الأربعاء 08 مايو 2024 الموافق 29 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

"الشعراوي" على الساحة مجددا بتصريح "السجدة".. وخالد منتصر: كان حدثا خطيرا

الرئيس نيوز

خالد منتصر: كلامه يتنافى مع العدل الإلهي ومفهوم المواطنة.. وأحمد كريمة: إثارة القضية خوض في سيرة العلماء

بنفس الطريقة التي يستدعي بها كثيرون بإعجاب آراء الشيخ محمد متولي الشعراوي في قضايا دينية ودنيوية بمناسبة ودون مناسبة، فإن كثيرين أيضا يستدعون آراء أخرى للرجل في حملات نقدية من آن لآخر.

لكن القضية التي أثيرت مؤخرا في ذكرى نكسة 5 يونيو 1967، كانت بفضل تصريح قاله "الشعراوي" منذ سنوات، وهو ما تجدد بعد "بوست" على موقع "فيسبوك" تطرق للقضية، ما بين مدافع ومهاجم.

قصة التصريح الذي قال فيه "الشعراوي" إنه سجد عندما علم بالنكسة، تعود إلى عام 1988، مع الإعلامي طارق حبيب في برنامجه "من الألف إلى الياء" على التليفزيون المصري.

وكان "حبيب" يستفسر من "الشعراوي" عن ذكرياته مع عدة أحداث، فسأله عن أين كان وماذا فعل يوم 5 يونيو 1967؟ فرد الشيخ: "كنت في الجزائر رئيسًا للبعثة الأزهرية في الجزائر".

وردا على سؤاله عن يوم 6 أكتوبر سنة 73؟ أجاب "الشعراوي": "كنت في السعودية، وفي مكة المكرمة". ثم أخذ يروي: "لكن من العجيب أني استقبلت الحدثين معا استقبالا واحدا.. هذا الاستقبال أنني انفعلت فسجدت حينما علمت بالنكسة، وحينما علمت بانتصارنا سجدت أيضا".

ثم بيّن موقفه فيقول: "ولكن هناك فارقا بين دوافع السجدتين، أما دوافع السجدة الأولي فقد نُقدت ممن حضرها وأولهم ولدي.. كيف تسجد لله وهذا علامة الشكر من نكسة أصابتنا؟! قلت يا بني لن يتسع ظنك إلى ما بيني وبين ربي، لأنني فرحت أننا لم ننتصر، ونحن في أحضان الشيوعية، لأننا لو نصرنا ونحن في أحضان الشيوعية لأُصبنا بفتنة في ديننا، فربنا نزهنا".

الرفض الواضح من الداعية الشهير لمعسكر السوفييت لم يتجل في هذا الموقف فقط، إذ أنه ذكر في ذات الحلقة أنه أثنى على قرار الرئيس أنور السادات بطرد الخبراء العسكريين السوفييت قبل حرب أكتوبر، مضيفًا أن هذا القرار كان أحد أسباب قبوله وزارة الأوقاف وشئون الأزهر في حكومة ممدوح سالم سنة 1976.

آراء الشيخ الجدلية تناولت تفاصيل أخرى في حرب أكتوبر، فبحسب نفس لقائه مع طارق حبيب، فإنه فرح لأن الحرب "استهلت بشعار الله أكبر"، قائلا: "ولما بلغني أن الانتصار في شعار الله أكبر سجدت لله شكرا. وذكرتني بنصرنا في يوم بدر".

واستدرك الشعراوي: "لكن الذي ساءني ثالث يوم، لأنني قرأت في الأهرام ما كتبه ناس لا يرضون أننا انتصرنا بشعار الله أكبر، فقالوا إن هذا النصر حضاري وسيبكم من الخرافات دي، فجاءت فتحة (ثغرة) الدفرسوار"، قبل أن يضيف بثقة: "والله لو أنهم ثبتوا عليها ولم يردوا فضل الله في شعار الله أكبر لما انتهينا إلا في تل أبيب".

الدكتور خالد منتصر،الكاتب والمفكر، يقر بقيمة الشيخ الشعراوي في منطقة التفسير البلاغي للقرآن، قائلا إن "له مكانة لا نناقشه فيها"، قبل أن يستدرك: "لكن في منطقة الفقه والفتوى فلنا مناقشات ومراجعات وانتقادات".

ويصف الأستاذ بجامعة قناة السويس لـ"الرئيس نيوز" تصريح "الشعراوي" حول النكسة بـ"الخطير"، موضحًا أنه "انتفاء مفهوم الوطن والمواطن والمواطنة لتنتصر مفاهيم الأممية الإسلامية وفسطاط الإيمان والخلافة ..إلخ".

وتساءل: "كيف يسجد الشيخ الشعراوي شكراً لله وهناك الآلاف ممن استشهدوا وماتوا في صحراء سيناء ومنهم من كان مصلياً ومؤمناً وموحداً وفقيراً ومحباً لبلده، كيف يفرح لموت هؤلاء؟".

ويرى "منتصر" أن الحجة التي قدمها وزير الأوقاف الأسبق واهية ومبرره "ضعيف وساذج"، ثم شرح: "استخدام السلاح السوفيتي ليس خطيئة، ولا يوجد سلاح كافر وسلاح مؤمن".

وأردف: "نحن لم ننتصر في أكتوبر بسيوف غزوة بدر، وإنما انتصرنا بنفس السلاح السوفيتي"، ثم تساءل مرة أخرى: "وهل لو كان السلاح أمريكياً هل كان سيسجد نفس السجدة؟!

وواصل: "هذا الفكر الذي يعتمد ويتبنى مفهوم العقاب الإلهي للمصريين على استخدامهم السلاح الروسي هو مفهوم بنزع صفة العدل عن الله جل جلاله، وحاشا لله".

ثم أجمل: "الهزيمة ببساطة حدثت لأسباب موضوعية وسوء تخطيط وضعف إعداد، وعندما حدّثنا الجيش وتم تجنيد المؤهلات العليا وخططنا جيداً كسبنا وانتصرنا وعبرنا في أكتوبر".

في المقابل، رفض الدكتور أحمد ترك، مدير عام مراكز التدريب بوزارة الأوقاف، التعليق على الأمر، وهو نفس موقف الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، والذي اعتبر أنه "لا يصح أن نخوض في سيرة عالم لا يملك الدفاع عن نفسه".