الثلاثاء 19 مارس 2024 الموافق 09 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

هل يدفع اجتماع "الترويكا" الأطراف السودانية إلى الحل؟

الرئيس نيوز

بعد أن تعثرت مفاوضات المجلس العسكري الإنتقالي في السودان و"قوى الحرية والتغيير" بفض إعتصام القيادة العامة في الثالث من يونيو الجاري، فشلت جميع المساعي حتى الآن لإعادة الأطراف المتخاصمة إلى طاولة الحوار، مما يسوق الأزمة نحو التدويل.

وصرح متحدث لجنة العلاقات الخارجية في تجمع المهنيين السودانيين، الرشيد سعيد، لراديو "دابانغا" بأن إجتماع "الترويكا" المقرر له ٢١ يونيو في برلين سيناقش نقل السلطة إلى حكومة مدنية، معرباً عن أمله في أن تدعم جميع الدول المشاركة نقل السلطة للمدنيين، ودعا إلى ربط المساعدات ورفع العقوبات بتسليم السلطة للمدنيين.

من جانبه، قال المحلل السياسي السوداني، الدكتور ياسر محجوب الحسين، في تصريحات خاصة لـموقع "الرئيس نيوز" حول إجتماع الترويكا إن أهميته تتبدى بالنظر إلى الإهتمام الدولي الغير مسبوق بالوضع في السودان، حيث أن الإجتماع يضم الإتحاد الإفريقي والأمم المتحدة والإتحاد الأوروبي والهيئة الحكومية الدولية للتنمية "إيجاد" والولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة والنرويج وفرنسا فيما يعرف باسم "مجموعة الترويكا"، وهو ما يعد تدويلاً للقضية السودانية بإمتياز، وفيه حشد كبير جداً لهذه الأطراف الدولية، بينما بالنسبة للوضع الداخلي فهذا يمثل مزيداً من التعقيد للمشكة السودانية باعتبار أن هذه اللأطراف قد لا تتفق على أجندة واحدة، لأن كل طرف له فهم وأجندة قد تختلف عن الطرف الآخر، ومن الصعب القول أنه سيكون هناك اتفاق حول الوضع في السودان، ومن الصعوبة توقع الوصول إلى تسوية أو حلول لهذا الوضع.

وأضاف الحسين: "لا أعتقد أن الإجتماع سيحرك المياه الراكدة بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير، بعكس ما قد يصب مزيداً من التعقيد على هذه العلاقة بين الطرفين، والناظر إلى تشكيل هذا الحشد الدولي يرى أن الإتحاد الأوروبي ينظر للسودان من باب مكافحة الهجرة إلى أوروبا والحد من عمليات اللجوء، والطرف الوحيد الذي يساعد على هذا الجانب العسكري، حيث أن قوات الدعم السريع لديها إتفاق سابق مع الإتحاد الأوروبي وتمويل لهذه القوات لمنع الهجرة، باعتبار أن السودان "بلد وسيط" يأتي إليه المهاجرون من مختلف الدول الإفريقية ومنه إلى ليبيا ثم إلى أوروبا عبر البحر المتوسط، موضحاً أن الإتحاد الأوروبي سيدخل هذا الإجتماع وفي باله دعم المجلس العسكري، لأنه الوحيد القادر على وقف الهجرة غير الشرعية ومكافحة الإتجار بالبشر.

وتابع الحسين أن "الولايات المتحدة ليس لها توجه واضح نحو طرفي المفاوضات، ولكنها تسعى إلى إستقرار السودان، مع الأخذ في الإعتبار الخلاف بين الجهات الأمنية والعسكرية الأمريكية متمثلة في البنتاجون ووكالة الأمن القومي ووكالة الإستخبارات المركزية ووزارة الخارجية التي تدعم قوى الحرية والتغيير  والحكومة المدنية، ويمكن النظر إلى دور الولايات المتحدة من خلال حلفائها الإقليميين "مصر والسعودية والإمارات"، ودورهم واضح في الوضع السوداني، حيث يمكن للولايات المتحدة من خلال حلفائها كبح لأي تدخل من قبل "قطر وتركيا"خاصة في ظل محاربة أمريكا لما يعرف بـ"الإسلام السياسي" الذي يمكن أن يجد دعماً من كلا الدولتين.

وختم الحسين حديثه أن الوساطة الإثيوبية مدعومة من الإتحاد الإفريقي، وفي ظل هذا الحشد الدولي، يبدو أن دور الإتحاد "ديكوري" أكثر منه فاعل في هذا الشأن، وسيتم دعم الوساطة الإثيوبية بالقدر الذي يشعر بأنها تحقق أجندته الخاصة، وهي مختلفة ومتعارضة، مشيراً إلى أن قوى الحرية والتغيير لاترفض التدخل الإقليمي أو الدولي، ولكنها في الوقت نفسه لديها تواصل مع الإمارات، وهي جزء من المحور الإقليمي "مصر السعودية والإمارات".

في المقابل، قال المحلل السياسي السوداني الدكتور حامد التيجاني، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية بالقاهرة لموقع "الرئيس نيوز": "إن إجتماع برلين من الممكن أن يحد من  التأثيرات الإقليمية التي تتدخل في الشأن السوداني، ويدفع نحو "الحل السوداني" بتسهيلات من المجتمع الدولي، خاصة في ظل القضايا الكبرى المتعلقة بالتحقيق في المجازر التي تمت، وهذا الإتجاه الذي سيدعمه المجتمع الدولي.

وأوضح التيجاني: "إذا خرج إجتماع "الترويكا" بدعوة الدول الإقليمية بعدم التدخل في الشأن السوداني وترك الشعب السوداني أن يحدد مصيره، ووقف الدعم العسكري للأطراف المخربة للعملية السياسية وفقاً لتفاهمات، فسيساهم ذلك في إستقرار السودان".

واعتبر التيجاني أنه لابد أن يخرج المؤتمر بمنع بيع الأسلحة للسودان وتحجيمه، حيث من الممكن اسخدامها في "التجييش والتملش"، فضلاً على إعادة هيكلة قوات الدعم السريع، مشيرا إلى أن الإتحاد الأوروبي قد أخطأ في مرحلة من المراحل بتمويل هذه القوات، ما أدى إلى أزمة حقيقية.