الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

"هزمه خالد بن الوليد من أول جولة".. من يكون "هُرمز" صاحب المضيق الشهير؟

الرئيس نيوز



"مضيق هرمز".. اسم نسمعه كثيرًا هذه الأيام، بسبب المناوشات البحرية بين إيران ودول الغرب، والولايات المتحدة في مياه الخليج العربي، ما بين مضايقة ناقلة نفط أو حتى احتجازها.

الممر الدولي الشهير يقع في منطقة الخليج العربي، ويفصل بين مياه الخليج العربي وبين مياه كل من خليج عمان وبحر العرب والمحيط الهندي، وتطل عليه إيران من الشمال.

كل هذه الأمور هي التاريخ الحديث للمضيق، لكن من هو الشخصية التي سُمي باسمها المضيق؟

هرمز هو اسم قائد فارسي قديم، كان أميراً على بلاد العراق عندما كانت تابعة للإمبراطورية الفارسية، قبل أن يفتحها خالد بن الوليد، في القرن السابع الميلادي.

واجه خالد بن الوليد في أول معاركه لفتح العراق جيش هرمز في مدينة كاظمة (في الكويت حالياً)، وهي المعركة المعروفة بـ"ذات السلاسل"، سنة 12 هجرية، 633 ميلادية، إذ أمر هرمز جنوده بتقييد أنفسهم بالسلاسل، دلالة القتال حتى النهاية، وعدم الخوف أو الرغبة في الفرار.

شهدت تلك المعركة مناورة ذكية من خالد بن الوليد الذي وصله أن جيش هرمز مسلح بعتاد ثقيل، وأدرك أن نقطة ضعفه ستكون في إرهاق الجنود، فانتظر حتى اقترب هرمز من كاظمة، مقر معسكر المسلمين، ثم غاردها إلى الخفير، فذهب وراءه جيش الفرس، فعاد خالد إلى كاظمة مرة أخرى، فلحقه هرمز الذي كان جيش قد أرهق للغاية.

ومن المسجل تاريخياً، فإن هرمز كان قائداً "متغطرساً"، لا يحترم القواعد النظيفة في القتال، ويبادر بالغدر.

وفي كتابه "عبقرية خالد"، يسجل الكاتب الراحل عباس محمود العقاد تفاصيل المعركة الثنائية القصيرة التي دارت بين قائد الجيش الإسلامي خالد بن الوليد وبين قائد جيش الفرس هرمز.

يقول العقاد: "دعا القائد الفارسي – هرمز – خالدًا للمبارزة قبل التحام الجيشين، وأضمر نية الغدر به حين يخرج منفردًا بين الصفين، فوكل به شرذمة من فرسانه ينقضون عليه وهو مشغول بمبارزته فيُراع الجيش العربي بمقتل قائده كما سبق إلى وهمه، ويطبق الجيش الفارسي بعدده الكبير على الجيش العربي بعدده القليل، فتكون الغلبة لأكبر الجيشين وأكمل العدتين".

ويكمل: "أوشكت هذه المكيدة أن تتم على النحو الذي دبره هرمز لولا أنه أخطأ في اغتراره بقوته وجهله بصولة خالد في مبارزته، فظن أن الجول بينهما تطول قبل أن يخرج فرسانه للغدر بخالد، ولكنه صُرع في جولة واحدة".