الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

محلل سوداني: مستقبل الحياة السياسية في البلاد "رمادي"

الرئيس نيوز

توقع المحلل السياسي السوداني، الدكتور ياسر محجوب الحسين، مآلات الوضع الراهن في السودان قائلاً: "إن موقف قوى الحرية والتغيير لن يكون مؤثراً كما كان في السابق، ليس فقط بعد فض الاعتصام باعتباره الورقة الرابحة، ولكن كان ذلك قبل عملية الفض حيث أنها كانت غير موحّدة في طرحها السياسي وبها الكثير من التناقضات، ما أضعف موقفها أمام المجلس العسكري".

وأضاف الحسين في تصريحات خاصة لموقع "الرئيس نيوز" أن قادة الحرية والتغيير لم يتحلوا بالحنكة السياسية والحكمة قائلاً: "ما لا يدرك كله لا يترك كله"، موضحاً أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع المجلس العسكري كان قوياً جداً وقاعدة للبدء في عملية التغيير، ولكن تعنت موقفهم وإصرارهم على استلام السلطة بالكامل، الذي يعتبر نظرياً ممكن حدوثه ولكن واقعياً لا يمكن للمجلس العسكري تسليم السلطة بهذا الشكل وفقاً للتجارب، حيث شهد السودان ثورتين سابقتين ولم يتم تسليم السلطة فيهما بهذا الشكل المباشر.

وأشار الحسين إلى أنه إذا لم يحدث تغيير في الشارع السوداني، وهو الشيء المتوقع نظراً لأن البيوتات والأحزاب الكبيرة مثل حزب الأمة وحزب الاتحاد الديموقراطي اللذين حصلا على أكبر نسبة في آخر انتخابات برلمانية العام 1986، فمن المتوقع أن يحصلا على نفس النسب، معتقداً أن هو ما دفع قوى الحرية والتغيير نحو السعي لفترة انتقالية مدتها 4 سنوات لمحاولة تغيير هذا الواقع لأنهم لن يفحلوا عبر الانتخابات في الحصول على أغلبية.

الحسين، أجاب حول إمكانية ترشح الرئيس الحالي للمجلس العسكري الانتقالي، الفريق أول عبدالفتاح البرهان ونائبه الفريق أول محمد حمدان دقلو الشهير بـ"حميدتي"، قائلاً: هناك شروط لترشح العسكريين إلى الانتخابات الرئاسية منها الاستقالة، ولا أعتقد أن "البرهان" و"حميدتي"، وهما على رأس عملهما العسكري سيترشحا إلا بتحولهما إلى سياسيين"، لافتاً إلى أنهما لا يتمتعان بالقدرة السياسية للدخول في منافسة مع السياسيين التقليديين من الحزبين الكبيرين إلا اذا كان هناك نية مسبقة أن تكون هذه الانتخابات غير نزيهة، لأنه لو كانت شفافة ونزيهة لن يكون لهما حظ في مقارعة السياسيين الكبار.

وفي السياق، استبعد الحسين قيام قوى الحرية والتغيير بإنشاء مجلس سياسي مدني بشرعية دولية، دون التنسيق مع المجلس العسكري، نظراً لأن الأخير يملك القوة ويتحكم في مقاليد الأمور، كما أنه يحظى بدعم من خلال محور مصر والسعودية والإمارات وبعض الدول الأفريقية، كما أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يدعمان المجلس العسكري، ليس حباً فيه، ولكن خشية من الفوضى حال رحيله، لأنه سيترتب عليه تأثير على مصالحهم الدولية في المنطقة، أو انتقال الفوضى إلى جيران السودان.

ويرى الحسين أن مستقبل الحياة السياسية في السودان "رمادي"، بالنظر إلى تفاعلات الوضع السياسي الحالي، والاستقطاب الحاد، وفي ظل عدم بلوغ القوى السياسية مرحلة الرشد، قائلاً: "القوى السياسية والعسكريون يتحملان ما وصل إليه السودان، ليس في هذه الفترة فقط، ولكن منذ الاستقلال وفشل النخب السياسية من إدارة البلاد، عندما منحت لها الفرصة".

واختتم الحسين كلامه قائلا: "إذا كانت الرياح تتجه نحو دعم المجلس العسكري من القوى الدولية، فسوف يسير في نهاية الأمر في هذا الاتجاه".