السودان: الجيش ينفي الفض و"تجمع المهنيين" يدعو للعصيان

العسكري: اتفقنا مع قادة الحرية والتغيير على ضرورة تطهير منطقة كولومبيا من الإجرام والفساد

أدى اقتحام قوات الأمن السودانية لمنطقة اعتصام القيادة العامة للقوات المسلحة، وسط الخرطوم، وسقوط أكثر من قتيل، وإصابة العشرات صباح اليوم الاثنين، إلى تصعيد غير مسبوق، بين المجلس العسكري الانتقالي في السودان، بقيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان، وقيادات "تجمع المهنيين السودانيين"، الذي يقود الاحتجاجات في السودان.

ففي حين دعا تجمع المهنيين إلى إعلان العصيان المدني الشامل، لإسقاط المجلس الذي وصفه التجمع بأنه "غادر وقاتل"، متهماً المجلس بإشعال النيران في "منطقة الاعتصام"، داعيًا إلى "إعلان العصيان المدني الشامل لإسقاط المجلس الغادر القاتل واستكمال ثورتنا"، نفى المجلس أن يكون اقتحم مقر الاعتصام مبرراً ما حدث اليوم بأنها محاولة للقبض على مجرمين في منطقة قريبة من مقر الاعتصام.

وذكر في بيان أصدره التجمع صباح اليوم الاثنين، أن "يد الغدر والبطش تعيث في دماء الشعب وتقتل وتسحل وتحرق منطقة الاعتصام، لا مناص سوى الخروج للشوارع حماية للثورة وما تبقى من الكرامة، سلاحنا السلمية وشجاعتنا نستمدها من إبائنا والعزم، والجرائم لا تسقط بالتقادم".

وأضاف البيان: "ندعو الثوار في كل أحياء وفرقان وبلدات مدن السودان وقراه بالخروج للشوارع وتسيير المواكب، وإغلاق كل الشوارع والكباري والمنافذ. نحن ندعو لإعلان العصيان المدني الشامل لإسقاط المجلس العسكري الغادر القاتل واستكمال ثورتنا".

تابع: "الشرفاء في قوات شعبنا المسلحة عليهم الاضطلاع بمهامهم بالتصدي لمليشيات المجلس العسكري وحماية الثوار والمواطنين، وهذا هو قسم الجندية الذي أدوه من أجل شعبنا العظيم".

في المقابل، نفى الفريق شمس الدين كباشي، المتحدث باسم المجلس العسكري الانتقالي في السودان، أن تكون القوات السودانية بدأت فض الاعتصام أمام مقر قيادة الجيش بالقوة، مشدداً على أن الخطوة الأمنية كانت تستهدف منطقة مجاورة لمنطقة الاعتصام تسمى كولومبيا التي تعتبر بؤرة للفساد والممارسات السلبية كونها معقلاً للإجرام وتشكل خطراً على أمن المواطنين، على حد وصف كباشي، خلال مقابلة مع "سكاي نيوز عربية"، اليوم الاثنين.

كباشي أضاف: "في صباح هذا اليوم، وفي إطار خطة القوات الأمنية المعنية بولاية الخرطوم لفض التجمع في المنطقة المحيطة بمنطقة الاعتصام المحددة جغرافيا تحركت قوات الأمن".

ولفت كباشي إلى أن الجيش والمواطنين وقوى الحرية والتغيير اتفقوا على أن هذه المنطقة تمثل خطراً، وتابع "كنا على تواصل مع قيادات تجمع الحرية والتغيير، حيث أطلعناهم على ما يتم الترتيب له وما يجري في فض المنطقة كولومبيا".

وردًا على سؤال بشأن موقف الجيش من دعوات قوى الحرية والتغيير للتصعيد، أوضح كباشي "لم نفض الاعتصام بالقوة، فالخيم موجودة والشباب يتحركون بحرية.. الذي تم تحرك عسكري خارج منطقة الاعتصام».

وتابع: "نتيجة لتدافع الموجودين في منطقة كولومبيا دخلت إلى الاعتصام، وكثيرون من الشباب آثروا الخروج من الاعتصام"، وحول احتمال سماح الجيش السوداني لعودة المعتصمين إلى جوار مقر قيادة الجيش، قال كباشي إن الجيش لا يمانع في ذلك، مضيفا: "نحن لا نستهدف منطقة الاعتصام والذين خرجوا إن أردوا العودة فلهم ذلك.. استهدفنا فقط منطقة كولومبيا".