الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

بالصور| الإنجليز والفرعون.. سحر الملك توت بين "كارتر وإليزابيث وكريستيز"

الملكة إليزابيث أمام
الملكة إليزابيث أمام القناع الذهبي للملك توت، لندن 1972

من بين شعوب العالم التي أبهرها منذ أن خرج من تحت تراب آلاف السنين، تبدو علاقة الإنجليز بالملك المصري القديم توت عنخ آمون استثنائية للغاية.

ومنذ اللحظة التي اكتشف فيها عالم آثار بريطاني مقبرة الفرعون الشاب بوادي الملوك إلى اليوم الذي بيع فيه أحد تماثيل "توت" بإحدى صالات المزادات  في لندن، يمكننا أن نستعرض هذه العلاقة التي تعددت محطاتها في نحو 100 سنة.

 

1922.. هوارد كارتر "بريق الذهب في الغرفة المظلمة"

في عام 1333 قبل الميلاد، دُفن جثمان الملك ابن الثامنة عشر في قلب مقبرته الملكية بوادي الملوك، بينما وُضعت أحشائه وفضلات التحنيط عند مدخل المقبرة وأغلقت تمامًا لأكثر من 3 آلاف سنة حتى جاء عالم آثار إنجليزي ليخرج الملك من تحت تراب السنوات الطويلة في نهايات الربع الأول من القرن العشرين.

صباح يوم السبت، 4 نوفمبر 1922، دخل المستكشف الإنجليزي هوارد كارتر مقبرة الملك التي قال عنها بعد ذلك: "كان بريق الذهب يلمع من كل مكان في الغرفة المظلمة".

كان "كارتر" يجري مسحًا شاملًا لمنطقة وادي الملوك الأثرية غرب مدينة الأقصر، وقادته الصدفة لأن يعثر على أول عتبة حجرية تؤدي لمقبرة توت.

اكتشاف "كارتر" قدم لمصر وللعالم كشفًا أثريًا مذهلا، ستظل "المعمورة" في حالة انبهار به إلى الآن.

 



1972.. الملك المصري في بيت الإنجليز برعاية إليزابيث

منذ اكتشاف مقبرة "توت" ظلت الطلبات الدولية تتلاحق على مصر لاستضافة الفرعون الصغير في معارض دولية كبرى، حتى يتسنى لشعوب العالم رؤية الكشف الأثري العظيم ومقتنيات الملك.

وبعد مفاوضات عديدة استمرت منذ أواخر الستينيات، كان الإنجليز على موعد مع أول زيارة يقوم بها توت عنخ آمون إلى بلادهم، عندما أقيم معرض لمقتنياته في لندن عام 1972، ضمن جولة دولية آنذاك.

وافتتحت الملكة إليزابيث الثانية، ملكة بريطانيا التي تزال على العرض إلى الآن، معرض توت عنخ آمون بمقر المتحف البريطاني في لندن.

وألقت "إليزابيث" كلمة في الاحتفال الذي حضره عبد القادر حاتم، وزير الثقافة والإعلام وكمال الدين رفعت سفير مصر في لندن، وجهت فيها تحية حارة لمصر، قائلة إنها اشتراكها في هذه الاحتفال اعتراف بالجميل نحو مصر التي لها دور هام وعظيم تقوم به في الوقت الحاضر.

وبحسب نشرة الأخبار التي أذاعها التليفزيون المصري، فإن الملكة اعتبرت المعرض رمزا للعلاقات بين البلدين والتي تقدرها الحكومة البريطانية أكبر تقدير وستسعى لتعزيزها.

وبعد ذلك، تفقدت "إليزابيث" غرف المعرض بأنوارها الخافتة التي توحي يأجواء المقبرة التي اكتشفها أحد أبناء الإنجليز قبل نصف قرن من ذلك التاريخ.

وفي الصور التي التقطت للملكة وللمواطنين البريطانيين داخل المعرض، كان الانبهار مسيطرًا تماما عليهم أمام مقتنيات الملك، لاسيما قناعه الذهبي الشهير.

 





2019.. لندن شاهدة على مزاد التجارة في التاريخ

بعد أقل من نصف قرن آخر على معرض لندن في السبعينيات، كانت لندن منذ أيام شاهدة على مزاد علني بيعت فيه قطعة أثرية نادرة من مقتنيات الملك توت في صالة المزادات "كريستيز".

التمثال الذي يصور وجه الملك تلجت أهميته في مبلغ شرائه الذي بلغ نحو 4.7 مليون جنيه استرليني، وذلك رغم الاعتراضات والمطالبات المصرية بإعادة القطعة الأثرية، التي يُمنع الاتجار بها وفق القوانين الأثرية المصرية والدولية.


وبحسب ما نشرته صحيفة "تليجراف" البريطانية، فإن "كريستيز" حصلت على القطعة الأثرية من تاجر آثار ألماني يدعى هاينز هيرزر عام 1985، بعد أن كانت مملوكة قبل ذلك لتاجر الآثار النمساوي جوزيف ميسينا، الذي حصل عليها بدوره من الأمير فيلهلم فون ثور أوند تاكسي بين عامي 1973 و1974.

ثلاث محطات رئيسية لعلاقة الملك توت ببلاد الضباب، كان للأولى الفضل في إظهاره للعالم، بينما ذهب الملك بنفسه في الثانية للندن كما لو أنه يرد الجميل لبلاد مكتشفه، فيما أثارت الثالثة سخط المصريين على بيع جزء من تراثهم القومي، دون أي اعتبار لأحقية أرض النيل في إرث ملوكها التاريخيين.