السبت 20 أبريل 2024 الموافق 11 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

بعد نجاحه وعرضه في دول عربية.. صحافة إسرائيل مستاءة من "الممر"

الرئيس نيوز

بتكلفة بلغت نحو 100 مليون جنيه مصري (ما يعادل 6 ملايين دولار) خرج فيلم الممر إلى النور في 2019 وشاهده الملايين من الجمهور المصري بدور العرض السينمائية في القاهرة وأثار مشاعر جياشة لدى كافة الأجيال بما في ذلك الأجيال التي لم تعاصر كفاح مصر لاسترداد سيادتها على كامل التراب الوطني.

الفيلم على الطرف الآخر لاقى ردود فعل إسرائيلية غاضبة، وسلط  الصحفي الإسرائيلي زيفي برئيل في صحيفة هاآرتس سهام انتقاداته إلى الفيلم على أساس أنه أغلى إنتاج في تاريخ السينما المصرية.

وقال برئيل: "في غضون أسبوعين فقط، حقق الفيلم حوالي 30 مليون جنيه من مبيعات التذاكر. تم توزيعه في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، وتم شراؤها من قبل الدول العربية الأخرى. لقد شاهده منتخب مصر لكرة القدم بالفعل. قام حزب مستقبل وطن بتوزيع 6000 تذكرة في حي الجمالية بالقاهرة لتعميق جذور حب الوطن والأمة بين الشباب والأسرة المصرية، وتقديرًا للقوات المسلحة والشرطة المصرية".

يستمر الجمهور في التدفق إلى السينمات لمشاهدة فيلم الممر، كما أن النقاش العام حول الفيلم على وسائل التواصل الاجتماعي يزداد قوة. ويتناول الفيلم الفترة التي تلت حرب 1967 وما تلاها من حرب الاستنزاف، والتي استمرت حتى عام 1970، ويعبر برئيل عن استيائه ما اسماعه عدم الاعتراف بالهزيمة. وفقًا للرواية والمعالجة التي قدمها المخرج وكاتب السيناريو المعروف شريف عرفة، فطرح فكرة أن الهزيمة لم تكن سوى "فشلًا مؤسسيًا" فقط ، ولكنها لم تكن فشلاً للجيش أو الشعب.

وتقر الصحيفة الإسرائيلية أن شريف عرفة يحظى بإعجاب واسع النطاق بين صناع السينما المصرية وقدم انتقادات لاذعة للروتين والبيروقراطية في العشرات من أفلامه، ولكن زيفي برئيل يتهم عرفة بأن الكثير من أفلامه سطحي ويفتقر إلى أي جودة سينمائية، ثم سرعان ما يناقض نفسه فيعترف بأن فيلم "الإرهاب والكباب"، الذي يقوم ببطولته النجم عادل إمام، 1992، عكس الضيق العام من ساعات وأيام الانتظار التي يجب على المصريين تحملها من أجل الحصول على تصريح أو إكمال أبسط الإجراءات البيروقراطية في مبنى مجمع التحرير، والذي يطل على ميدان التحرير. فبعد حوالي 20 عامًا، أصبح الميدان أحد رموز انتفاضة الربيع العربي التي بدأت هناك ضد حكم حسني مبارك. إلى الحد الذي دفع كثيرين إلى الاعتقاد بأن هذا الفيلم ممثل أصيل للضيق العام الذي أدى إلى ثورة 2011.

ويمضي زيفي برئيل في اعترافه بأن أفلام شريف عرفة الأخرى، مثل "طيور الظلام" (1995) و"حليم" (2006)، عن المطرب الراحل عبد الحليم حافظ، فازت بجوائز دولية وحظيت بشعبية كبيرة. لكن على الرغم من أن عرفة جاء إلى الميدان للاحتجاج على حكم مبارك، إلا أنه مرة أخرى ينتقد عرفة كواحد من فئة الفنانين الذين تلقوا الرعاية من قبل وزارة الثقافة وحصلوا ليس فقط على الاعتراف بموهبتهم بل على تمويل سخي أيضًا.

وعن فيلم "الممر"، قال زيفي برئيل ظاهريًا هو مجرد امتداد طبيعي لسجل عرفة كمخرج سينمائي يعرف الجانب الذي يخبز به خبزه. وقال إن الفيلم مدعوم من الحكومة فهي التي تستطيع دفع أجور نجوم كبار مثل أحمد عز والنجم إياد نصار، على حد تعبيره. ويلعب الأخير الملازم ديفيد، المعروف بقسوته وولعه بإطلاق النار على الجنود المصريين من أجل المتعة.

ولكن الممر، على الرغم من محاولة زيفي برئيل لانتقاده، وباعتراف برئيل نفسه يصور الجنود المصريين على أنهم عادلون وصادقون ووطنيون ومستعدون للتضحية بأنفسهم من أجل بلدهم. إنه يذكر المصريين بالعدو الحقيقي، وحرص على تصوير الضباط والجنود الإسرائيليين على أنهم ساديون، أو سعداء بالتعذيب والإساءة على الأقل، وهوما أثار استياء الصحفي الإسرائيلي.