الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

شهادة أحد مُحققي النكسة: عبد الناصر اختلف مع قائد الطيران حول صاحب "الضربة الأولى"

الرئيس نيوز


 

لجنة ثلاثية استمعت لشهادات 400 ضابط.. والاطلاع على محاضر اجتماعات القادة في 3 يونيو

بعد وقوع النكسة العام 1967 في 5 يونيو قبل 52 سنة، شكّل الرئيس الراحل جمال عبد الناصر لجنة تحقيق داخلية في القوات المسلحة لتقصي أسباب الهزيمة.

اللجنة تشكلت من ثلاثة قادة بالجيش، برئاسة اللواء حسن مطاوع من هيئة البحوث التابعة للقوات المسلحة، وعضوية اللواء خضير الدمراوي رئيس هيئة عملية الدفاع الجوي واللواء مصطفى الحناوي، الذي أصبح قائداً للقوات الجوية بعد النكسة.

حققت اللجنة مع 400 ضابط، من مختلف الأسلحة بالقوات المسلحة، كما أُتيح لها الاطلاع على محاضر الاجتماعات بين عبد الناصر وقادة الجيش قبيل الحرب، وخرجت بتقرير مطول رفعت ملخصاً منه إلى رئيس الجمهورية.

وفي شهادته، يكشف عضو اللجنة، اللواء مصطفى الحناوي، في حوار منشور في كتاب "عبد الناصر والسادات.. عواصف الحرب والسلام"، كواليس التحقيقات ونتائج التقرير النهائي.

يقول "الحناوي" بداية إنه تلقى اتصالاً من قيادة الجيش بأن الفريق أول محمد فوزي – وزير الحربية عقب النكسة - يريده، فظن أنه سيلقى القبض عليه، على غرار ما حدث مع الكثير مع الضباط آنذاك على خلفية الأحداث، لكنه تفاجأ باختياره محققا في أسباب الهزيمة.

منحت قيادة الجيش اللجنة الإذن في الاطلاع على محاضر الاجتماعات والمراسلات بين الرئيس عبد الناصر وقادة القوات المسلحة، وهي وثائق تكشف مناقشات الساعات الأخيرة قبل الضربة الإسرائيلية.

يقول "الحناوي": "اجتمع الرئيس عبد الناصر مع قادة القوات المسلحة يوم 3 يونيو 1967، واستمع إلى تقاريرهم ودرجة الاستعداد لديهم".

ويضيف، في إشارة إلى أن القائد الأعلى كان يتوقع ميعاد الحرب: "قال لهم عبد الناصر بالتحديد: إن يوم 5 أو 6 يونيو هو موعد الهجوم الإسرائيلي علينا".

كان "عبد الناصر" يسأل ضباطه عن مدى استعدادهم للمعركة، يكمل "الحناوي": "قال الفريق عزت سليمان قائد القوات البحرية: لا أستطيع تنفيذ كل المهام لأن قواتي ليست قادرة عليها بدرجة كافية لأن جزءًا كبيرا منها يعاد إسلاحه".

ماذا عن القوات الجوية التي تلقت الضربة الأولى الصعبة؟ يواصل اللواء في شهادته: "الفريق صدقي محمود قائد القوات الجوية وقتها قال: أوافق على الحرب بشرط أن نبدأ الضربة الجوية الأولى، فقال له الرئيس عبد الناصر: يا صدقي، هل تفضل أن نبدأ الضربة الأولى ونحارب إسرائيل وأمريكا أم نتلقى الضربة الأولى ونحارب إسرائيل فقط، فرد عليه صدقي بالإنجليزية إن هذا سوف يدمرنا".

بعد جلسات التحقيق والاطلاع على المحاضر، انتهت اللجنة الثلاثية إلى تقرير نهائي حددت فيه ما رأته أسبابا للنكسة، أولها أن الطائرات التي ضربت في مطارات أبو صير وأنشاص وكبريت لم تكن متأهبة لأي معركة: "كأنها في يوم عادي أو نزهة".

وبحسب "الحناوي"، فإن تقرير اللجنة اتهم قادة القوات المسلحة، وعلى رأسهم عبد الحكيم عامر وعبد الناصر شخصياً، بارتكاب أخطاء فادحة سواء برية أو جوية.

وذكر التقرير أن "القوات التي جاءت من اليمن ما كان يجب أن تأتي إلى التشكيلات مباشرة"، وقالت اللجنة صراحة إن قرار سحب القوات الدولية "جانبه التوفيق"، كما رفضت مشهد الانسحاب.

ويختم اللواء الحناوي: "تاريخ بدء الحرب خطأ فادح، فهل يعقل أن جنود الاحتياط الذين تم استدعاؤهم في 15 مايو ذهبوا إلى العريش بالجلاليب دون خطة تدريب أو تشكيل".