الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

لماذا تأخر الإعلان عن وثيقة الاتفاق بين "العسكري" و"قحت"؟

الرئيس نيوز

مع بزوغ فجر يوم الجمعة الماضي، انفجر الشارع السوداني فرحا بإعلان اتفاق المجلس العسكري الانتقالي وقوى إعلان الحرية والتغيير برعاية وسيطا إثيوبيا والاتحاد الأفريقي وتشكيل لجنة فنية مشتركة من قانونيين بمشاركة إفريقية لإنهاء صياغة وثيقة الاتفاق خلال ٤٨ ساعة ابتداء من اليوم التالي "السبت" الماضي.

حسابياً  كان من المفترض أن تسلم اللجنة الفنية وثيقة الاتفاق إلى طرفي التفاوض الاثنين الماضي، للاطلاع والمراجعة قبل التوقيع عليها، إلا أنها تأخرت، وهو ما برره وسيط الاتحاد الافريقي إلى السودان، محمد الحسن ولد لباد، أنه نتيجة لأحكام ضبط الصياغة النهائية للاتفاق دون إضافة ما لم يتم التوافق حوله، مشدداً في الوقت نفسه على أنه لا يوجد خلاف بين "العسكري" و"قحت"، كما أنه لم يستبعد دعوة المفاوضين من أجل حسم النقاط النهائية.

في اليوم التالي، وتحديداً الثلاثاء الماضي، اجتمع أعضاء اللجنة السياسية من "العسكريين" وقياديي من قوى إعلان الحرية والتغيير بحضور رئيس المجلس العسكري، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، وعقب الاجتماع أعلن المتحدث باسم المجلس العسكري، رئيس اللجنة السياسية الفريق الركن شمس الدين كباشي أن الاجتماع يأتي في إطار التشاورات المتصلة ومتابعة ومراجعة الوثيقة التي توصل اليها الطرفان، معلناً استلام الطرفين للوثيقة صباح اليوم تمهيداً للتوقيع النهائي عليها في احتفال وطني كبير، ومن جانبه اعتبر عضو لجنة التفاوض عن قوى الحرية والتغيير، إبراهيم الأمين، اتفاق المرحلة الانتقالية بأنه مرحلة مفصلية للانتقال من فترة المظالم والمفاسد إلى مرحلة الديمقراطية وحقوق الانسان.

مع صباح يوم الأربعاء الماضي، وفي ظل ترقب جميع الأوساط السياسية والإعلامية العالمية تلك اللحظة التي سيقرر فيها طرفي التفاوض اعلان التوقيع على وثيقة الاتفاق في محفل وطني كبير، أعلن وسيط الاتحاد الإفريقي إلى السودان، محمد الحسن ولد لباد، مرة أخرى إرجاء تسليم وثيقة الاتفاق بين المجلس العسكري الانتقالي وقوى الحرية والتغيير إلى اليوم الخميس، لأسباب وصفها بالفنية، وحتى اللحظة لم يعلن "العسكري" و"قحت" تسلم الوثيقة، حتى بات مؤكداً للجميع وجود بقايا خلافات ـ غير معلنة ـ بين طرفي الاتفاق.

من جانبه، قال المحلل السياسي السوداني، عثمان الجندي، في تصريحات لموقع "الرئيس نيوز" إن الوساطة الإفريقية المشتركة أعلنت بأن سبب تأخير إعلان وثيقة الاتفاق يعود لبعض الملاحظات الفنية وأن العمل جار على معالجتها بغية عرضها على طرفي الاتفاق المجلس العكسري وقوى الحرية والتغيير على أن تقوم اللجنة الفنية بتسليمها اليوم الخميس.

وأضاف "الجندي" قائلاً:" أعتقد أن هنالك خلاف غير معلن بين طرفي التفاوض وتسعي الوساطة الافريقية المشتركة لإزالة أسباب الخلاف التي يمكن أن تكون فيما يخص اختيار "الوزراء"، وقرارات مجلس الوزراء وما إن كان للمجلس وكذلك فيما يتعلق بالتحقيق حول حادثة مجزرة فض الاعتصام وإعادة تكوينها وهذا ما يرفضه المجلس العكسري".

وفي السياق، قال المحلل السياسي السوداني، طلال اسماعيل، في تصريحات لموقع "الرئيس نيوز" إن تأخير إعلان وثيقة الاتفاق جاء نتيجة لأسباب معلنة وأخرى غير معلنة، كما أن الصياغة النهائية للاتفاق أظهرت تبايناً في وجهات النظر مابين المجلس العسكري وقوى إعلان الحرية والتغيير فيما مايتعلق بما أعلن عن التوافق في 5 يوليو الماضي.

وأضاف "إسماعيل" قائلاً:" هنالك خلافات غير معلنة في الاتفاق بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير، تشمل صلاحيات المجلس السيادي وإصدار التشريعات بعد أن تم تاجيل اعلان المجلس التشريعي إلى فترة "3 أشهر"، كما وردت في وثيقة الاتفاق عبارات تحتاج إلى أحكام صياغة لغوية حتى لا يتم تفسيرها لصالح معنى آخر، ويبدو إن قوى إعلان الحرية والتغيير تريد أن تستصحب قضية تحقيق السلام ودخول الحركات المسلحة، حيث أنها من متطلبات الادارة الامريكية للتعاون المثمر مع الحكومة القادمة في السودان".