الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

نكاية في السعودية.. لماذا استخدام معمر القذافي "يوم العيد" سياسيًا؟

الرئيس نيوز

من بين الألقاب المتعددة التي كان يطلقها على نفسه، مثل "عميد الحكام العرب" و"ملك ملوك إفريقيا"، كان العقيد الليبي معمر القذافي يصف نفسه بـ"إمام المسلمين"، وهو لقب ربما كان يحكم - أو يتداخل على الأقل في - يوم العيد بليبيا سنويًا.

"إمام المسلمين".. هكذا مثلا خاطب "القذافي" ملك السعودية عبد الله بن عبد العزيز، في القمة العربية بالدوحة عام 2009، في إشارة ربما من "ندية" السلطة الدينية التي كان العقيد الليبي يحاول إظهارها أمام العاهل السعودي، الذي يعتبر نفسه بالطبع المرجع الروحي – مكانيا على الأقل – للعالم الإسلامي، لوجود الكعبة المشرفة بالمملكة.

المعارك السياسية والشخصية بين "القذافي" و"عبد الله" أدت إلى قطيعة لأكثر من 6 سنوات، بدأت في قمة 2003 بمصر، بعد غزو العراق، وفيها هاجم العقيد الليبي العاهل السعودي بالسماح لقوات أجنبية باستخدام أراضي المملكة لدخول العراق.

لكن الخلاف بين "إمام المسلمين" و"خادم الحرمين الشريفين" كان موجودا قبل وبعد الواقعتين، إذ أن العداء كان قائما من البداية بين "الجماهيرية" و"المملكة"، بخلاف أن القذافي عُرف عنه عموما عدم تقديره لـ"الملوك" العرب على الإطلاق.

الخلاف تجسد في أمور كثيرة، من بينها يوم احتفال ليبيا بعيدي الفطر والأضحى، الذي كان يستغله "القذافي" نكايةً في السعودية، أو على الأقل تقدير، كي يخرج من أي تبعية للملكة السعودية.

وبعيدا عن مناقشة التفاصيل العلمية الفلكية، كانت ليبيا تقر يوم العيد كل سنة تقريبا قبل يوم من الاحتفال به في باقي الدول العربية والإسلامية، ولا سيما المملكة السعودية، التي يستند الكثير من المسلمين عليها في موقفها الفلكي.

في 2001 مثلا، خالفت ليبيا معظم البلدان العربية والإسلامية لتحتفل بعيد الفطر بداية من يوم السبت 15 ديسمبر قبل يوم من الاحتفال به في أغلب الدول الإسلامية. كما أن الزعيم الليبي أخذ يهنئ عددا من زعماء ورؤساء الدول العربية والاسلامية بالمناسبة.

ذلك الاختلاف في يوم العيد كان يتجلى أكثر في عيد الأضحى، نظرا لاعتماد قاعدة بسيطة في تحديد اليوم، وهي يوم وقفة عرفات بالأراضي المقدسة.

ففي ديسمبر 2009، أعلن مركز "الاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء" الليبي كعادته عن أول أيام عيد الأضحى، قبل يوم من الاحتفال به يوم الجمعة في الدول الأخرى، لا سيما المملكة العربية السعودية.

على المستوى الشعبي، كان الأمر مركبا للمواطنين الليبيين الذين تحول عندهم الإعلان عن يوم العيد إلى مادة للفكاهة والسخرية، فمن الأمثال الشعبية التي كانت شائعة عندهم: "كبش العيد امنزل دمعة.. حاير بين خميس أو جمعة"، " "كبش العيد امنتش صوفه.. قال الوقفة مش معروفة".

وفي الوقت الذي كان الليبيون يقولون بسخرية "كبشى قدم احتجاج.. يريد العيد مع الحجاج"، فإن زعيمهم كان في قرارة نفسه لا يرد أي تبعية للملكة، لا في سياسة ولا في دين، لأن السعودية إن كان لديها "خادم الحرمين" فإن الجماهيرية لديها "إمام المسلمين" نفسه.