السبت 27 أبريل 2024 الموافق 18 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

حلول مصرية مبتكرة لمواجهة التأثيرات البيئية الضارة للبلاستيك

الرئيس نيوز

بلغ إنتاج البلاستيك العالمي 348 مليون طن في عام 2017، مرتفعًا من 335 مليون طن في عام 2016، وفقًا لشركة بلاستيك أوروبا.

معظم النفايات البلاستيكية لا تتم إدارتها بشكل صحيح حوالي 55 في المائة منها فقط تم طمرها أو التخلص منها في عام 2015. هذه الأرقام مثيرة للقلق للغاية لأن المنتجات البلاستيكية تستغرق ما يتراوح بين 450 و1000 عام لتتحلل، وآثارها كارثية على البيئة، وخاصة على الكائنات البحرية وحياة الإنسان، وفقا لتقرير الشركة.

في حين أن المبادرات في جميع أنحاء العالم تتخذ إجراءات لمكافحة هذه المشكلة، سلطت صحيفة "آراب نيوز" السعودية الناطقة بالإنجليزية الضوء على بعض المشروعات المصرية تقوم بذلك بطريقة أكثر إبداعًا.

وقال علاء عفيفي، مؤسس ومدير تنفيذي لشركة بيكيا: "نحن أول موقع إلكتروني في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يتاجر بالنفايات". وتابع عفيفي: "يمكن للناس التخلص من أي نفايات تحت تصرفهم - البلاستيك والورق وزيت الطهي - واستبدالها بأكثر من 65 منتجًا على موقعنا."

وتشمل منتجات المقايضة الأرز والشاي والمكرونة وزيت الطهي وتذاكر المترو والأدوات المدرسية.

تم إطلاق منصة بيكيا في القاهرة عام 2017. في البداية، لم يثبت نجاح نموذج الأعمال. وعن تجربته، قال عفيفي: "كنا نؤجر سيارة ونذهب إلى أماكن معينة كل 40 يومًا لجمع النفايات من الناس"، وأوضح عفيفي، 26 عامًا: "بعد ذلك ثم أنشأنا موقعًا إلكترونيًا وبدأنا في تشجيع الناس على استخدامه."

بعد إطلاق موقع الويب، يمكن أن تصل السيارة حتى المنزل لجمع النفايات. "بدلاً من 40 يومًا، يمكننا الآن زيارة الأشخاص في غضون أسبوع".

لاستخدام خدمات بيكيا، يحتاج الشخص إلى تسجيل الدخول إلى الموقع وتحديد ما يريد التخلص منه. يتم تخصيص نقاط بناءً على النفايات التي يقدمها، ويمكن استخدام هذه النقاط بإحدى الطرق الثلاث: يتم التبرع بها للأشخاص المحتاجين، أو يتم حفظها لاستخدامها لاحقًا، أو يتم استبدالها بالمنتجات. أما بالنسبة للنفايات المجمعة، فتعطى لشركات إعادة التدوير المتخصصة للمعالجة.

وأضاف عفيفي: "نريد أن يكون لدينا 50,000 عميلاً على مدار العامين المقبلين يستخدمون خدمتنا بانتظام للتخلص من نفاياتهم".

إن محاولة نشر الوعي البيئي لم تكن سهلة. وعن ذلك لفت عفيفي إلى مواجهة الكثير من المتاعب في الاستثمار الأولي في البداية، وتجاوزنا استثمارًا لم يكن كافياً. و"المشكلة الثانية التي واجهناها هي نشر هذه الثقافة بين الناس - في الشهرين الأولين، لم نتلق أي طلبات".

قام الفريق ببناء قاعدة العملاء ببطء، وتقدم المنصة خدماتها حاليًا لحوالي 7000 عميل.

"جو كلين" هو اسم شركة مصرية أخرى لإعادة التدوير مكرسة لرفع مستوى الوعي البيئي، تعمل تحت رعاية وزارة البيئة. قال المؤسس والرئيس التنفيذي للشركة محمد حمدي، 30 عامًا: "بدأنا في عام 2017 بإعادة تدوير النفايات من المصانع، ثم بحلول فبراير 2019 بدأنا في التوسع".

تقوم الشركة التي تتخذ من القاهرة مقراً لها بجمع مواد قابلة لإعادة التدوير من جميع الأماكن تقريبًا، بما في ذلك الأسر والمدارس والجامعات والمطاعم والمقاهي والشركات والسفارات. يفصل العملاء العناصر إلى فئات، ثم يملأ نموذج التسجيل. بدلاً من ذلك، يمكنهم الاتصال من خلال واتسآب وفيسبوك. بعد ذلك يتم إرسال السائق لجمع النفايات، ويحمل ميزانًا لوزنها بالكيلوجرام.

وأضاف حمدي: "يمكن الدفع نقدًا إلى العميل مقابل وزن المواد القابلة لإعادة التدوير الخاصة بهم، أو يمكنهم التبرع لمدرسة ذوي الاحتياجات الخاصة في القاهرة"، وأوضح حمدي أن هناك أيضًا خيار استبدال النفايات مقابل سوائل غسل الصحون، مع إضافة المزيد من المنتجات المنزلية في المستقبل.

لن تكون محاولة تغطية بلد يضم 100 مليون شخص أمرًا سهلاً، واجهت شركة "جو كلين" بعض المشكلات اللوجستية، وتغلبت عليها من خلال توظيف المزيد من السائقين والحصول على المزيد من الشاحنات. كان هناك تحدٍ آخر على طول الطريق: أوضحه حمدي قائلاً: "لقد كان علينا اكتشاف طريقة لتدريب السائقين، على كيفية استخدام تقنية تحديد المواقع "جيه بي إس" والتعامل مع العملاء".

وتطمح هذه الشركات والمبادرات إلى نشر الوعي حول البيئة في كل مكان. فتذهب إلى المدارس والجامعات والشركات وحتى المصانع لعقد ندوات وجلسات حوارية حول أهمية إعادة التدوير ومدى خطورة البلاستيك. وتغطي "جو كيلن" حاليًا 20 موقعًا في جميع أنحاء القاهرة وجميع أنحاء الإسكندرية وتتطلع إلى تغطية مصر بالكامل في المستقبل".