محلل: ما حدث في "عدن" يقوِّض جهود التحالف العربي

بعد أسبوع دام من الانفجارات والاشتباكات بين القوات الموالية لـ "المجلس الانتقالي الجنوبي" المطالب بانفصال الجنوب والتي تحمل اسم "الحزام الأمني"، وقوات الجيش اليمني التابعة للرئيس اليمني "عبد ربه منصور هادي".

الاشتباكات اندلعت شرارتها بتبني تنظيم "داعش"، انفجار قام مجهول بتنفيذه يوم السبت الماضي، في معسكر "الصولبان"، وسقط على إثره نحو 35 قتيلاً وأصيب العشرات، وصولاً إلى دعوة المجلس الانتقالي الجنوبي أنصاره والقوات التابعة له، بالزحف نحو القصر الرئاسي "المعاشيق"، الذي تتخذه الحكومة الشرعية برئاسة "هادي" كمقر رئيسي لها، ما أسفر عن مقتل 3 عناصر من قوات "الحزام الأمني" وإصابة 9 آخرين بالقرب من القصر.

من جانبه، علق المحلل السياسي اليمني، الدكتور فارس البيل في تصريحات لموقع "الرئيس نيوز"، على ما حدث، لافتاً إلى أنه كان محاولة خاطئة في توقيت خطأ، ورؤية خاطئة من بعض القوى التي تدعي أنها تبحث عن حقوق المواطنين في الجنوب، إلا أن ما حدث في عدن هو نوع من القفز على الحقيقة والواقع ومحاولة لخلط الأوراق وإرباك مشروع التحرر اليمني من التمدد الإيراني.

أضاف "البيل": "من حق اليمنيين في الجنوب أن يطالبوا بأي صيغة للدولة وحتى بالانفصال من الوحدة، لكن بعد الخلاص من الحوثي الذي يهدد الشمال والجنوب والمنطقة كلها على السواء، وبعد استعادة الدولة من حق اليمنيون أن يقرروا مستقبلهم وفقاً لاستفتاء شعبي أو اجراءات كاملة وشفافة، في جو من السلام والاستقرار وامتلاك زمام الأمور".

وحذر "البيل" من التستر وراء شعارات الحق الجنوبي، وإرباك جهود التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية والحكومة الشرعية ومحاولة إسقاط الحكومة ونشر الفوضى والاحتراب بهذا الشكل، مؤكداً أن هذا لن يقدم للجنوب دولة ولن يحفظ لهم حقوقاً، ولكن سيدخل اليمن كله في دائرة صراع لا تنتهي عوضاً عما هو قائم من حرب ضد الحوثي، خصوصاً أن الدعوات لإسقاط الحكومة في عدن تجري وفقاً لخطابات عنصرية وجهوية ستزرع الكراهية الدائمة وتخلق بيئة عنيفة يصعب معالجتها عبر أجيال قادمة.

من جهته، قال العقيد الركن تركي المالكي، المتحدث الرسمي باسم قوات "تحالف دعم الشرعية في اليمن"، بأن القيادة المشتركة للتحالف تتابع بقلق تطور الأحداث بالعاصمة المؤقتة "عدن". وفقاً لما أوردته وكالة "واس".

أكد "المالكي" أن قيادة القوات المشتركة للتحالف لن تقبل بأي عبث بمصالح الشعب اليمني، داعياً في الوقت نفسه كل الأطراف والمكونات لتحكيم العقل وتغليب المصلحة الوطنية والعمل مع الحكومة اليمنية الشرعية في تخطي المرحلة الحرجة وارهاصاتها، خاصة في مثل هذه الظروف الاستثنائية، وعدم إعطاء الفرصة للمتربصين من مليشيا الحوثي الإرهابية والتنظيمات الإرهابية كتنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين والذين أوقدوا نار الفتنة والفرقة بين أبناء الشعب اليمني.

في غضون ذلك، أعرب المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، أمس الأربعاء، في بيان عن قلقه من التصعيد العسكري في عدن، ومن تقارير الاشتباكات  الواقعة بالقرب من القصر الرئاسي، إضافة إلى الخطابات التي تشجع على العنف ضد المؤسسات اليمنية.