الأربعاء 24 أبريل 2024 الموافق 15 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
فن ومنوعات

"واشنطن بوست": السياسة تتحكم في تحديد أعياد المسلمين

الرئيس نيوز

قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن بعض المسلمين في الشرق الأوسط بدأوا اليوم الثلاثاء الاحتفال بعيد الفطر، وهو أحد أهم أعياد المسلمين البالغ عددهم 1.5 مليار مسلم في العالم، وسط تشوش حول بدء عطلة العيد التي تدوم ثلاثة أيام، وقد غذت هذا التشوش الخلافات السياسية وساهمت في انتشاره هذا العام، وسط انشقاقات ربما أيضًا داخل نفس البلد، لأن بداية العيد تعتمد تقليديًا على رؤية هلال شهر شوال إيذانًا بانتهاء أيام شهر رمضان المعظم، وتختلف الرؤية الشرعية في بعض الأحيان عن الحسابات الفلكية كما تختلف حسب الموقع الجغرافي.

كما هو الحال مع كل شيء آخر في الشرق الأوسط، غالبًا ما تلعب السياسة دورًا مع البلدان التي اتبعت تقليديًا المملكة العربية السعودية هذا العام، بما في ذلك فلسطين والأردن.

وأعلنت السعودية، الدولة الإسلامية السنية الكبرى، وكذلك الكويت وقطر والإمارات العربية المتحدة، أن اليوم الثلاثاء هو أول أيام العيد، في حين ذكرت مصر وسوريا والأردن والأراضي الفلسطينية وغيرها أن هلال شوال لم يكن مرئيًا في جميع أنحاء البلاد. ولن تبدأ عطلة العيد إلا بحلول غدًا الأربعاء.

وفي غزة، سمعت تكبيرات العيد بالمساجد مساء أمس الاثنين، بعد فترة وجيزة من إعلان السعودية نهاية شهر رمضان المبارك، إلا أن مفتي فلسطين أعلن لاحقًا في القدس إن رؤية الهلال لم تكن ممكنة، وبالتالي تم تمديد شهر رمضان ليوم آخر، فاعتذر إمام في مسجد الخالدي على شاطئ مدينة غزة وقال للمصلين: "لا يمكننا إلا اتباع تعليمات مفتينا"، وطلب منهم البقاء في المسجد لصلاة التراويح الأخيرة من شهر رمضان.

لم يكن واضحًا لماذا لم تتبع غزة السعودية، كما تفعل عادةً. لكن التغيير الذي أحدثه قرار المفتي فجر موجة من النكات والانتقادات على وسائل التواصل الاجتماعي. وحثت بعض المنشورات المسلمين على الاستيقاظ في الصباح وتناول الطعام، متظاهرين بأنهم لا يعرفون أن قرار المفتي بشأن العيد قد تغير!

حدث خطأ مشابه في ليبيا، حيث قالت السلطات الدينية في العاصمة طرابلس، مقر الحكومة المدعومة من الأمم المتحدة، في البداية قيل إن العيد يبدأ يوم الأربعاء، لتعكس الحكومة اتجاهها وتقول إنه يبدأ يوم الثلاثاء.

في الأردن، أعلن مساء الاثنين أن اليوم الثلاثاء هو آخر أيام شهر رمضان، وأن يوم الأربعاء سيكون أول أيام، العيد ما أثار النكات على وسائل التواصل الاجتماعي، بما في ذلك منشورات ساخرة قالت إن الأردن أصبح الآن "رسميًا" ويمكنه اتخاذ قراراته الخاصة.

وقال فريد أبو ضاهر، الخبير في الحركات الإسلامية وأستاذ بجامعة النجاح الوطنية في نابلس، لـ"واشنطن بوست" إن هناك تكهنات بأن غزة والأردن والسلطة الفلسطينية انفصلت عن السعودية لأسباب سياسية، بسبب الدعم السعودي الضمني لخطة الرئيس دونالد ترامب للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين، ما يسمى "صفقة القرن".

وتابع أبو ضاهر: "إن عدم الاتفاق على موعد موحد للاحتفال بالعيد ساهم في زيادة حدة الانقسامات بين المسلمين، فلو كان المجتمع المسلم قد وافق على الحسابات الفلكية لكان ذلك بمثابة علامة إيجابية لإيجاد أرضية مشتركة في العالم العربي."

عادةً ما يكون هذا الوقت مناسب للعائلة وللاحتفالات، ويأتي العيد هذا العام وسط الحرب والاضطرابات في أكثر من دولة واحدة، وهذا يترجم إلى مزيد من الارتباك في العيد. ففي السودان، تحدى عدد من النشطاء قرار الحكومة بشأن بدء العيد. في الليل ، أعلنت وكالة "سونا" الرسمية التي تديرها الدولة أن البلاد ستحتفل باليوم الأول من العيد يوم الأربعاء، لكن تجمع المهنيين السودانيين، الذي قاد الاحتجاجات على مدار عدة اشهر قبل الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير، أعلن يوم الثلاثاء أول أيام العيد، وفقًا لعلماء الفلك في جامعة الخرطوم - على ما يبدو في تحدٍ للمجلس العسكري.

وقال محمد يوسف المصطفى، المتحدث باسم تجمع المهنيين إن المجلس العسكري الانتقالي في البلاد وراء الإعلان عن يوم الثلاثاء متممًا لشهر رمضان في محاولة لإبقاء الناس في منازلهم بعد "مذبحة" يوم الاثنين.

في اليمن، أعلنت الحكومة المعترف بها دولياً أن يوم الثلاثاء هو أول أيام العيد، بينما أعلن المتمردون "الحوثيون" الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء، أن العيد يبدأ يوم الأربعاء. كانت هذه المرة الأولى في تاريخ اليمن الحديث التي ينقسم فيها شعبها فيما يتعلق بيوم الاحتفال بالعيد.

في أفغانستان، أعلن رجال الدين الشيعة أن رؤية الهلال قد تعذرت، لذا لن يبدأ شهر رمضان حتى يوم الأربعاء. ومع ذلك يحتفل السنة بالعيد الثلاثاء. وقالت حركة طالبان المتشددة إنه لن يكون هناك وقف لإطلاق النار كما كان في السنوات السابقة بينما القوات الأمريكية وقوات حلف شمال الأطلسي لا تزال في أفغانستان.

وعادة ما تحتفل باكستان، التي تقطنها أغلبية سنية، بعد يوم من معظم العالم الإسلامي. وتنقسم باكستان أيضًا داخل البلاد على طول خطوط جغرافية، حيث يحتفل سكان إقليم خيبر بختونخوا، على الحدود مع أفغانستان وتهيمن عليه قبائل البشتون العرقية، يوم الثلاثاء. يبدو أن الهلال الجديد شوهد في شمال وزيرستان، بينما سيحتفل بقية باكستان يوم الأربعاء.

في لبنان والعراق، بدأ السنة الاحتفال يوم الثلاثاء بينما يحتفل الشيعة يوم الأربعاء. وتستمر العطلة عادةً من يوم إلى ثلاثة أيام وينتظرها المسلمون بفارغ الصبر بعد شهر الصوم. وتغلق معظم الشركات أبوابها خلال العيد، حيث تتم زيارة الأقارب ويستمتعون بوجباتهم الغذائية خلال النهار في غرة شهر شوال. وتقام صلاة العيد بالساحات العامة وفي المساجد بعد شروق الشمس مباشرة، وغالباً ما يتم منح الأطفال هدايا خاصة بمناسبة العيد.

احتفلت البلدان في جميع أنحاء إفريقيا أيضًا بعيد الفطر، حيث تبادل القادة والدبلوماسيون من النيجر إلى الصومال إلى بوروندي أطيب التمنيات والدعاء من أجل السلام في المناطق المهددة بالتطرف.

وقال رئيس النيجر محمد ايسوفو إن أفكاره تتعلق بأسر وعائلات وأطفال رجال الأمن الذين استشهدوا أثناء مواجهتهم للتكفيريين في الدولة الواقعة في غرب إفريقيا، وهي واحدة من أفقر دول العالم، حيث قُتل ما لا يقل عن 28 جنديًا في كمين الشهر الماضي أعلن عنه "داعش" في غرب إفريقيا. في حين نشر وزير الإعلام الإرتيري، يماني جبريمسل، صورة له أثناء أداء صلاة العيد في العاصمة أسمرة.