الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

الميرغني: الحركات المسلحة في السودان مأزومة ومساومتها أفضل من مناطحتها

عثمان الميرغني
عثمان الميرغني


مازال مني أركو مناوي، رئيس الجبهة الثورية رئيس حركة جيش تحرير السودان والأمين العام لقوى نداء السودان، المنضوية تحت قوى إعلان الحرية والتغيير "قحت"، ثائراً في وجه الإعلان الدستوري الذي تم توقيعه بالأحرف الأولى بين المجلس العسكري الانتقالي وقوى الحرية والتغيير الأحد الماضي.

مناوي الذي غرّد في وقت سابق معلناً أن الإعلان الدستوري "خذل" مشروع الجبهة الثورية وتنصل من اتفاق أديس أبابا، كتب على حسابه الرسمي "تويتر" اليوم الثلاثاء، إن ‏الحزبية المكشوفة أفضل من الحزبية المدسوسة تحت التكنوقراط قائلاً: "لسنا أبناء هذا اليوم، هذه التجربة مكرورة في أكتوبر 1965 وفي أبريل 1985، والآن تتكرر في أغسطس 2019، بنفس الملامح والشبه"، مضيفاً أن الذي يبقى تحت وطأة الظلم هو من يفوت فرصته في تصديق الكذب، بينما قال جبريل إبراهيم، رئيس حركة العدل والمساواة المسلحة إن هناك قضايا محورية في وثيقة الجبهة الثورية لم تجد طريقها إلى الإعلان الدستوري.

من جانبه، علق الخبير السياسي ورئيس تحرير صحيفة التيار السوداني، عثمان الميرغني، في تصريحات لموقع "الرئيس نيوز" قائلاً إن الحركات المسلحة في الوقت الحالي تعاني من مشكلات كبيرة في الكوادر المقاتلة والتسليح والعلاقات مع الدول التي تحد السودان مثل تشاد وجنوب السودان وأفريقيا الوسطى وأريتريا وإثيوبيا، حيث أنها لم تعد توفر لها الملاذ الأمن ما جلعها مضطرة للعمل في مناطق تفتقد السيادة مثل ليبيا وغيرها، حتى أن جنوب السودان لم تعد توفر مثل هذه الملاذات، وأضاف "الميرغني" علاوة على ذلك: "المجتمع الدولي يضغط باتجاه الحل السلمي، خاصة فيما يخص قضايا النازحين من الحروب، ما جعل الحركات المسلحة لم يعد لديها خيار سوى السلام، وهي تريده، لكن بأكثر ثمن ممكن أي بالحصول على الكراسي والمناصب على جميع مستويات الحكم".

وأوضح "الميرغني": " الحركات المسلحة لديها رغبة في الاستقرار والتحول من حركات مسلحة إلى أحزاب ومكونات قادرة على العمل السياسي، وهذا مشجع بتقديم الحوافز التي تجعلها تسقط خيار السلاح، وتنضم بسرعة إلى العملية السياسية، كما أن هناك فرصة للحركات المسلحة المنضوية تحت "الجبهة الثورية" وغيرها لتوقيع السلام، ما يمكنها إذا ما استجيب لها وهي ترغب في بعض "المحاصصة"، حتى تصبح عملية تفكيكيها ذاتية فيما بعد".

ولفت "الميرغني" إلى أنه إذا ما تم تجاهل هذه الحركات فإنها ستلوح بالحرب، إلا أن الظروف لا تسمح لها العودة بالحرب خاصة بعد فقدانها الكثير من المقاتلين، ضارباً المثل بحركة العدل والمساواة بأنها لم يعد لها مقاتلون والضرر سيكون قليلاً، مشدداً في الوقت نفسه على أن "مجرد حمل بندقية خارج السلطة سيكون مدعاة لإثارة التوتر، ما يجعل مساومتها أفضل من مناطحتها".