الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

رغم الإطاحة بالبشير.. ثورة السودان لم تنته

الرئيس نيوز

في الخرطوم عاصمة السودان، في وقت سابق من هذا العام، احتشد المتظاهرون في الشوارع للمطالبة بإسقاط عمر البشير، الديكتاتور الذي حكم السودان لمدة 30 عامًا. في إبريل وقف الجيش مع المحتجين، وأطيح بالبشير ووضع في السجن. معظم الناس لم يصدقوا أن ذلك قد حدث. لكن المحتجين أرادوا الحكم المدني الفوري، وواجهوا ممانعة استمرت نحو سبعة أسابيع. ثم تحولت إلى عنف.

ويروي "ديكلان وولش" بصحيفة نيويورك تايمز أنه أتى إلى السودان منذ 20 عامًا، وفي ذلك الوقت شعر بما تمر به البلاد في كثير من الأحيان من احباط واضطرابات وعزلة. وكانت هذه الدولة الإفريقية الضخمة قد مزقتها الحرب الأهلية والنزاعات الجهوية والمجاعة وحكم البشير الخانق. لذلك عندما قام الناس ضد البشير في ديسمبر، بدا الأمر كما لو أن صاعقة صاعقة أصابت المجتمع السوداني.

وعندما نجحت تلك الاحتجاجات، على عكس الاحتمالات والتوقعات التي لا حصر لها، في الإطاحة بالبشير، كان هناك هذا الإحساس المزعج بالفشل. ولكنبعد عقود من القمع والعزلة، اعتقد السودانيون فجأة أنهم يستطيعون إعادة اكتشاف بلدهم وآمن كثيرون بأن لديهم الفرصة في حكم ديمقراطي. فاحتفل الشباب، بشكل خاص، بحريات جديدة. كثير منهم نساء. وقابل "وولش" ناهد، الشابة السودانية التي كانت محتجزة من قبل الشرطة لأنها أمسكت يد صديقها في مكان عام، الآن بدت ناهد قادرة على التحدث بدون خوف، كما قابل "وولش" سمر النور، التي أصيب برصاصة في ساقها خلال الاحتجاجات. الآن عادت بعد عدة أسابيع لتتزوج من الرجل الذي أنقذها.

 

لكن عندما عاد وولش إلى السودان في يونيو، بعد أيام من تفريق الاعتصام، كانت الخرطوم أكثر هدوءًا مقارنة بالمدينة التي رآها قبل ذلك بأسابيع. كانت الشوارع صامتة، ولم يكن للمتظاهرين وجود، فهل انتهت الثورة؟

وقابل وولش الفريق محمد حمدان، المعروف باسم حمديتي، الذي أكد أن السودانيين أخوة متساوون في الحقوق والواجبات، وأكد أن غالبية ما ينشر عن السودان منذ ديسمبر الماضي عبر مواقع التواصل الاجتماعي والتقارير الصحفية لا يخلو من المبالغات. 

وتكون لدى وولش انطباعًا بأن حمديتي لديه طموحات سياسية أيضًا، فبعد بضعة أيام، تابعه وولش في تجمع حاشد في قرية تبعد 40 ميلاً عن الخرطوم. واتهم الدبلوماسيين الأجانب وقادة الاحتجاج بالتآمر ضده. ومع ذلك لا يبدو أن حركة الاحتجاج في السودان قد ماتت، فقد أكد الشباب بما في ذلك سمر، العروس  قبل ذلك بيوم، ويقول وولش: "أخبرتني سمر، التي تم احتجازها وضربها على أيدي مسؤولي الأمن لتنظيمهم احتجاجات جديدة بأن الثورة لم تنته بعد".

وفي الليلة التالية، يقول وولش: "تجمع مئات الأشخاص على كراسي وأرائك في إحدى ضواحي الخرطوم. لقد استمع الحشد إلى محمد الأصم، وهو طبيب يبلغ من العمر 28 عامًا تحول إلى ثوري وأثار هتافات متحدية بخطابه. في وقت لاحق من تلك الليلة، قابل وولش قادة الاحتجاج الآخرين. رغم كل شيء، ضحكوا، تبادلوا الأفكار وخططوا لمزيد من الاحتجاجات.

أصبح السودان الثوري موقعًا للمشاهد غير العادية. بعد عقود من الحكم الصامت وغياب المواطن عن الشأن العام، في عهد عمر حسن البشير، امتدت موجة من الحماسة في أنحاء العاصمة، حيث يثور الشباب السوداني آملين في حريات جديدة، منخرطين في الحديث عن السياسة والأحزاب وحبهم للسودان.