح ناجي العلي كيف تطورت الشخصية في رسوماته وفي فكره أيضًا.

يقول: "لمات جيت على الكويت كنت أراقب ذاتي والآخرون يراقبوني ويقولون لي إن مجتمع الكويت رفاهي وبكرة إنت هتخرب، وأنا شخصيا أردت أن أتحصن ضد طبيعة المجتمع هذا؛ أن يتوفر لي سيارة وكذا فبالتالي أتوه عن التزاماتي تجاه القضايا الكبيرة اللي بتعنيني".

ثم يكشف أنه رسم "حنظلة" كي يحميه من كل هذه المخاوف. يكمل: "خلقت هذا الشخص ليظل بذهني، كل يوم أرسمه وأتواصل معه، وهو رمز لذاتي كابن مخيم حافي معندوش استعداد يراوغ بالحقيقية".

وُلد "حنظلة" عام 1969، على صفحات جريدة "السياسة" الكويتية، وبدأ "ناجي" تشكيله طفلًا له هوية فلسطينية كابن مخيم، وبعد فترة صار يتعامل معه فكريا على أن له هوية قومية أكبر من حدود الأرض المحتلة، ثم تطور الأمر مرة أخرى ليشعر "العلي" أن هذا الطفل يعبر عن هوية إنسانية.

يشرح: "رسمته كفيتامي، ورسمته من أمريكا اللاتينية، ورسمته زنجي، رسمته ضمن أي موقع إنساني، لأنه يشكل ضميرا واعيا يقظا، هو موجود دائما بالكادر، يقظ لأعدائه، وحتى لو كان ساكت فإن حضوره يسجل الموقف".

هذا بالنسبة لما يعنيه "حنظلة" في فكر وفلسفة ناجي العلي، فماذا عن ملامحه وطريقه رسمه على الورق في البداية؟

يكشف الفنان الراحل: "لما تشكل فنيا وذهنيا عندي كان يلعب كارتايه وبوكس ويقول زجل لبناني ويحاور ويداور ويضرب وينحبس ويتعامل، ثم في المدة الأخيرة شكلته هكذا"، في إشارة إلى السنوات التالية على حرب أكتوبر وبدء مشروع السلام مع الاحتلال الإسرائيلي.

ويوضح سبب رسمه بظهره قائلا: "بشوف إن فيه هزيمة تحل فينا، فينا ناس متقبلين الهزيمة، فيه حل سلمي داعس بالمنطقة يطحن الأخضر واليابس وكل شيء وهو غير قادر، لكن غير مستسلم، يسجل حضور يومي بأنه لا يزال فيه نفس المقاومة والروح النضالية والتحريض على رفض هذا الواقع الاستسلامي والتصدي له".