الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

الحالم بإحياء الإمبراطورية العثمانية الغابرة.. أردوغان واحد ضد الجميع

الرئيس نيوز

 

ـ خلافات مع أمريكا وتخريب في ليبيا وتعقيدات في العلاقة مع السعودية والإمارات وتلاسن مع مصر

 


شهدت الأعوام الأخيرة توتراً وتبايناً كبيراً في السياسات الخارجية والرؤى الاستراتيجية بين تركيا من جهة ودول دولية وإقليمية من جهة أخرى، ما دفع العديد من الدول إلى اتهام أنقرة بـ "اللاعب" المزعزع لاستقرار وأمن الكثير من دول المنطقة.

ويبدو أن أحلام الامبراطورية العثمانية "التوسعية" التي راودت أردوغان، خصوصاً بعد محاولة الانقلاب الفاشلة، أدت إلى خسارة تركيا للكثير من العلاقات الدولية، التي كانت خلال العقود السابقة، سبباً في نجاح نسبي للعلاقات التركية مع العالم.

 

"الولايات المتحدة الأمريكية"

 

تميزت العلاقات التركية الأمريكية بالتوتر في ظل وجود خلافات عديدة بين إدارتي البلدين، ولعل أبرزها رغبة أنقرة في شراء نظام الدفاع الجوي الروسي "إس- 400"، ما دفع الولايات المتحدة لتخييرها بين الطائرات الأمريكية المقاتلة ذات التقنية العالية "إف-35" أو نظام "إس-400" الروسي.

حالة التنافر بين البلدين ليست الأولى، حيث عمدت واشنطن في ٢٠١٧، إلى تسليح وحدات حماية الشعب الكردية لقيادة الحرب على داعش شمال سوريا، وهو ما أغضب "أنقرة" باعتبارها جماعة إرهابية.

ولعل تدخل تركيا عسكرياً في سوريا، وما أعقبه من قيام أنقرة باحتجاز القس الأمريكي "أندرو برونسون" في ٢٠١٦، واتهامه بالمشاركة في أنشطة محظورة لجماعة رجل الدين "فتح الله غولن"، وحزب العمل الكردستاني وكلاهما محظور في تركيا، ما دفع البيت الأبيض إلى عقوبات اقتصادية أضرت بـ"الليرة" التركية مقابل "الدولار"، كما رفضت  واشنطن تسليم "غولن" المقيم في ولاية "بنسلفانيا"، منذ نحو 20 عاماً بعد اتهامه بالتورط في انقلاب يوليو ٢٠١٦ الفاشل.

 

 

"قبرص واليونان"

رغم تحذير مصر والاتحاد الأوروبي لتركيا مراراً من عمليات التنقيب عن الغاز "غير القانونية" في  المنطقة الاقتصادية الخاصة بقبرص في البحر المتوسط، إلا أن تركيا مازالت تؤكد أحقيتها في التنقيب عن الغاز في البحر المتوسط، ما يعتبر إثارة للتوترات مع  قبرص واليونان بشأن ملكية الموارد الطبيعية، وفي المنطقة ككل.

 

مصر

بالنسبة إلى مصر، كانت تصريحات وزير الخارجية المصري سامح شكري، الغاضبة أمس، والتي أعرب فيها عن بالغ استنكاره لتصريحات الرئيس التركي "أردوغان" يوم أمس الأربعاء، والتي تدخّل فيها بشكل سافر في شأن التشكيك في أسباب وفاة محمد مرسي، ما يشي بأن الخلافات المصرية التركية وصلت إلى العلن، وتجاوزت مرحلة التلاسن، حيث وقفت تركيا منذ بداية اندلاع الثورات العربية داعمة لها، وهو ما أغضب دولاً في المنطقة، لما يمثله ذلك من تدخل سافر في الشئون الداخلية وتهديداً لاستقرار وأمن المنطقة.

وأنقرة لم تكن ـ في أية لحظة ـ تخفي دعمها لـ"جماعة الإخوان" في مصر وعدائها للنظام الحالي، وبدا ذلك مع وصول الرئيس المعزول الراحل "محمد مرسي" إلى سدة الحكم، يونيو 2014، إلا أنه بعد الإطاحة بـ"مرسي" 30 يونيو 2013، وصفت أنقرة ما حدث في مصر بـ"الانقلاب"، كما أنها مازالت مستمرة في هجومها على القاهرة ومضايقتها في التنقيب على الغاز في البحر المتوسط، وبثها قنوات فضائية إخوانية الهوى، لا تزال تبث سمومها إلى اليوم.

 

"السعودية والإمارات"

 

اتسمت العلاقات التركية مع السعودية والإمارات بالتوتر، بداية من اختلاف الرؤى السياسية والاستراتيجية بين أنقرة من جهة والرياض وأبوظبي من جهة أخرى في الملفات العربية والإقليمية، ووصولاً إلى مقتل الصحفي السعودي "جمال خاشقجي" في القنصلية السعودية باسطنبول في أكتوبر 2018، واتهام "أنقرة" بتورط "الرياض" في عملية الاغتيال.

العلاقات بين البلدين في عهد الملك السعودي الراحل "عبدالله بن عبدالعزيز"، شهدت تباعداً نظراً للموقف التركي من الثورات العربية خاصة في مصر وتونس، ورغم انتعاش العلاقات بين البلدين بتولي الملك "سلمان بن عبدالعزيز" الحكم في 2015، إلا أن تأخر الموقف السعودي لدعم الحكومة التركية إبان انقلاب يوليو 2016 الفاشل، ألقى بظلاله على العلاقات من جديد وأصابها شيء من الجفاء، ولكن التطور الأكبر كان مع إعلان الدول الأربعة مقاطعة قطر وهي "السعودية والإمارات والبحرين ومصر"، ما دفع المملكة السعودية والإمارات إلى دعم الأكراد ـ بشكل غير معلن ـ في منطقة شرق سوريا، ما أثار غضب الأتراك.

ويعتبر محور "تركيا ـ طهران ـ الدوحة"، الذي أظهر الخلاف والعداء نحو الدول الأربعة، تشكل رداً على التوجهات الأمريكية في سوريا وسياستها ضد إيران وتركيا من جهة، وتوجهات الدول الأربعة المقاطعة لقطر والمعادية لـ"طهران" في ظل دعمها للحوثيين في اليمن ونظام بشار الأسد في سوريا من جهة أخرى.

"ليبيا"

في ليبيا، اتهم المتحدث باسم القوات المسلحة الليبية، اللواء أحمد المسماري، تركيا بدعم الإرهاب في بلاده، وأنها متورطة في معركة تحرير طرابلس بإرسالها للسلاح والعتاد للإرهابيين إلى ميناء مصراتة، وأنها تجرب أسلحتها في ليبيا، كما كشف فيديو يظهر ضباطاً أتراكا يدربون أفراداً لجماعات مسلحة في طرابلس.

"سوريا"

ظلت الإدارة السورية طوال السنوات الماضية تتهم تركيا بدعم الإرهاب عقب اندلاع احتجاجات ضد الرئيس السوري، بشار الأسد، وما أجج الخلاف بين دمشق وأنقرة، شروع تركيا في بناء جداراً عازلاً حول بعض قرى مدينة عفرين.

كما أشار وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، أمس الأول، في مؤتمر صحفي إلى وجود قوات تركية في "إدلب" تحمي جبهة النصرة والجماعات الإرهابية.