الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

التوترات مع إيران تلفت الانتباه إلى علاقات الإخوان بطهران

الرئيس نيوز

صدرت تلميحات حول أي جانب من المرجح أن تنحاز إليه جماعة الإخوان الإرهابية من قبل الإخواني أسامة رشدي في مايو الماضي عبر إحدى قنوات الإخوان التي تبث إرسالها من تركيا، فقرار الجماعة من السهل التنبؤ به.

وقال الصحفي حسن عبد الظاهر في مقال نشرته صحيفة "آراب ويكلي" اللندنية، إن صمت الإخوان إزاء المواجهة الإيرانية-الأمريكية قد لفت الانتباه إلى العلاقات بين طهران والإخوان.

في نفس الوقت لفت محللون إلى أن جماعة الإخوان، امتنعت عن إدانة التهديد الذي تمثله إيران ووكلائها للأمن الإقليمي لأسباب قوية، بما في ذلك العلاقات الوثيقة التي حافظت عليها رغم الخلافات الطائفية والإيديولوجية الواضحة مع إيران ذات الأغلبية الشيعية.

وقال إبراهيم ربيع، عضو سابق في جماعة الإخوان للصحيفة اللندنية: "هذه العلاقات قديمة جدًا وتشترك إيران والإخوان في أشياء كثيرة".

وتدعم كل من إيران و الإخوان نظام حكم يقوم على أساس سياسي سلطوية ويتسم الطاعة العمياء للزعيم الأعلى، وهو ما اصطلح على تسميته نظام "الولي الفقيه"، ولكل منهما مرشد.

قبل أن يصبح معروفًا لوسائل الإعلام العالمية، قام روح الله آية الله الخميني بزيارة مكتب جماعة الإخوان في القاهرة في عام 1938، أي بعد حوالي ثماني سنوات من ظهور الإخوان خلف غطاء "مؤسسة خيرية تعليمية". وفي مكتب القاهرة، التقى الخميني مؤسس جماعة الإخوان حسن البنا وقادة آخرين في التنظيم وأوضحوا له أهدافهم.

بعد عقود، استقبل عشرات الآلاف من الإيرانيين الخميني كزعيم للثورة الإسلامية في إيران.

أما في القاهرة، تمتع الإخوان بحرية كبيرة، مثل الحركات الإسلامية الأخرى، حيث لعب الرئيس أنور السادات دورًا في استدعاء  الإسلاميين ضد اليساريين على المسرح السياسي، وهي لعبة دفع ثمنها غالياً عندما اغتاله إسلاميون في 6 أكتوبر عام 1981.

بعد الثورة الإسلامية في إيران، قامت عدة وفود من جماعة الإخوان بزيارة طهران، بما في ذلك مرة واحدة على الأقل بناءً على أوامر عمر التلمساني، مرشد الإخوان في الفترة من 1973 إلى 1986. وترأس وفد الإخوان في هذه الزيارة يوسف ندا، رجل الأعمال وأمين خزائن الإخوان ووزير ماليتهم. واقترح ندا إنشاء فرع لجماعة الإخوان في طهران، وهو اقتراح وافق عليه الخميني على الفور.

عندما اندلعت ثورة 25 يناير في 2011 في مصر، ألقى المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي خطاباً باللغة العربية دعا فيه المصريون إلى استخلاص الدروس من الثورة الإيرانية.

في أغسطس 2013، أصبح محمد مرسي، أحد قادة الإخوان لفترة طويلة، أول رئيس يزور طهران منذ سقوط الشاه محمد رضا بهلوي في عام 1979. ورد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بعد ستة أشهر بزيارة القاهرة. وشملت رحلته جولة في مسجد الأزهر، مركز التعلم الإسلامي السني، حيث رفع علامة النصر.

وقال عبد الستار المليجي، المتخصص في الحركات الإسلامية لـ"آراب ويكلي": "باستثناء العلاقات التاريخية بين إيران والإخوان، فإن وصول الإخوان إلى السلطة في مصر أعطى الولي الفقيه فرصة كان يحلم بها لسنوات، فقد كانت جماعة الإخوان بالنسبة لإيران فرصة لا غنى عنها لتوسيع نفوذها إلى مصر، في حين أن الإخوان نظروا إلى إيران باعتبارها قدوة."

تم توضيح تعاون الإخوان مع طهران من قبل مسؤول مخابرات عسكري مصري متقاعد في مارس 2015 عندما كشف أن مرسي يخطط لإنشاء قوة تشبه فيلق الحرس الثوري الإسلامي في مصر.

وقال تامر الشهاوي، عضو مجلس النواب لـ"آراب ويكلي" إن ضباط فيلق الحرس الثوري الإسلامي قاموا بزيارة مصر عدة مرات في النصف الأول من عام 2013 لدراسة موضوع تدريب ميليشيات إخوانية والمساعدة في تشكيل قوة مرسي.

في يناير 2016، قال قاضٍ يرأس لجنة تم تشكيلها لإدارة أصول جماعة الإخوان التي تم حلها، إن إيران وعدت مرسي بإيداع 10 مليارات دولار في البنك المركزي  وتزويد مصر بالمنتجات البترولية. وقال مراقبون إن تحليل العلاقات بين إيران والإخوان  أمر مهم لأن المواجهة بين إيران والدول العربية تزداد حدة على خلفية التدخل الإيراني في الشؤون الإقليمية.

ولفت المليجي إلى أن "الإخوان لها فروع في كل مكان في العالم العربي تقريبًا ومناقشة هذه العلاقات أصبحت مهمة الآن". ولعل العلاقات الوثيقة بين الطرفين هي السبب في معارضة إيران لخطط إدارة ترامب لإدراج الإخوان على قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية في الولايات المتحدة.