الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

"خزان أوين".. كيف وفرت مصر لأوغندا المياه والكهرباء؟

الرئيس نيوز


اتفاقية الإنشاء كانت مع بريطانيا عام 1953.. ومدير عام مصري للخزان إلى الآن

 


ما زلنا نستعيد وقائع وحكايات من التأثير المصري في القارة السمراء، على خلفية أجواء كأس الأمم الإفريقية، المقامة حالياً على أرض "المحروسة".

هنا نتحدث عن قصة علاقة مصر بأوغندا التي لعب منتخبها أمام الفراعنة في ختام دور المجموعات من "كان 2019".

القصة تعود إلى أواخر ثلاثينيات القرن الماضي، عندما وقعت مصر عام 1929 مع بريطانيا العظمي اتفاقية النيل، التي نصت على تحريم إقامة أي مشروع من أي نوع على النهر أو روافده أو البحيرات التي تغذيها كلها إلا بموافقة مصر.

وخصّت الاتفاقية من هذه المشروعات أي منشآت لها علاقة بالري أو توليد الكهرباء أو إذا ما كانت تؤثر على كمية المياه التي كانت مصر تحصل عليها أو إذا كانت تضر بمصلحة مصر من أية ناحية.

بريطانيا، التي كانت لا تزال تحتل مصر، كانت تنوب في هذه الاتفاقية عن السودان وكينيا وتنجانيقا (جزء من تنزانيا فيما بعد) وأوغندا، والأخيرة هي ما تهمنا هنا.

كانت اتفاقية 1929 تنص على أن لمصر الحق في الرقابة على طول مجرى النيل من منبعه إلى مصبه، وفي إجراء البحوث وكذلك الرقابة على تنفيذ المشروعات التي قد تفيد القاهرة.

لذلك فإنه عندما أرادت أوغندا بناء خزان على بحيرة فكتوريا لحفظ المياه وتوليد الكهرباء، تولت مصر تنفيذ المشروع، وفقا لاتفاقية جديدة بين القاهرة وبريطانيا، التي نابت عن كمبالا أيضًا، عام 1953.

كانت هناك مذكرات وخطابات متبادلة بين الحكومة المصرية وحكومة المملكة المتحدة بداية من عام 1949 حول مدى حاجة أوغندا لإنشاء محطة توليد طاقة كهربية من شلالات أوين، وانتهت المذكرات بقبول الطرفين أن يكون تبادل المذكرات والردود عليها بمثابة اتفاق رسمي بين الحكومتين.

الاتفاق في ملخصه نص على أنه من مصلحة الطرفين التعاون في بناء خزان عند مخرج بحيرة فكتوريا لأغراض الري في مصر وتوليد الطاقة الكهربائية لصالح أوغندا، بحيث لا يؤثر إنشاء الخزان وتشغيل محطة توليد الطاقة على كمية المياه التي تصل إلى مصر أو تعديل تاريخ وصولها أو تخفيض منسوبها وبحيث تكون التصرفات الخارجة من بحيرة فكتوريا متوافقة مع التصرف الطبيعي للنهر قبل إنشاء الخزان.

وتعهدت بريطانيا في تلك الاتفاقية نيابة عن أوغندا بأن إنشاء وتشغيل محطة توليد الكهرباء لن يكون من شأنه خفض كمية المياه التي تصل إلى مصر أو تعديل تاريخ وصولها إليها أو تخفيض منسوبها، بما يسبب أي الإضرار بمصلحة مصر.

أُنشئ الخزان على الطرف الغربي من بحيرة فكتوريا عند أوغندا، وهو المخرج الرئيس لها، ويبلغ إجمالي متوسط المياه الخارجة من البحيرة عبر الخزان إلى نيل فكتوريا نحو 23 مليار متر مكعب، ثم تنقص نصف مليار متر مكعب فقط عندما تصل إلى بحيرة كيوجا، والتي تقع داخل أراضي أوغندا، بنحو 22.5 مليار متر مكعب فقط.

وفي مايو 1991، اتفقت القاهرة وكمبالا على تنفيذ مشروع توسيع محطة كهرباء الخزان، ونص الاتفاق على احترام اتفاقية عام 1953 الخاص بإنشاء الخزان.

ولمصر بعثة ري رسمية في أوغندا، جزء منها مدير عام الإدارة العامة للخزان، الذي يجري تعيينه إلى الآن، وكان آخرهم الدكتور عادل محمد عبدالحميد، الذي كلفه وزير الري بالمنصب في أغسطس الماضي.

 وبحسب الاتفاقيات بين القاهرة وكمبالا فإن مهندس مصريا مقيما يعمل في المشروع بدرجة مدير عام الإدارة العامة للخزان، ويقيم بمدينة جنجا، ويساعده مهندسا ري مصريين، وغالبا ما يكون هو رئيس بعثة الري المصرية هناك.