تعرف على أول المرشَّحين لخلافة السبسي

في ظل تضارب الأنباء بشأن الحالة الصحية التي يمر بها الرئيس التونسي، الباجي قائد السبسي (92 عاماً) بعد إعلان الرئاسة التونسية، الخميس الماضي، نقله إلى المستشفى العسكري، بعد تعرضه لوعكة صحية حادة ووصف حالته بـ"الحرجة جداً".

تضارب الأنباء حول استقرار الحالة الصحية لـ "السبسي"، ومن سيقوم بخلافته لتسيير شئون البلاد إلى حين إجراء انتخابات رئاسية، وينص الفصل "84" من الدستور التونسي لعام 2014، أنه في حال "اﻟﺸﻐﻮﺭ الوقتي" ﻟﻤﻨﺼﺐ رﺋﻴﺲ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ، ﻷﺳﺒﺎﺏ ﺗﺤﻮﻝ دوﻥ ﺗﻔﻮﻳﻀﻪ ﺳﻠﻄﺎﺗﻪ، ﺗﺠﺘﻤﻊ اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻟﺪﺳﺘﻮرﻳﺔ ﻓﻮراً ﺗﻘﺮ اﻟﺸﻐﻮﺭ اﻟﻮﻗﺘﻲ، ﻓﻴﺤﻞ رﺋﻴﺲ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻣﺤﻞ رﺋﻴﺲ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ، وﻻ ﻳﻤﻜﻦ أﻥ ﺗﺘﺠﺎوﺯ ﻣﺪﺓ اﻟﺸﻐﻮﺭ اﻟﻮﻗﺘﻲ ﺳﺘﻴﻦ ﻳﻮماً، بينما في حال ﺗﺠﺎوﺯ اﻟﺸﻐﻮﺭ اﻟﻮﻗﺘﻲ ﻣﺪﺓ اﻟﺴﺘﻴﻦ ﻳﻮماً، أﻭ ﻓي ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻘﺪﻳﻢ رﺋﻴﺲ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ اﺳﺘﻘﺎﻟﺘﻪ ﻛﺘﺎﺑﺔ إﻟﻰ رﺋﻴﺲ اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻟﺪﺳﺘﻮرﻳﺔ، أوﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻮﻓﺎﺓ، أﻭ اﻟﻌﺠﺰ اﻟﺪاﺋﻢ، أﻭ ﻷﻱ ﺳﺒﺐ آﺧﺮ ﻣﻦ أﺳﺒﺎﺏ اﻟﺸﻐﻮﺭ اﻟﻨﻬﺎﺋي، ﺗﺠﺘﻤﻊ اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻟﺪﺳﺘﻮرﻳﺔ ﻓﻮراً، وﺗﻘﺮ اﻟﺸﻐﻮﺭ اﻟﻨﻬﺎﺋي، وﺗﺒﻠّﻎ ذﻟﻚ إﻟﻰ رﺋﻴﺲ ﻣﺠﻠﺲ ﻧﻮاﺏ اﻟﺸﻌﺐ اﻟﺬﻱ ﻳﺘﻮﻟﻰ ﻓﻮراً ﻣﻬﺎﻡ رﺋﻴﺲ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ ﺑﺼﻔﺔ ﻣﺆﻗﺘﺔ ﻷﺟﻞ أدﻧﺎﻩ ﺧﻤﺴﺔ وأرﺑﻌﻮﻥ ﻳﻮﻣﺎ وأﻗﺼﺎﻩ ﺗﺴﻌﻮﻥ ﻳﻮماً.

85 عاماً 

رئيس مجلس الشعب التونسي، محمد الناصر ولد في 1934 (85 عاماً) في مدينة الجم في ولاية المهدية، أحد أبرز الشخصيات السياسية التي كانت تركت بصماتها في ثلاث مراحل مر خلالها التاريخ السياسي لـ"تونس"، وهي مرحلة ما بعد الاستقلال التي تولى  خلالها الزعيم الراحل، الحبيب بورقيبة، رئاسة البلاد، ومرحلة الرئيس الهارب، زين العابدين بن علي، ومرحلة ما بعد ثورة يناير التي أطاحت بـ"بن علي" في 2011.

تخرج "الناصر" عام 1956 من معهد الدراسات العليا في القانون بتونس قبل أن يحصل على درجة الدكتوراه في القانون الاجتماعي عام 1976 من جامعة السوربون في باريس، وتدرج في المسؤوليات حيث عمل رئيساً لديوان وزير الصحة والشؤون الاجتماعية في 1961، ومديراً عاماً للديوان الوطني للتكوين المهني والتشغيل والهجرة في 1967.

انتخب "الناصر" لرئاسة بلدية "الجم" ولاية "المهدية" لستة دورات، وانتخب لثلاث مدد نيابية في مجلس النواب (مجلس الأمة سابقاً) كان آخرها في 2014 عن حركة "نداء تونس"، وتم انتخابه رئيساً لمجلس النواب.

تولى " الناصر" منصب وزير العمل والشئون الاجتماعية في ثلاث مناسبات، شغل المنصب في ولايته الأولى عام 1974 قبل أن يستقيل في ديسمبر 1977 مع مجموعة من الوزراء إثر توقف الحوار الاجتماعي وتأزم العلاقات بين الحكومة والحزب من جهة والاتحاد العام التونسي للشغل من جهة.

وجه الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة، دعوة إلى "الناصر" عام 1979، لتولي وزارة الشئون الاجتماعية، لاستئناف الحوار الاجتماعي واستعادة العلاقات مع الاتحاد العام التونسي للشغل ومواصلة تنفيذ السياسة التعاقدية، ما استجاب له "الناصر قبل أن يتم اعفاءه من منصبه عام 1985 بعد اندلاع الأزمة بين الحكومة والاتحاد العام التونسي للشغل مرة ثانية.

كما زاول "الناصر" منصب وزير الشئون الاجتماعية بعد الإطاحة بالرئيس التونسي الهارب، زين العابدين بن علي في 2011.

ترأس "الناصر" البعثة الدائمة لتونس لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف بين عامي 1991 - 1996، قبل أن يعمل منسقاً للميثاق العالمي للأمم المتحدة بتونس ومدققاً اجتماعياً في 2005.