الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

بعد 130 سنة من المعاناة.. كيف ستحل الحكومة أزمات سوق العتبة؟

الرئيس نيوز

سلط موقع "المونيتور"الأمريكي الضوء على سوق العتبة التاريخي الذي بدأ النشاط التجاري به منذ 1892م، والذي يحظى بأهمّيّة كبيرة، نظراً لموقعه الاستراتيجي في قلب القاهرة، على بعد بضعة كيلومترات من ميدان التحرير.

ويمتدّ على مساحة 5200 متر مربع، ويضمّ 460 محلّاً تجاريّاً، إضافة إلى آلاف التجّار المتجوّلين الذين يغترشون ببضائعهم ميدان العتبة والشوارع المجاورة له. ويشتهر السوق، الذي يقبل عليه التجّار والجمهور من جميع أنحاء مصر، إضافة إلى المشترين من الطبقات الفقيرة والمتوسّطة، بأنّه أكبر سوق لمبيعات الجملة في القاهرة، من منتجات تتنوّع بين الخضروات المنتجات الغذائية والملابس والإلكترونيّات والآثاث وألعاب الأطفال وغيرها.

كما سلط الموقع الأمريكي الضوء على خطّة تطوير سوق العتبة الخضراء في أعقاب حريق ضخم اندلع بتاريخ 27 يونيو الماضي، وقال تقرير إحصائي أصدرته لجنة مشتركة من محافظة القاهرة وهيئة الأوقاف إن الحريق أسفر عن تدمير 180 محلاً تجاريًا (أكثر من ثلث السوق)، كما وصلت الخسائر إلى 2 مليون جنيه (120 ألف دولار)، بحسب مصادر بشرطة الموسكي، رغم تأكيد أصحاب المتاجر لـ "تلمونيتور بأن الخسائر تفوق هذا الرقم بكثير.

وكشف نائب محافظ القاهرة اللواء ابراهيم عبد الهادي لـ"المونيتور" عن أنّ المحافظة تعمل حاليّاً على خطّة لتطوير السوق مع وزارة الأوقاف، المالك الحقيقيّ لمنطقة السوق، من أجل تنفيذ توجيهات الرئيس عبد الفتّاح السيسي، مشيراً إلى أنّ موظّفين من المحافظة أجروا زيارات ميدانيّة لمراجعة عقود الإيجار لدى المحلّات، وبحث الوضع الحاليّ للسوق.

وبخلاف خطة التطوير، تتضمن مقترحات محافظة القاهرة إنشاء شبكة إطفاء وتأمين للبوابات التاريخية لسوق العتبة بالإضافة إلى تركيب أجهزة إنذار الحرائق وربطها بالإدارة العامة للحماية المدنية.

ولفت عبد الهادي، الذي حضر اجتماع رئيس الوزراء مصطفى مدبولي في 22 يوليو الماضي، إلى أنّ الحرائق المتتالية التي يشهدها السوق تكشف عن وجود مشاكل كبيرة في البنية التحتيّة به إضافة إلى صعوبة مكافحة أيّ حريق في المستقبل، نظراً إلى أنّ المحلّات تنتشر في ممرّات ضيّقة، ويحيط بها الباعة المتجوّلون.

يأتي طرح الخطة الحكوميّة لتطوير سوق العتبة في الوقت الذي تنفّذ الحكومة حملة للقضاء على العشوائيّات، والتي تأتي جزءاً أساسيّاً من برنامج التنمية الذي وجه به الرئيس السيسي.

وأوضح الرئيس التنفيذيّ لصندوق تطوير العشوائيّات خالد صديق لـ"المونيتور": "لدينا خطّة لتطوير العشوائيّات المصريّة حتّى عام 2030، بميزانيّة تقدّر بـ350 مليار جنيه (21 مليار دولار)"، موضحاً أنّ سوق العتبة يقع في منطقة تاريخيّة واستراتيجيّة هامّة في وسط القاهرة.

ومنذ تولى الرئيس السيسي الحكم في عام 2014، قام الصندوق الذي يتبع مجلس الوزراء، بإنشاء العديد من الأحياء الجديدة لإعادة توطين سكّان المناطق العشوائيّة غير الآمنة. وبدأت الحكومة منذ نهاية 2017 نقل المدابغ وعمالها من منطقة مجرى العيون، في قلب القاهرة القديمة إلى منطقة الروبيكي، على طريق الاسماعيلية الصحراوي، حيث تقيم الدولة حاليا مدينة لصناعة الجلود، والتي انتهت من تنفيذ مرحلتين من 3 مراحل لإقامة هذه المدينة. وبالتوازي، تنفذ الحكومة خطة هدم لمنازل الأسر في المنطقة، ونقل أهلها لحي الأسمرات.

كما انتهت الحكومة من هدم منطقة مثلث ماسبيرو، التابع لحي بولاق أبو العلا، في وسط القاهرة، ونقل جزء من الأهالي إلى حي الأسمرات، من أجل تحويلها إلى منطقة استثمارية ضخمة.

ويشير صديق إلى أنّ الصندوق يعمل حاليّاّ على إنشاء سوق جديد بميزانيّة 250 مليون جنيه (15 مليون دولار)، لنقل سوق الجمعة العشوائيّ في منطقة السيّدة عائشة إلى منطقة صحراوية قريبة، موضحاً أنّ السوق الجديد فيه نظام متطوّر من الحماية المدنيّة ومكافحة الحرائق. من جهة أخرى، يعمل الصندوق أيضاً على خلق فرص استثماريّة للدولة في مناطق معدومة، ولكن أنّ الأحياء التي ينقل الأهالي منها، أصبحت غير آدميّة.