الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

خبير سوداني: تعليق العصيان تكتيكي و"العسكري" بلا حول ولا قوة

الرئيس نيوز


قال المحلل السياسي السوداني الدكتور حامد التيجاني، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأميركية في القاهرة في تصريحات لموقع "الرئيس نيوز": "العصيان المدني هو إحدى أدوات الضغط للوصول إلى الحل، فكان من المهم التراجع ثم التقدم، حيث أن تعليق العصيان الذي تم استجابة لطلب الوسيط الاثيوبي، حتى يحدث تقدم في محاور القضايا الرئيسية المتعلقة بالعدالة وتسليم السلطة وتحقيق دولي في طريقه إلى السودان وعدم عسكرة الدولة مرة أخرى، فاذا حدث بها تقدم سيكون قد حقق العصيان أهدافه، ولكن اذا لم يحدث أي تقدم سيعود العصيان مرة أخرى"، لافتاَ إلى أن الموضوع تكتيكي وضروري حيث أن عملية الشد والجذب ضرورية لأنه يمكن أن يستمر الاعتصام والعصيان إلى الأبد.

وتابع تيجاني: "مازال العصيان وسيلة مؤثرة للضغط في عملية التفاوض، حيث أنه شل حركة الدولة وتوقف الانتاج وارادة الدولة، سلب من الحاكم القوة المتمثلة في تمرد موظفي الدولة وإضراب القطاعات الحكومية، كان بمثابة أن المجلس العسكري الانتقالي في السودان أصبح بلا حول ولا قوة، ولا يمثل أي إرادة سياسية، وهو ما دفعهم إلى تقديم تنازلات والآن يبحثون عن حماية أنفسهم من أي ملاحقات دولية".

وحول هجوم قوى تجمع الثوار المعروف بـ"وتر" على طرفي التفاوض بأن الثورة سرقت بسبب التعنت في عملية التفاوض، قال تيجاني: "من حق القوى الأخرى أن يكون لها رأي مختلف عما يجري، في ظل ارتكاب قوى الحرية والتغيير بعض الأخطاء، لكنه تصعيد آخر وانشقاق في المعارضة ولا يخدم قضية التحول في السودان، كما أنه من المبكر جداً اتهام البعض بالأخطاء"، مشيراً إلى أنه قد تكون الأخطاء موجودة ولكنها نتيجة أخطاء في بعض التقديرات السياسية، حيث أن المواقف فيها ميول ولكن لا حاجة لسلك طريق ثالث إلا بعد اتضاح ما سيتم التوصل إليه بين قوى التغيير والمجلس العسكري.

وأوضح تيجاني: "الأهم في مسألة السودان، هو القضايا المتعلقة بالعدالة وخصوصاً بعد ارتكاب الكثير من المجازر البشرية لفترات طويلة والناس دائماً تتجاوز، مع تكريم الضحايا بإبعاد المتورطين من الحياة السياسية ولا يتولى أي منهم منصباً في الحكومة الانتقالية"، موضحاً أنه لا يوجد رفض بأن يكون هناك تمثيل للعسكريين أو الأمنيين في الحياة السياسية ولكن بشكل رمزي حتى يمكنهم القيام بوظائفهم في الحماية والأمن دون السيطرة على المشهد السياسي".

وأضاف تيجاني: "يوجد في السودان ميلشيات وهي الأخطر على مستقبل الحياة السياسية في السودان وعلى دول الجوار ولابد من تصحيح أوضاعهم من الآن وسحبهم من المدن وارجاعهم إلى ثكناتهم وابعادهم من العملية السياسية، خاصة الآن بعدما تيقن حمديتي ومؤيدوه من أن عمرهم السياسي في السودان قد انتهى".