السبت 27 أبريل 2024 الموافق 18 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

حكم 50 سنة واكتشف فيروز سيناء.. من هو الملك سنفرو صاحب هرم دهشور المنحني؟

الرئيس نيوز

بعد نحو 54 سنة على إغلاقه أمام الجمهور لترميمه عام 1965، أعيد افتتاح هرم سنفرو المنحني بمنطقة دهشور الأثرية، أمس السبت.
الهرم الذي كان نقطة تحول في تاريخ بناء الأهرامات في مصر القديمة، يعتبر من أوائل الأبنية الفرعونية التي شيدها قدماء المصريون بمجهود وطريقة إعجازية لصيانة الخلود.
في السطور التالية نتعرف أكثر على الملك سنفرو صاحب الهرم المعاد افتتاحه حديثا أمام الأحفاد، وذلك اعتمادا على كتاب "ملوك النيل" لمؤلفه إدان دودسون. 
سنفرو هو أول ملوك الأسرة الرابعة، يُرجح أنه حكم لمدة 50 سنة، من 2597 إلى 2547 قبل الميلاد، ومن أشهر أبنائه "خوفو" صاحب الهرم العظيم ضمن ثلاثية الجيزة الشهيرة.
ويأتي سنفرو في المرتبة الثانية بعد زوسر كأول بُناة الأهرمات في مصر القديمة.
خلال حكمه، شنّ سنفرو حملات عسكرية داخلية وخارجية لتأمين حدود البلاد في الغرب والجنوب. يقول دودسون: "تذكر الأحداث المسجلة عن فترة حكم سنفرو حملات ضد ليبيا والنوبة، أسر في الحملة الأخيرة حوالي 7000 سجين".
بجانب ذلك، فإنه ينسب للملك سنفرو إرسال حملات عسكرية وبعثات تعدين للكشف عن المناجم بسيناء، لاسيما الفيروز، وهو الحجر الكريم الذي ارتبط به اسم شبه الجزيرة المصرية إلى الآن.
 ويدلل الكتاب على هذا بصور موجودة في وادي المغارة، جنوب سيناء، تظهر الملك، وهو "يبطش بعدو محلي"، لحماية المعادن هناك.
اللافت أيضا في سيرة سنفرو، أنه في عهده "تم استيراد أربعين سفينة محملة بخشب الأرز في سنة واحدة".
ويقول الكتااب إن أحد أسباب استيراد الخشب هو بناء مدفن الملك الذي كان مقررا في الهرم المنحني، قبل أن تتغير خطته ويجهز ما سمي بـ"الهرم الأحمر" ليكون مقبرته.
ويرجح المؤلف أن هذه الأخشاب جاءت من ميناء "بيلوس" في لبنان التي بقيت لقرون أهم شريك تجاري لمصر في المنطقة.
ويروي الكتاب قصة بناء الهرم المنحني ولماذا أطلق عليه هذا الاسم قائلا: "كان مرجحا لأن يكون هرما حقيقيا واكتمل نصفه لكن حدثت كارثة. وضع أساسات المبنى سبب شرخا كبيرا للمبنى الذي تحت الأرض، والغلاف أعيد تصميمه لتقوية غلاف الهرم مع عدد من الغرف بالإضافة لزيادة في الارتفاع بحد الزاوية العيا، مما أعطى الأثر اسمه الحديث".
لكن – كما يستكمل دودسون- فإن أيا من هذه الجهود لم تقنع الملك بأن الهرم مكان آمن لقضاء الخلود، فأمر ببناء هرم جديد يبعد 2 كم شمالا، وهو ما سمي بالهرم الأحمر.
 ووجدت أجزاء من مومياء الملك عام 1950 في الهرم الأحمر حيث دفن هناك. 
ويحلل المؤلف أن مومياء سنفر التي اٌكتشفت مطلع الخمسينيات كانت لرجل تخطى منتصف العمر قليلا، ما يعني أن الملك تولى للعرش في شبابه، لافتا إلى أن نقوش الأهرمات تشير إلى أن فترة حكمه قاربت النصف قرن.
ولم تنته سيرة سنفرو بوفاته، إذ "ظلت تذكره كل الأجيال التي تلته، وفي عدد من الأعمال الأدبية يصور الملك كحاكم يخاطب رجلا عاديا بكلمات مثل "صديقي وأخي ورفيقي".
ومن الصفات المسجلة عن سنفرو أيضا أنه "لم يكن يأنف من توجيه ملاحظات لنفسه، وكان يُشار إليه بـ"الملك المظفر"، وهي صفة لم تستخدم لأي ملك قديم".
ويؤكد الكتاب أن العامة في مصر القديمة ظلوا يقدسون سنفرو في بعض الأماكن لثلاثة آلاف سنة، مشيرا إلى أن ذلك كان "استثناء عن أي ملك آخر في هذه المنطقة".