الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

"عندما تعد مصر تفي".. موقع أمريكي يسلط الضوء على علاقات مصر مع "الخليج"

الرئيس نيوز

منذ اللحظة الأولى لاندلاع التوترات وحتى قبل الأعمال التخريبية التي طالت أربع سفن قبالة السواحل الإماراتية في 12 مايو الماضي، أعربت مصر عن قلقها إزاء التهديدات الإيرانية المتزايدة في المنطقة، خشية أن تؤثر على الملاحة في البحر الأحمر وقناة السويس.

وقال موقع "المونيتور" الأمريكي" إن الهجمات على أربع سفن قبالة ميناء الفجيرة الإماراتي ومحطتين لضخ النفط في المملكة العربية السعودية أثارت العديد من الأسئلة حول تهديدات إيران للمنطقة، الأمر الذي قد يلقي بظلاله على الملاحة المصرية في البحر الأحمر و قناة السويس. في هذه الأثناء، كانت هذه التطورات الإقليمية محور اجتماعات الرئيس عبد الفتاح السيسي الأخيرة مع القادة العرب.

في 12 مايو، التقى الرئيس السيسي ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة لمناقشة سبل إعطاء دفعة إضافية للعمل العربي المشترك، لا سيما في ضوء التحديات التي تواجه المنطقة في الوقت الحالي. كما تناول اللقاء مواجهة أي محاولة للتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية.

في نفس اليوم، أصيبت أربع سفن تجارية، بما في ذلك ناقلتان سعوديتان، بأضرار في هجوم تخريبي دون وقوع إصابات. وقالت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي بدولة الإمارات العربية المتحدة إن الهجوم وقع بالقرب من مياهها الإقليمية قبالة إمارة الفجيرة. حتى الآن، لم تحدد دولة الإمارات العربية المتحدة من المسؤول عن الهجوم.

في 14 مايو، شن متشددون من جماعة الحوثي المتمردة المدعومة من إيران هجمات بطائرات بدون طيار على محطتين لضخ النفط تابعتين لشركة أرامكو السعودية، مما زاد من حدة التوتر في المنطقة. وأعلن الناطق باسم الحوثي اليمني محمد عبد السلام مسؤولية الحوثيين عن الهجوم، في رد سريع، أدانت وزارة الخارجية المصرية بشدة هذا الهجوم، مؤكدة تضامن مصر مع الحكومة والشعب في المملكة العربية السعودية في مواجهة جميع محاولات تقويض أمن واستقرار المملكة.

وبعد يوم واحد، التقى السيسي ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لمناقشة آخر التطورات في المنطقة. ووفقًا للمتحدث باسم الرئاسة السفير بسام راضي، أعرب الرئيس السيسي عن تضامن مصر الكامل مع الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، مؤكدًا أن "أمن منطقة الخليج جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري".

حلول للأزمات المختلفة في المنطقة.

ولا شك أن إعاقة حركة السفن - سواء بإغلاق مضيق باب المندب من جانب الحوثيين المتحاذين لإيران أو إغلاق مضيق هرمز - سيؤدي بالتأكيد إلى ضرب الملاحة المصرية وبالتالي اقتصادها. وقال المحلل السياسي المستقل عمار علي حسن لـ "المونيتور" إن مصر تدرك تمامًا هذا السيناريو وتتبنى نهجًا دبلوماسيًا وخطًا واضحًا في التعامل مع إيران ".

وتابع: "إن المجتمع الدولي لن يقف مكتوف الأيدي إذا أقدمت إيران على المساس بأي من هذين المضيقين الحيويين لأنهما يمثلان أهم ممر للنفط والغاز الطبيعي في العالم وأهم طرق الشحن البحري. فالسفن التي تعبر البحر الأحمر وقناة السويس تذهب إلى أوروبا أو الولايات المتحدة. لذلك، تعرف مصر أن إيران ستفكر مرتين قبل اتخاذ أي قرار يتعلق بهذين المضيقين".

مضيق هرمز هو ممر مائي بين خليج عمان والخليج، في حين تقع إيران على الساحل الشمالي للمضيق، تقع الإمارات على ساحله الجنوبي. إنه الممر الرئيسي لنقل النفط والغاز من الشرق الأوسط إلى الولايات المتحدة وأوروبا وآسيا.

أما بالنسبة لمضيق باب المندب، فإنه يفصل شبه الجزيرة العربية عن القرن الأفريقي. ويقع بين اليمن وإريتريا وجيبوتي، وهو أيضًا طريق ملاحي حيوي.

وفي حين يتصاعد التوتر الإيراني الأمريكي، تتشارك مصر ودول الخليج في رؤية مشتركة وتبني نفس الإستراتيجية في التعامل مع إيران، بهدف الحفاظ على المصالح العربية المشتركة. ولفت عمار علي حسن إلى أن التهديدات الإيرانية ليست هي السبب الوحيد لتعزيز العلاقات مع الخليج. علينا أن نتذكر معاهدة التعاون الاقتصادي والدفاع العربي المشترك التي تربط مصر والدول العربية. أيضا، هناك أعداد كبيرة من المصريين يعملون في دول الخليج. ومن هنا تحرص مصر على توطيد العلاقات مع الدول الشقيقة.

في عام 2017، افتتح السيسي أسطولًا في البحر الأحمر بهدف رئيسي هو تشديد السيطرة على المدخل الجنوبي. الأسطول الجنوبي مجهز بقاذفات صواريخ ووحدات بحرية خاصة.

وقال أحمد العوضي، عضو لجنة الدفاع والأمن الوطني بمجلس النواب للمونيتور: "الهجمات الإيرانية الأخيرة في المنطقة تدق أجراس الإنذار التي تدخلنا في مرحلة حساسة للغاية". وشدد العوضي على أن هذه الهجمات لا تستهدف المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة فحسب، بل المنطقة بأسرها. "لذلك، ينبغي على الكيانات الأمنية في المنطقة أن تجمع بين الجهود لمواجهة أي هجمات متوقعة".