الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
أخبار

ضجّة عالمية بسبب "حرائق الأمازون".. والأرصاد: "حرب الطبيعة والإنسان.. ربنا يستر"

الرئيس نيوز

تجتاح مئات الحرائق الجديدة غابات الأمازون شمال البرازيل، وفق بيانات رسمية نشرت، اليوم، برغم تعبئة السلطات المحلية آلاف الجنود للمساعدة في مكافحة أسوأ نيران منذ سنوات.

حرائق الغابات التي تشتعل في منطقة الأمازون يمكن أن تغير النظام البيئي هناك بشكل دائم، وقد يسارع من عملية تغير المناخ في جميع أنحاء الكوكب.

تنتج غابات الأمازون 20% من أكسجين العالم، واشتعلت النيران في البرازيل هذا العام أكثر من 75 ألف مرة حتى الآن أكثر من نصفها في منطقة الأمازون، وفقلا للمعهد الوطني لأبحاث الفضاء.

وقالت روبن تشازدون أستاذة فخرية بجامعة كونيتيكت، إن الذي يحدث في الأمازون كان يحدث لسنوات كثيرة لكنه يصل لنقطة خطيرة،

ويحمل مناصرو البيئة، الرئيس البرازيلي مسؤولية اشتعال النيران.

وكشفت بيانات رسمية أن مئات الحرائق الجديدة تجتاح غابات الأمازون الاستوائية الأكبر في العالم، برغم تجنيد الجيش البرازيلي لآلاف الجنود للمشاركة في عمليات إخماد أسوأ حرائق تشهدها المنطقة منذ سنين.

وشاهد مراسلون خلال تحليق جوي الجمعة عدة حرائقمستعرة في منطقة واسعة بولاية روندونيا (شمال غرب). كما قال العديد من سكان بورتو فاليو عاصمة الولاية، إن ما بدا كغيوم خفيفة تخيم على المدينة، ما هو في الواقع سوى دخان الحرائق.

وقالت ديلمارا كونسيساو سيلفا "أشعر بغاية القلق إزاء البيئة والصحة". مضيفة "ابنتي تعاني من مشكلات تنفس وزادت معاناتها بسبب الحرائق".

وأثارت الحرائق التي تجتاح أكبر غابة استوائية في العالم غضبا دوليا وباتت أحد أهم مواضيع النقاش في قمة مجموعة السبع في بياريتس بجنوب فرنسا. والجمعة احتجج الآلاف في البرازيل وأوروبا، كما ستنظم مزيد من المظاهرات في البرازيل الأحد.

وبحسب الأرقام الرسمية فقد تم تسجيل 78 ألفا و383 حريق غابات في البرازيل هذا العام، هي الأسوأ منذ 2013. ويقول الخبراء إن عملية جرف الأرض خلال أشهر الجفاف الطويلة لإفساح في المجال أمام زراعة المحاصيل أو لرعي الماشية، فاقم المشكلة.

وأكثر من نصف الحرائق كانت في الأمازون، حيث يعيش أكثر من 20 مليون شخص. واندلع قرابة 1663 حريقا جديدا بين الخميس والجمعة، بحسب المعهد البرازيلي لأبحاث الفضاء.

وتأتي الأرقام الجديدة بعد يوم على سماح بولسونارو بمشاركة الجيش في مكافحة الحرائق والتصدي للنشاطات الإجرامية في المنطقة. وطلبت ست ولايات بينها روندونيا مساعدة الجيش في الأمازون حيث ينتشر 44 ألف جندي للمساعدة في مكافحة الحرائق ومؤازرة عناصر الإطفاء وطائرات مكافحة الحرائق.

وعرض كل من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الحكومة البريطانية بوريس جونسون، واللذين يحضران قمة مجموعة السبع، مساعدة بلديهما في مكافحة الحرائق.

وقال وزير الدفاع البرازيلي فرناندو أزيفيدو إي سيلفا للصحافيين السبت "نرحب بأي مساعدة فيما يتعلق بالحرائق".

ويقول خبراء البيئة إن الحرائق تأتي وسط تزايد تآكل الغابات في منطقة الأمازون، والذي بلغ في يوليو/تموز نسبة تزيد بأربع مرات مقارنة بنفس الشهر العام الماضي، بحسب أرقام المعهد الوطني لأبحاث الفضاء.

وكان بولسونارو قد شن هجوما على المعهد ووصف بياناته بالأكاذيب ودفع لإقالة رئيسه.

والجمعة شدد على أن الحرائق يجب ألا تستخدم ذريعة لمعاقبة البرازيل.

وقال بولسونارو في تصريحات مقتضبة لقناة تلفزيونية "هناك حرائق غابات في كل العالم، ولا يمكن استخدام هذا الأمر كذريعة لفرض عقوبات دولية"، ردا على الضغوطات الدولية المتصاعدة لإنقاذ غابة الأمازون التي يقع ستون بالمئة منها ضمن الأراضي البرازيلية.

 

علق الدكتور أحمد عبد العال، رئيس الهيئة العامة للأرصاد الجوية، على الحرائق الضخمة التي تلتهم غابات الأمازون بالبرازيل، وذكر أن غابات الأمازون تّمد العالم بحوالي 20% من الأكسجين على مستوى العالم، وبالتالي فإن لها تأثير كبير جدًا في التغيرات المناخية، وذلك خلال مداخلة هاتفية في برنامج "الحكاية"، الذي يُعرض على شاشة "MBC مصر"، مع الإعلامي عمرو أديب.

 

وأضاف عبد العال: "حرق غابات الأمازون بتخليني أرجع للجملة الشهيرة وهي إن الإنسان حارب الطبيعية، فالطبيعة الآن تُحاربه"، حيث إن الإنسان أفرط في استخدام غازات الاحتباس الحراري مثل استخدام الفحم، وكذلك القضاء على المساحات الخضراء، وبالتالي فإنها تُعتبر حربا من الإنسان على الطبيعة.

وأشار إلى أن الطبيعة ترد على محاربة البشرية لها من خلال الكوارث الطبيعية التي تّحدث مثل العواصف الثلجية أو ما يحدث في أفريقيا من جفاف أو فيضانات، "فربنا يستر"، على حد قوله.