الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

المحللون السياسيون يجيبون: مبادرة "السراج".. هل تُخرج ليبيا من الفوضى الراهنة؟

الرئيس نيوز

بعد إعلان رئيس المجلس الرئاسي الليبي لحكومة الوفاق الوطني، فائز السراج، عن مبادرة للخروج من الأزمة الليبية الراهنة، اختلف الخبراء والمحللون حول هذه المبادرة بين مؤيد ومعارض في ظل المشهد السياسي الحالي.

المبادرة حملت في طياتها سبعة بنود، أهمها عقد ملتقى ليبي بالتنسيق مع البعثة الأممية، والاتفاق على خارطة طريق للمرحلة القادمة، وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية متزامنة قبل نهاية 2019، وتشكيل هيئة عليا للمصالحة الوطنية.. فهل أصبح تحقيق ذلك ممكناً إثر إنهيار "مؤتمر غدامس" بعد عشرة أيام من انطلاق المعارك الدائرة بين قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر والقوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني، في 4 أبريل الماضي ودخولها شهرها الثالث؟

قال المحلل السياسي الليبي، عبدالحكيم معتوق، في تصريحات خاصة لموقع "الرئيس نيوز": "السراج ترجم رغبة المبعوث الأممي، غسان سلامة إلى مبادرة،  وبلورها بالتنسيق مع القوى الفاعلة التي أشار إليها في المبادرة مثل مصراتة"، مؤكداً أنها "فكرة مكررة"، وأن المشكلة ليست في المبادرة وإنما تكمن في السراج نفسه بعد إثبات سوء نيته بعد إنطلاق عملية "طوفان الكرامة" التي ينفذها الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر لتحرير طرابلس من الإرهاب.

وأضاف معتوق: "السراج لم يراع مشاعر الليبيين، ولم يتطرق إلى المعاناة وأزمة إنتشار السلاح والجماعات المسلحة، ولم يشر إلى التفاهمات التي تم الإتفاق عليها مع "حفتر" وتحول إلى شخصية جدلية وأصبح غير مرغوب فيه"، موضحاً أنه تم فرضه بإرادة دولية التي أرادت "رجل عصابة" وليس بطلاً قوميا، فما يقوم به باطل وسيتم ملاحقته قضائياً بعد فترة.

وتساءل معتوق كيف لـ"السراج" أن يتحدث عن مبادرة بعد سقوط ضحايا وتكشف تحالفه مع الإسلاميين والجماعات المسلحة وتلقيه دعماً تركياً الذي كان في الحقيقة لـ"جماعة الإخوان"؟!

وأضاف: "السراج مازال يصر على أن يبقى واجهة ويشكل غطاء سياسي على خلفية إعتراف المجتمع الدولي به، وهذه هي الكارثة".

وطالب معتوق السراج أن يعتذر ويتنحى بدلاً من الإصرار على البقاء كواجهة سياسية "هشة" وغطاء لمجاميع مسلحة ومتفلتة وفقاً لتقارير الخبراء وتصريحات المبعوث الأممي، غسان سلامة بوجود فساد مالي وفوضى وتهريب وإنتهاك للحق الإنساني في ليبيا، قائلاً: "هذا ليس جبناً وإلا ماكانت رئيسة وزراء بريطانيا، تيريزا ماي، أقدمت على الاستقالة بعدما فشلت في إقناع البريطانيين بالبريكست".

واعتبر معتوق السراج ومن معه لم يعودوا سبيلاً إلى أي شكل من أشكال الوفاق، قائلاً له: "غادر ولاتبادر.. لم يعد لديك متسع، بغض النظر عن البلاء الذي حل في ليبيا من حرب وسقوط ضحايا وجلاء النازحين".

وشدد معتوق على أن السراج لايحافظ على العاصمة كما يدعي، ولكنه يكرس الإسلام السياسي والجماعات الإجرامية، ويواجه العملية السياسية بالمحافظة عليهم كما هم وعلى ما تم نهبه من أموال الليبيين وتنفيذ مشروع الدوحة- أنقرة لزعزعة الأمن القومي العربي.

في المقابل، قال المحلل السياسي الليبي، أحمد الفيتوري، في تصريحات خاصة لموقع "الرئيس نيوز"، إن أي مبادرة تقدم بشكل عام على مستوى الخصام الشخصي أو الإجتماعي أو السياسي فهي شيء طيب وممتاز، خاصة عندما تكون في حالة الحروب الأهلية.

وتابع الفيتوري: "المبادرة تعني أن شخصاً قدم شيئاً يمكن المناقشة حوله أو التحاور، حتى وإن كنا نرفضها فهي مبادرة، وما قدمه "السراج" بالأساس يعني أنه يتقدم في درب الحوار والسلم والمناقشة والتفاوض"، مؤكداً أنها خطوة مهمة وضرورية في المسألة الليبية، وعلى الآخرين أن يقدموا مبادراتهم.

وأضاف الفيتوري: "المبعوث الأممي إلى ليبيا، غسان سلامة، عقد مؤتمراً صحفياً قبل مبادرة "السراج" بيوم، وقال إن أي طرف لديه مبادرة أو خطة أو مشروع فعليه التقدم بذلك"، مشدداً على أن الحرب أولاً وأخيراً ليست مبادرة، وإنما دمار وقتل ومرفوضة منذ قديم الأزل وإلى الأبد، وأن المبادرة الحقيقية هي التي تجنح إلى السلم وإن دعا إليها الطرف الضعيف، وأنها خطوة يجب أن يتبعها خطوات.

وأكد الفيتوري: "نحن نحتاج إلى طرف ثالث لحل الإشكال بين الطرفين المتقاسمين اللذان يسيطران على الوضع في ليبيا"، داعياً جميع الأطراف إلى دعم المبادرة من حيث المبدأ، كما دعا الطرف الآخر أو الرافض لمبادرة "السراج" أن يقدم مبادرته، مؤكداً أنه لم يعرف في التاريخ أن حرباً حلّت الإشكاليات.

يشار إلى أن الجيش الوطني الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر أطلق عملية "طوفان الكرامة"، في الرابع من أبريل الماضي، لتطهير طرابلس من الإرهاب، ومازالت المعارك مستمرة حتى اللحظة ضد القوات الموالية لحكومة الوفاق على تخوم طرابلس.