الأربعاء 24 أبريل 2024 الموافق 15 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
أخبار

أمريكا: السلطات تحتجز عالماً إيرانياً حاول تهريب "بروتينات"

الرئيس نيوز


عندما غادر عالم إيراني طهران متجهاً إلى الولايات المتحدة في الخريف الماضي، كان لديه خطط لاستكمال المرحلة الأخيرة من بحثه حول علاج مرضى السكتة الدماغية، كباحث زائر في عيادة مايو الشهيرة في مينيسوتا.

بدلاً من ذلك، عندما قام الأستاذ مسعود سليماني بالهبوط على أرض الولايات المتحدة، اعتقلته السلطات الفيدرالية المسلحة بعريضة اتهام سرية بتهمة انتهاكه للعقوبات التجارية من خلال محاولة جلب مواد بيولوجية إلى إيران.

بعد تسعة أشهر، مع تصاعد التوترات بين البلدين، يقع سليماني في مركز اعتقال جنوب أتلانتا متورطاً في معركة قانونية حول تطبيق العقوبات الأمريكية المشددة التي تسببت في ارتفاع الأسعار في إيران. ويقول محاموه إن سليماني - الذي يعمل في أبحاث الخلايا الجذعية وأمراض الدم والطب التجديدي - اغتنم خططاً أكاديمية سابقة للسفر من الولايات المتحدة إلى إيران في سبتمبر 2016 كفرصة للحصول على البروتينات المؤتلفة المستخدمة في بحثه، مقابل جزء بسيط من السعر مقارنة بسعرها في إيران.

لكن المدعين الاتحاديين يقولون إن محاولة النقل كانت غير قانونية وتسببت سراً في إصدار لائحة اتهام ضد سليماني في يونيو 2018. حيث ألغى المسؤولون الحكوميون تأشيرته واعتقلوه في أكتوبر عندما هبط في شيكاغو. ويتهم سليماني واثنان من طلابه السابقين بالتآمر ومحاولة تصدير المواد البيولوجية من الولايات المتحدة إلى إيران دون تصريح. وكلتا التهمتين تحملان عقوبة قصوى مدتها 20 عامًا في السجن.

يقول محامو العلماء الثلاثة إن موكليهم لم يرتكبوا أي خطأ، فلم يكن مطلوبًا أي ترخيص محدد لأن البروتينات هي مواد طبية وأن إحضارها إلى إيران لأغراض غير تجارية لا يعادل تصدير البضائع، إلا أن مكتب المدعي العام الأمريكي في أتلانتا رفض التعليق، لكن المدعين العامين ذهبوا في ملفات المحكمة إلى أن العقوبات الشاملة المطبقة منذ سنوات لا تسمح بتصدير البضائع إلى إيران، إلا في ظل ظروف محدودة للغاية لا تنطبق في هذه القضية.

وقد تواصل سليماني مع محبوب غايدي، وهو مقيم دائم في الولايات المتحدة من إيران وعمل في أبحاث الخلايا الجذعية والطب التجديدي في العديد من الجامعات الأمريكية، حول الحصول على بعض البروتينات المؤتلفة، وفق ما جاء في لائحة الاتهام.

وقال محاميه ليونارد فرانكو ان البروتينات تكلف نحو ثمانية آلاف دولار في الولايات المتحدة لكنها ستكلف سليماني نحو 40 ألف دولار في ايران. وطلب غيدي البروتينات من الشركات الأمريكية وأرسلها إلى مريم الجزائري، التي وافقت على إحضارها إلى سليماني عندما سافرت إلى إيران لزيارة العائلة، وفقًا لملفات المحكمة.

أما مريم الجزائري، فهي مواطنة أميركية المولد إيرانية الأصل تحمل درجة الدكتوراه في الكيمياء الحيوية السريرية وتعيش في كنتاكي، تم اعتقالها واستجوابها في مطار أتلانتا في 6 سبتمبر 2016. قام مسؤولو الجمارك بتفتيش أمتعتها وصادروا قوارير البروتينات المؤتلفة قبل السماح لها بالصعود على متن الطائرة. عندما حصلت النيابة العامة الفيدرالية على لائحة اتهام بعد مرور ما يقرب من عامين، قاموا بتقديمها في دعوى قضائية تفيد بأن سليماني يعيش في إيران ولكنه يعتزم زيارة الولايات المتحدة في المستقبل القريب وقد يلغي خططه إذا تم الكشف عن التهم قبل سفره .

كتب فرانكو في أحد ملفات المحكمة أن بحث سليماني "أدى إلى تقدم طبي عالمي منقذ للحياة في تجديد أجزاء جسم الإنسان غير الوظيفية." وأضاف فرانكو أن البروتينات المؤتلفة تستخدم للمساعدة في تسريع أبحاث الخلايا الجذعية. وتابع: "أعتقد أن هذا مهم لأن هذا ليس من أنشطة دعم الإرهاب، فهذا نشاط لعلاج الناس، وخدمتهم، وليس إيذاءهم".

كتب أستاذ الهندسة الحيوية بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، علي خديموسيني، في رسالة مقدمة من دفاع لرفض التهم المنسوبة إليه بأن المواد لها عمر افتراضي يتراوح من ثلاثة إلى ستة أشهر، "ولا يمكن استخدامها لأغراض شنيعة مثل تركيب أنواع بيولوجية أو كيميائية أو أنواع أخرى من الأسلحة". وتوصل خبير في مكتب التحقيقات الفيدرالي قام بتحليل البروتينات إلى نفس النتيجة، كما أشار محامو الدفاع في ملفات المحكمة.

لكن الادعاء لم يذكر الإرهاب أبدا. يزعمون أن انتهاكات العقوبات تهدف إلى عزل إيران عن التجارة مع الولايات المتحدة، ويعتمد استثناء للأدوية والأجهزة الطبية على الطريقة التي يتم بها تعريف هذه المواد بموجب القانون الفيدرالي، حسبما يقول المدعون.

ومن الجدير بالذكر أن عناصر البحث الطبي، بما في ذلك البروتينات محل النقاش، غير مدرجة في التعريف. وتحتاج هذه العناصر إلى ترخيص من مكتب مراقبة الأصول الأجنبية بوزارة الخزانة قبل أن يتم تصديرها، كما قال المدعون.

يجادل المدعون بأن العلماء الأذكياء المثقفين، يُتوقع منهم أن يعرفوا بشكل معقول العقوبات المفروضة على بلد ميلادهم. في حين يعارض محامو الدفاع في أن العقوبات تتسم بالسوء والغموض وأن العلاقة المضطربة بين البلدين تسبب اللبس.