الخميس 28 مارس 2024 الموافق 18 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

بعد رحيل "العباسي".. ننشر قصيدة صلاح عبد الصبور عن "أول جندي رفع العلم في سيناء"

الرئيس نيوز

توفي صباح اليوم الإثنين، محمد محمد عبد السلام العباسي، أحد أبطال حرب أكتوبر، وأول من رفع علم مصر على أرض سيناء، عن عمر ناهز 72 سنة.

كان "العباسي" جنديا بسلاح المشاة، إذ التحق بالخدمة في الأول من يونيو 1967، أي قبل النكسة بأربعة أيام. وفي مطلع عام 1968 انتقل إلى الخدمة بالإسماعيلية.

وفي حرب أكتوبر كان في طليعة القوات التي عبرت قناة السويس إلى الضفة الشرقية على أرض سيناء، وبحسب ما رواه في أكثر من حوار صحفي فإنه كان أول جندي رفع علم مصر على أرض بارليف، عندما سارع وتقدم إلى دُشمة على خط بارليف وأنزل علم الاحتلال الإسرائيلي من عليها ورفع عليها العلم المصري.

 وفي اليوم الثالث للحرب، 9 أكتوبر، تفاعل الشاعر صلاح عبد الصبور مع الحدث الذي كان ينتظره كل المصريون، ونشر قصيدة بعنوان "إلى أول جندي رفع العلم في سيناء"، وجّه فيها رسالة، إلى ذلك الشخص الذي لم يكن يعرف له "نعتا أو اسما"، في الأيام الأولى للحرب، لكنه "تحول إلى معنى".

ويعيد "الرئيس نيوز" نشر القصيدة، بمناسبة رحيل "العباسي".

 

تملـّيناك، حين أهلَّ فوق الشاشة البيضاء،

وجهك يلثم العلما

وترفعه يداك،

لكي يحلق في مدار الشمس،

حر الوجه مقتحما

ولكن كان هذا الوجه يظهر، ثم يستخفي

ولم ألمح سوى بسمتك الزهراء والعينين

ولم تعلن لنا الشاشة نعتًا لك أو اسمًا

ولكن، كيف كان اسم هنالك يحتويك؟

وأنت في لحظتك العظمى

تحولت إلى معنى

كمعني الحب، معنى الخير، معنى النور، معنى القدرة الأسمى

تراك،

وأنت في ساح الخلود، وبين ظل الله والأملاك

تراك، وأنت تصنع آية، وتخط تاريخا

تراك، وأنت أقرب ما تكون

إلى مدار الشمس والأفلاك

تراك ذكرتني،

وذكرت أمثالي من الفانين والبسطاء

وكان عذابهم هو حب هذا العلم الهائم في الأنواء

وها هو عاد يخفق في مدى الأجواء

وخوف أن يمر العمر، لم يرجع إلى وكره

فهل، باسمي وباسمهمُ لثمت النسج محتشدا

وهل باسمي وباسمهمُ مددت إلى الخيوط يدا

وهل باسمي وباسمهمُ ارتعشت بهزة الفرح

وأنت تراه يعلو الأفق متئدا

وهل باسمي وباسمهمُ همست بسورة الفتح

وأجنحة الملائكة حوله لم تحصها عددا

وأنت ترده للشمس خدنا باقيا .. أبدا

هنيهات من التحديق حالت صورة الأشياء

فى هذه العينين

وأضحى ظلك المرسوم منبهما

رأيتك جذع جميز على ترعة

رأيتك قطعة من صخرة الأهرام منتزعة

رأيتك حائطا من جانب القلعة

رأيتك دفقة من ماء نهر النيل

وقد وقفت على قدمين

لترفع في المدى علما

يحلق في مدار الشمس،

حر الوجه مبتسما.