الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

صحيفة تتهم روسيا بعرقلة العلاقات "العربية – الإسرائيلية"

بوتين وأبومازن
بوتين وأبومازن


نشرت صحيفة "إسرائيل هايوم" مقالاً تحليلياً لخبيرة العلاقات الدولية وزميل معهد القدس للاستراتيجية والأمن "ميكي أهارونسون"، اتهمت فيه روسيا بعرقلة العلاقات العربية الإسرائيلية، واعتبرت "أهارونسون" روسيا ظاهرياً متبنية لفكرة أن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني هو سبب الاضطرابات في الشرق الأوسط، وأن هذا النهج يثير العوائق أمام المطالب الفلسطينية ويجعل الحياة الطبيعية في المنطقة أقل احتمالاً.

وتابعت "أهارونسون": "كان من الصعب تجاهل غياب الصين وروسيا عن المؤتمر الاقتصادي في البحرين الشهر الماضي. ويمكن للمرء أن يفترض أن الصينيين ليسوا مستعدين للشروع في خطط بديلة لحل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني. من ناحية أخرى، سيعمل الروس على الترويج لخطط تتداخل مع الروتين الإقليمي الطبيعي وتكون معارضة للمصالح الإسرائيلية".

ووفقًا لـ"أهارونسون" فإن سياسة الكرملين تجاه الفلسطينيين ليست نتيجة لدوافع الإيثار بل المصالح الروسية الملموسة، فموسكو مهتمة بتجنيد دعم الدول الإسلامية والعربية لخطتها لتأسيس نفسها في الشرق الأوسط وأفريقيا. ويرتبط الموقف الروسي أيضاً بمعنويات مواطنيها المسلمين، الذين يشكلون حوالي 10٪ من سكان البلاد، ويعكس الرغبة في تجنب الاضطرابات الداخلية.

منذ أسابيع قليلة فقط، أعلن نائب المفتي الروسي روشان حضرة أبيياسوف أن المسلمين في البلاد يدعمون القضية الفلسطينية. أضف هذين العنصرين إلى ميل روسيا التقليدي لتشجيع الحركات المعادية للغرب، في جميع أنحاء العالم واعتماد الكرملين لسياسة مؤيدة للفلسطينيين، في معارضة للمصالح الإسرائيلية، وكذلك لمصالح الدول العربية والإسلامية، التي ترفع لواء الوسطية والاعتدال.

وادعت الكاتبة الإسرائيلية أن الموقف الروسي يجعل من الصعب تعزيز الجهود لتمكين الحياة الطبيعية في المنطقة، ويشبه هذا النهج إلى حد كبير الصعوبة الناجمة عن الخط الذي تبناه الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، الذي حدد في خطاب ألقاه في القاهرة مستوى جديدًا لتسوية النزاع: أي تقدم كان يعتمد على تجميد البناء إلى ما بعد الخط الأخضر. هذا الشريط، منذ اللحظة التي تم فيها تعيينه، فرض المطالب الفلسطينية كنقطة انطلاق وجعل في الواقع من المستحيل التحرك نحو حوار مثمر.

وفي معرض حديثها عن النهج الروسي، وعلاقات إسرائيل مع الدول العربية والإسلامية، تشي مقالة "أهارونسون" بأن القضية الفلسطينية تقف عقبة أمام مزاعم إسرائيل بأن سياستها تعتمدعلى  المصالح المشتركة، التي ترى أنها "لا تتأثر بالفكرة القومية الفلسطينية".

وقبل مؤتمر البحرين، أعلن وزيرا خارجية كل من روسيا ومصر أن البلدين تتفقان على الحاجة إلى حل شامل للقضية الفلسطينية. وحرض المقال دولاً مثل المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي فيما يتعلق بما يحدث في محيطها، على الاستفادة من النفوذ الذي لديهم ضد الكرملين لتقويض أهمية القضية الفلسطينية بالنسبة لجميع التطورات في الشرق الأوسط، الأمر الذي يكشف صحة مخاوف الرئيس محمود عباس حول محاولة إسرائيل المستمية عزل الفلسطينيين، والقضاء على القضية الفلسطينية.