الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

حكمت أبو زيد.. بنت الصعيد وزيرة أولى بدرجة "ست بيت مصر"

الرئيس نيوز



صعيدية أصرّ والدها على تعليمها، فأصبحت أول وزيرة في مصر.. هكذا يمكن تلخيص سيرة الدكتورة حكمت أبو زيد، التي تحل اليوم ذكرى وفاتها الثامنة.

اللحظة التاريخية في تاريخ مصر الحديث، والتي شهدت تعيين "أبو زيد" وزيرة للشئون الاجتماعية، في حكومة علي صبري، كانت لها مقدمات بالطبع، سواء في المجتمع المصري أو في حياة بنت أسيوط.

في قرية "الشيخ داوود" بمركز القوصية، ولدت حكمت أبو زيد عام 1916، وتلقت تعليمها الأساسي بين أسيوط وسوهاج وحلوان، وفي أثناء إقامتها بالمدينة الأخيرة نزلت في مساكن جمعية بنات الأشراف التي أسستها الرائدة النسائية البارزة نبوية موسى، وهي مفارقة تشير إلى تواصل رحلة تطور المرأة والمصرية.

في تلك الفترة، نشطت "حكمت" في التفاعل مع القضايا الوطنية، وحين ألغى إسماعيل صدقي دستور 1923، في الثلاثينيات، قادت مظاهرة من طالبات مدرستها إلى قصر عابدين.

في عام 1940 التحقت بكلية الآداب جامعة فؤاد (القاهرة حاليا)، ودرست في قسم التاريخ، إبان عمادة الدكتور طه حسين للكلية، ثم أكملت "حكمت" دراستها فحصلت على درجة الماجستير من جامعة سانت آندروز الأسكتلندية عام 1950، قبل أن يتنال درجة الدكتوراة في علم النفس من جامعة لندن بإنجلترا، ثم عادت إلى مصر، وتولت التدريس بكلية البنات جامعة عين شمس، منذ عام 1955.

في 25 سبتمبر 1962، وقع اختيار الرئيس الراحل جمال عبد الناصر على حكمت أبو زيد لتكون أول وزيرة في مصر، عندما تولت منصب وزيرة الشئون الاجتماعية في حكومة علي صبري.

كانت ثورة يوليو التي أقرت قوانين العدالة الاجتماعية وغيرت من التركيبة الطبقية للمجتمع المصري، إلى وزيرة ترعى الشئون الاجتماعية، ولم تكذب حكمت أبو زيد خبرًا، التي أصبحت بمثابة "ست بيت مصر" في فترة الستينيات، بالمفهوم العام للوصف.

أخذت أول وزيرة مصرية تعمل بنشاط موفور على مشروعات عديدة في الريف والمدينة، ونظمت مشروعات شهيرة في فترة الستينيات مثل الأسر المنتجة، والرائدات الريفيات، وتولت دورا متخصصا لتأهيل أسر أهالي النوبة الذي هجروا بعد مشروع السد العالي، لحياتهم الجديدة.

تشهد محاضر جلسات الاتحاد الاشتراكي، على مساهمات أبو زيد الفعالة في الشأن العام، وكيف اهتمت بعد نكسة 1967 بأسر الجنود على الجبهة، تخفيفا للمشاكل التي تركوها وراءهم في الحواري والقرى والنجوع.

فكريًا، فإن حكمت أبو زيد أعدت دراسات في التربية الإسلامية وكفاح المرأة، ولها كتاب بارز بعوان "التكيف الاجتماعي في الريف"، حاولت فيه دراسة المناطق الريفية وتعميم القيم الاجتماعية الحديثة على مستوى الجمهورية، لمكافحة القيم والعادات الرجعية.

بعد وفاة عبد الناصر في سبتمبر 1970، خرجت "أبو زيد" من الوزارة، واختلفت سياسياً مع الرئيس أنور السادات، وتحديداً على خلفية توقيعه اتفاقية السلام مع إسرائيل، فسافرت إلى ليبيا للتدريس في جامعة الفاتح، قبل أن تعود لمصر مجدداً، أوائل التسعينيات، إلى أن توفيت في 30 يوليو 2011.