الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

تنظيم الإخوان يتنصل من "مبادرة الـ5000 دولار

الرئيس نيوز


تنصل الموقع الرسمي لتنظيم "الإخوان" المُدرج إرهابيًا، من "مبادرة الـ5000 دولار" التي نشر مضمونها متخصصون في حركات الإسلام السياسي، وتظهر شكوى شباب الجماعة الموقوفين وفق تهم مرتبطة بأعمال عنف وقتل، من أوضاعهم السيئة داخل السجون، وكيف أن الجماعة لم تقم بأي أدوار لتخفيف معاناتهم، أو الوصول لتفاهمات لحل أزمتهم مع الدولة، ويعلنون اعتزال التنظيم وانفصالهم عن الجماعة.

انتشرت على مواقع التواصل منذ منتصف أغسطس الجاري، رسائل منسوبة لشباب الجماعة، يعلنون فيها اعتزال السياسة، ويرفضون الانتماء مجددًا لـ"الإخوان"، ويطالبون وفق الرسالة، التي تلقى رواجًا كبيرًا على مواقع التواصل، بتشكيل لجنة من الأزهر، أو المركز القومي لحقوق الإنسان لإدارة ملف المراجعات، معلنين رغبتهم في دفع مبلغ يقدر بـ(5000 دولار) لكل سجين مقابل الإفراج عنه كجزء من مساعدتهم في بناء الاقتصاد، بحسب زعم الرسالة.

من جانبه، ادعى التنظيم في البيان، أن الرسالة مجهولة، زاعمًا أن الأمن هو من يقف وراءها.

بدوره، شكك الصحفي وائل قنديل، المحسوب على التنظيم، والمقيم حاليًا في قطر، في مضمون الرسالة، وكتب عبر صفحته في موقع "فسيبوك": "أصحاب الرسالة لماذا لا يعلنون تمرّدهم وانفصالهم التنظيمي والأيديولوجي عن هذا التيار...  ويطلبون الخروج، بالعفو، أو بصفقةٍ يلتزمون فيها بتطليق العمل الثوري والنشاط السياسي، والانخراط في حياة عادية؟".

خلال الفترة الأخيرة، تجلت العديد من الظواهر التي تؤكد مدى استمرار تشرذم الجماعة، إذ فجر الإخواني المقيم في تركيا، أمير بسام، جملة من المفاجآت، تكشف مدى الرفاهية التي يتمتع بها أعضاء الجماعة وذويهم في الخارج، مستشهدًا بأن نجل القيادي الإخواني محمود حسين، قام بشراء سيارة تقدر ثمنها بـ100 ألف دولار، وأنه يستخدم في التنزه في تركيا، في حين أن أسر المحبوسين لا تقدم لهم الجماعة أي إعانات.

حاولت الجماعة تجميل صورتها، بادعاء فتح تحقيق مع ما قاله رجلها أمير بسام، وتنصلت مما قاله، واعتبرته مزاعم لا أصل لها، وقالت إنه تراجع عنها، وقرر الاعتذار وأنه جدد الثقة في القيادات وإدارتهم للقضايا، لكنه رفض نشر رسالته.

ما يعني أن الرسالة التي تم تداولها على مواقع التواصل خلال الفترة الأخيرة، حتى وإن كان مصدرها مجهولاً، إلا أن الكواليس الداخلية التي تدور داخل الجماعة تعكس بشكل أو بآخر ما جاء في فحوى الرسالة.

الباحث في الحركات الأصولية، مصطفى أمين، قال: "لا يمكن الجزم بصحة الرسالة؛ إذ أنها لم تنشر على أي من المواقع أو الصفحات المحسوبة على التيار المنشق في الجماعة"، إلا أنه استدرك قائلًا: "فحوى الرسالة موجودة بالفعل داخل صفوف التنظيم، كما أن السبب الرئيس وراء ظهور انشقاقات في الجماعة هو الإدارة السيئة لقيادات الجماعة للأزمة منذ ثورة 30 يونيو التي أنهت حكمهم".

ولفت أمين إلى أن الأيام المقبلة هي من ستكشف عن مدى صحة الرسالة من عدمه، وتابع: "خلال الفترة الأخيرة ظهرت العديد من مبادرات المراجعات الفكرية لشباب الإخوان، وفي كل الأحوال الرسالة ليست جديدة حتى تثير كل هذه الضجة".