السبت 20 أبريل 2024 الموافق 11 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

"كل ما تجيلنا فلوس هنصرفها".. عبد الناصر يجيب: أين ذهب الاحتياطي النقدي لمصر؟

الرئيس نيوز


رغم مرور 67 سنة على قيامها، فإن هناك اتهامات مكررة توجه لثورة 23 يوليو 1952، منها الجدل الذي يدور حول الوضع الاقتصادي لمصر أيام الملكية وبعد قيام حركة الضباط الأحرار.
ويبدو أن هذه النقطة كانت من الاتهامات التي يسوقها معارضي الثورة في الخمسينيات والستينيات أيضا، فخلال خطابه في الاحتفال بالذكرى العاشرة لـ"23 يوليو" عام 1962، بميدان الجمهورية بالقاهرة، حرص الرئيس جمال عبد الناصر على تقديم ما يشبه كشف حساب بالأرقام عما حققته الثورة في 10 سنوات.
وبدأ عبد الناصر في هذا الإطار عن الميزانية قائلا إنها في عام 1952 كانت تبلغت 230 مليون، بينما زادت بعد عشر سنوات لـ1012 مليون جنيه (مليار)، وذلك فيما يخص الإنفاق العام.
ولفت عبد الناصر إلى الاستثمارات في الصناعة قائلا، إنها سنة ٥٢ كانت تبلغ ٢ مليون جنيه، بينما ارتفعت في 1962 إلى ١١٠ مليون جنيه، ثم تطرق لجانب مهم مرتبط بما سبق وهو الاحتياطي النقدي لمصر قبل وبعد الثورة، وهي نقطة ما زالت تثير الجدل إلى الآن، بكلام عن الاقتراض بعد 23 يوليو.
ورد الرئيس الراحل في الخطاب بالتفصيل قائلا: "لو بتسمع إلى إذاعة إسرائيل أو بعض الإذاعات والمجلات الأجنبية بتجد إيه؟ بتجد بيقولوا إن مصر بتحاول تقترض من هنا.. تقترض من أمريكا وبتقترض من روسيا، وعندها عجز فى العملة الصعبة".
وأكمل عبد الناصر متسائلا: "ليه فيه عجز فى العملة الصعبة؟ ليه النهارده إحنا بنقترض؟هل لأن وضعنا الاقتصادى سيء؟ إحنا كنا ما نقدرش نعمل المصانع.. ما كنا بدل ما نصرف السنة دى ١١٠ مليون جنيه فى الصناعة، نصرف ٢ مليون جنيه فى الصناعة زى ما كانوا بيعملوا سنة ٥٢ ونوفر ١٠٨ ونقول عندنا احتياطي في العملة الصعبة".
ثم سخر في إشارة إلى كيفية الإنفاق أيام الملكية: "(وكنا) ندى منها ١٠ أو ٢٠ لإخواننا اللى بيروحوا يصيفوا ما أعرفش فى "ريفييرا"واللا فين؟ واللا في "كابري" واللا في الحتت دي، والباقي أهو بيتحوش، ونقول والله احنا نقدنا قوى ونقدنا ثابت، وعندنا احتياطى بالعملة الصعبة".
وشرح وجهة نظر الثورة أكثر: "إحنا كل ما حتيجي لنا فلوس كل ما حنزود.. لو جالنا بكرة ١٠٠ مليون جنيه حنزود الصناعة من ١١٠ إلى ٢٢٠ لأن إحنا ازاي نعوض الـ ٣٠٠ سنة اللي فاتونا؟ لازم نعمل اللي اتعمل في أوروبا في ٣٠٠ سنة في ٣٠ سنة؛ إذن لازم كل قرش بيكون موجود معانا نصرفه".
ولفت إلى أن احتياطي مصر من الذهب عام 1962 كان  ٦٥ مليون جنيه، موضحا: "ده علشان نقابل به الكوارث، ورغم الكوارث اللى قابلتنا السنة اللي فاتت اللي فيها خسارة ٧٠ مليون جنيه، لم نستخدم هذا الدهب وموجود قيمة الدهب زي ما هي"
وأجمل أن مصر أصبحت تصنع كل احتياجاتها وتخلت عن الاستيراد: "أما نبص للسنين اللي فاتت بنجد إن مئات السلع الجديدة من إنتاجنا، من إبرة الخياطة. كنا سنة ٥٢ بنستورد إبرة الخياطة، وبنستورد المسمار، وبنستورد ماكينة الخياطة، وبنستورد العربية.. بنستورد كل حاجة. النهارده نستطيع أن نفخر أننا نصنع كل شيء من إبرة الخياطة إلى الصواريخ".