الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

المحجوب:"قوى التغيير" أخطأت والمغريات قد تجعل "العسكري" يستمرئ السلطة

الرئيس نيوز


بعد نحو 3 أشهر، من الإطاحة بالرئيس السوداني، عمر البشير، في ثورة شعبية استمرت نحو 4 أشهر، عادت المفاوضات بين المجلس العسكري الانتقالي وقوى الحرية والتغيير "قحت" إلى المربع الأول.

خطورة ما يعيشه السودان من طول المفاوضات التي تلقي بظلالها على الكثير من الأمور، وظهور تحالفات وكيانات على الساحة مثل "قوى إعلان 6 أبريل" في السودان، وإعادة إحياء الإدارة الأهلية في الولايات السودانية وتشكيل المجلس العسكري لجنة للتواصل مع الحركات المسلحة في البلاد، فضلاً عن رفض الحركات الإسلامية للاتفاقات التي تمت بين "العسكري" و"قحت"، ما  وسع دائرة المطالب وأضعف قوى المعارضة في التفاوض مع المجلس العسكري.

رغم تأكيد المجلس العسكري الغاء ما تم الاتفاق عليه سابقاً مع قوى الحرية والتغيير في أكثر من مناسبة بعد عملية فض الاعتصام، بداعي ظهور مكونات جديدة في المجتمع السوداني، إلا أن الرفض كان صريحاً ورسمياً مجدداً في الرد على الوثيقة الإثيوبية بالرفض، التي وافقت عليها "قحت" الأحد الماضي.

من جانبه، قال المحلل السياسي، الدكتور ياسر محجوب الحسين، إن قوى إعلان الحرية والتغيير لم تتحل بالواقعية السياسية، بداية من سقوط النظام في 11 أبريل الماضي، وأوضح "الحسين" في تصريحات خاصة لموقع "الرئيس نيوز"  قائلاً:

"الواقعية السياسية من أهم المهارات التي يتميز بها السياسي النابه، وربما عنق الزجاجة التي وصل إليها الجميع فيما يتعلق بالحوار السياسي كان بسبب هذا الضعف السياسي بالنسبة لـ"قحت"، كما أنها تخسر الآن  كثيراً، وقد فوتت الزخم الثوري الأول، حيث أن طول الوقت في صالح المجلس العسكري".

وأضاف الحسين: "المجلس العسكري بمرور الزمن يتمكن ويستطيع أن يكون أكثر قوةً فيما يتعلق بالحوار السياسي، ولذلك فإن قضية العودة إلى المربع الأول قد يكون جيداً لـ"قحت" بدلاً من أن يمثل خطورة، إذا ما تم استيعاب كافة الدروس، حيث أن عدم الالتزام بالواقعية السياسية عندما أرادت أن تقصي الكثير من القوى السياسية وإطالة أمد الفترة الانتقالية، فبعد أن كانت تطالب بفترة انتقالية مدتها أربعة سنوات، تطالب الآن المجلس العسكري بتسليم السلطة.

وأردف الحسين أن الواقعية السياسية تقول إنه لا يوجد "جيش" يسلم السلطة لقوى سياسية غير منتخبة، وإن كان لها دور في الثورة، رغم أن "قحت" دعت الجيش في فترة ما أن يلعب دوراً سياسياً بالاعتصام أمام القيادة العامة، ودعته للانحياز للثورة، وقد بدء الجيش بالفعل دوراً سياسياً ومن المفترض أن يكتمل بتسليم السلطة إلى قوى منتخبة في أقل فترة انتقالية تبدأ من 6 أشهر حتى عامين.

وقال "الحسين": "على "قحت" أن تعي كل هذه الأوضاع السياسية، حتى يُمكن لها التفاوض مع المجلس العسكري بمفاهيم جديدة وإتاحة الفرصة لباقي القوى السياسية، والاتفاق على فترة انتقالية قصيرة، على أن تكون هذه القوى بعيدة عن العمل التنفيذي حتى إجراء انتخابات تحضر لها من الآن، وترك إدارة الفترة الانتقالية لحكومة من الكفاءات تضم شخصيات مستقلة".

وأشار الحسين إلى أن دعوات التصعيد الثوري من "قحت" أو أي قوى ثورية أخرى قد لا تجد الاستجابة المطلوبة، حيث أن الزخم الثوري بدأ يضعف والشعب بدأ يتضايق، نظراً لأن الظروف التي قامت خلالها الثورة كانت تمثل معاناة اقتصادية للمواطن، وكان يأمل في أن يتوقف هذه التدهور بشكل سريع بدلاً من أن يرى السياسيين في المجلس العسكري أو القوى السياسية تتجادل في أمر الحكومة.

وأتم الحسين: "المغريات التي تقدم إلى المجلس العسكري السوداني الانتقالي خارجياً قد تجعله بمرور الوقت يحنث بوعوده ويستمرئ السلطة، وأعتقد أن مستقبل السودان في ظل حالة المد والجز بين المجلس العسكري والقوى السياسية، فإن هذا يعني ترسيخ سلطة عسكرية وحكم عسكري جديد وإن كان في صورة من صور الحكومة المدنية، حيث أن سلطة المجلس العسكري تترسخ بمرور الوقت".