السبت 20 أبريل 2024 الموافق 11 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

المبادرات الدولية لحل أزمة السودان: توافق على الاستقرار.. واختلاف في الأيديولوجيات

الرئيس نيوز

لم تتوان القوى الإقليمية والدولية في تقديم الرؤى والمبادرات الرامية لتحقيق الاستقرار في السودان، فور تجمد المفاوضات السياسية بعد فض الإعتصام الذي تقوده قوى الحرية والتغيير المعروفة باسم "قحت"، أمام القيادة العامة للقوات المسلحة، والذي راح ضحيته عشرات القتلى وأوقع مئات الجرحى.

"المبادرة الإثيوبية وموقف الإتحاد الإفريقي والأوروبي"

علق الإتحاد الإفريقي عضوية السودان بعد قيام المجلس العسكري بفض الإعتصام بالقوة، دون الإشارة إلى أي من الطرفين، قاطعاً المهلة التي منحها للمجلس العسكري بتسليم السلطة للمدنيين، كما دعم الإتحاد الوساطة الإثيوبية التي يقودها رئيس الوزراء، آبي أحمد، بعد توجهه إلى السودان في 7 يونيو، وتعيينه السفير محمود درير، مبعوثاً للتنسيق بين الأطراف المتخاصمة، إلا أن تمسك قوى الحرية والتغيير بشروطها من أجل عودة المفاوضات وتأكيد "درير" على تثبيت ماتم الإتفاق عليه بين العسكري و"قحت" واتهامه بالإنحياز لقوى المعارضة، جعل الوساطة الإثيوبية مهددة بالفشل.

وشدد محمد الأصم، المتحدث باسم تجمع المهنيين السودانيين، أحد أكبر الكيانات الذي يقود قوى  الحرية والتغيير، في مؤتمر صحفي أمس الأول، على تمسكهم بشروطهم للعودة إلى طاولة المفاوضات قائلاً: "اشترطنا لاستئناف التفاوض مع المجلس العسكري ضرورة أن يعترف بمسؤوليته عن فض الاعتصام، وإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين فوراً، وإعادة خدمة الإنترنت، وتمكين الحريات العامة وحرية الصحافة".

كما أصدر الإتحاد الأوروبي بياناً عقب اجتماع وزراء خارجيته في لوكسمبورج، الإثنين الماضي، حمّل فيه المجلس العسكري مسؤولية الاعتداءات العنيفة التي جرت إثر فض الاعتصام، ودعا إلى ضرورة إجراء تحقيق مستقل وشفاف ومحاسبة المتورطين، كما أكد دعمه للإتحاد الإفريقي في ضرورة استئناف المفاوضات وضرورة تشكيل سلطة انتقالية بقيادة مدنية.

"الجامعة العربية"

بعد يومين من زيارة أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجماعة الدول العربية، صرح السفير حسام زكي، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، أمس الثلاثاء، أن الجامعة لاتنافس الإتحاد الإفريقي في الأزمة السودانية، مضيفاً أن رؤية الجامعة للخروج من الأزمة الراهنة هي الحوار .

وكان أحمد أبوالغيط قد أرسل وفداً رفيع المستوى لمتابعة آخر التطوارت قبل زيارته الأحد الماضي، التقى خلالها برئيس المجلس العسكري، الفريق أول ركن، عبدالفتاح البرهان، وقياديين من قوى الحرية والتغيير، وترحم على أرواح الشهداء الذين سقطوا نتيجة أعمال العنف، ودعا إلى استكمال التحقيق حول هذه الأحداث بهدف الكشف عن ملابساتها والمسؤولين عنها، وشدد على أن الحلول للخروج من الأزمة الحالية يجب أن تكون سودانية خالصة، مؤكداً أن الجامعة سيكون لها حضورمنتظم في الخرطوم لمتابعة مجمل هذه الإتصالات في المرحلة المقبلة مع كل الأطراف المعنية. 

"الولايات المتحدة الأمريكية "

أرسلت الولايات المتحدة الأمريكية السفير "دونالد بوث" مبعوثاً لها في السودان، نظراً لخبرته في الشأن الأفريقي وعمله كسفير للولايات المتحدة في ليبيريا وزامبيا وإثيوبيا، ومبعوثاً إلى السودان وجنوب السودان في وقت سابق.

"محور مصر- السعودية- الإمارات"

رغم رفض قوى المعارضة أي تدخل خارجي في الشأن السوداني، وترحيبها بالوساطة الإثيوبية، إلا أنه تم توجيه دعوة إلى مصر والسعودية والإمارات لدعم السودان في إجتماع "الترويكا" المقرر عقده في ٢١ يونيو الجاري، فضلاً عن قيام  رئيس المجلس العسكري عبدالفتاح البرهان، في أول زيارة رسمية له خارج السودان بالتوجه إلى القاهرة، التقى خلالها بالرئيس عبدالفتاح السيسي، ثم إلى الإمارات ثم إلى السعودية، للمشاركة في قمتي مكة المكرمة في مايو الماضي.

وقال المحلل السياسي السوداني الدكتور حامد التيجاني، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية بالقاهرة في تصريحات لموقع "الرئيس نيوز": "الأجندات جميعها تدعم إستقرار السودان والإنتقال الديموقراطي نحو الحكم المدني، ولكن الأساليب قد لا تحقق الإستقرار".

وأضاف التيجاني: أن إجتماع برلين لمجموعة "الترويكا" المقرر انعقاده في ٢١ يونيو الجاري، في ظل تحرك الإتحاد الإفريقي والمبادرة الإثيوبية، ه خطوة نحو حل الأزمة السودانية، وجميعها يدعم بعضها، مؤكداً أنه لكي يحدث إختراق بالنسبة للمبادرات، فمن الأفضل أن يكون طرح المبادرات في شكل شامل.

وتابع التيجاني: "السعودية والإمارات موقفهم متحد نحو السودان، بينما الموقف المصري لم يتدخل في الشأن السوداني، رغم أن الشعب السوداني يرغب في معرفة الموقف المصري، حيث أن العلاقات هي علاقات شعبوية ولابد أن يتم تعزيزيها بالتواجد والتعاون، وأن يكون الهدف الأكبر هو الإستقرار في السودان وفقاً لما يرتأيه الشعب السوداني عبر النظام الديموقراطي، وستكون مصر هي المستفيد الأكبر من هذا الإستقرار، بينما الإمارات والسعودية بعيدان عن السودان ولن تتأثرا".

وأكد التيجاني أنه "إذا قدمت المحاور مبادرات متناقضة وأجندات غير صالحة إقتصادياً وسياسياً وجيوبولوتيكاً، حتما ستضر بمستقبل وإستقرار السودان، بينما المفترض أن تكون جميع المبادرات في إطار واحد على أن يكون هدفها الأسمى هو إستقرار السودان والإنتقال الديموقراطي، وإبعاد عسكرة الدولة السودانية، وتحقيق الإستقرار الإقتصادي، وهو أمر مهم وإلا سيتعرض السودان لأزمات أخرى بعد الحل السياسي، مشدداً على ضرورة مراعاة الدول الدعامة للسودان تحقيق الإستقرار الإقتصادي وتنمية موارده حتى يستفيد الجميع في المستقبل داخلياً وخارجياً.