السبت 27 أبريل 2024 الموافق 18 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

الدكتور هاني سليمان: مصر لن تُرسل جنوداً إلى الخليج إلا بعد تأسيس "قوات عربية مشتركة"

الرئيس نيوز


ـ القمتان السعوديتان دعوة لإعادة ترتيب الأولويات ضد التهديد الإيراني

 اعتبر الباحث في الشأن الإيراني، مدير تحرير مجلة آفاق سياسية، والمدير التنفيذ للمركز العربي للبحوث والدراسات، الدكتور هاني سليمان، أن الدعوة السعودية إلى عقد قمتين عربية وإسلامية، دعوة لإعادة تعريف وترتيب الأولويات ضد التهديدات الإيرانية المحتملة، لافتاً خلال حوار مع "الرئيس نيوز" إلى أن زيارة محمد بن زايد إلى مصر مؤخراً، ولقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي مع السفير السعودي، حملتا رسائل سياسية مهمة، تؤكد على  عمق المشاورة والتنسيق العربي، ووحدة المواقف العربية، وخطورة التهديدات التي لن تمر، وإلى نص الحوار:

هل هناك إشارات بعثت بها زيارة محمد بن زايد إلى القاهرة وبيان الرئاسة المصرية عقب لقاء السيسي السفير السعودي؟

ـ زيارة محمد بن زايد إلى مصر، وأيضاً لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي مع السفير السعودي، حملتا رسائل سياسية مهمة للغاية، تؤكد على  المشاورة والتنسيق العربي على أعلى مستوى، ووحدة المواقف العربية، وخطورة التهديدات التي لن تمر، وهي رسائل وضحت من خلال البيان المصري الذي يؤكد أن الأمن القومي الخليجي هو أمن قومي مصري، ووجود أعلى درجة من درجات التنسيق، وأن مصر ترفض مثل تلك الممارسات، مع ضرورة محاربة الكيانات والميليشيات الإرهابية، واتخاذ التدابير المناسبة وأية آليات من شأنها أن تحفظ الأمن الخليجي العربي، وأن مصر تقف خلف الدول العربية باعتبارها أحد أهم عناصر الأمن الإقليمي وحائط الصد العربي

هل يمكن أن ترسل مصر قوات للدفاع عن دول الخليج العربي حال حدوث اعتداءات إيرانية عليها؟

ـ هناك عدد من الثوابت في السياسة الخارجية المصرية، أهمها أن الأمن القومي العربي والخليجي هو خط أحمر، يمس الأمن المصري بشكل مباشر، ورغم أن العقيدة المصرية قائمة على اعتبارات مفاهيم السلام والتعايش، لكن في حال الاعتداء على دول الخليج، لا شك أن مصر لن تقف متفرجة على انتهاك سيادة وأمن تلك المنطقة التي تعيش في قلب القيادة المصرية، وغالب الظن أن مصر لن تتأخر في نجدة أشقائها، وفي اعتقادي أن ذلك سيكون عبر قوات عربية مشتركة، وهي الفكرة التي نادت بها مصر مراراً وتكراراً، لتكون قوة رادعة ومواجِهة للجماعات الإرهابية والتحديات التي تحيط بالمنطقة.

ماذا عن القمتين العربية والإسلامية اللتين دعا إليهما الملك سلمان بن عبد العزيز نهاية الشهر الجاري؟

ـ تحمل دعوة الملك سلمان للقمتين العربية والإسلامية إدراكاً لخطورة الموقف وأهمية التنسيق العربي المشترك في موقف موحد فيما يتعلق بالانتهاكات الإيرانية، والتأكيد على أن الدول العربية رافضة لتلك الممارسات، وهي دعوة لإعادة تعريف التهديدات وترتيب الأولويات في ظل الاعتداءات الإيرانية المتكررة. وأيضاً هي فرصة لاتخاذ إجراءات وتدابير فيما يتعلق بأمن الخليج وحماية المياه الاقليمية ومسار التجارة العالمية وتأمين تجارة النفط، ومن خلال تدابير لوجستية واستخباراتية، وفي اعتقادي سيكون هناك طرح للمقترح المصري بتشكيل قوة عربية مشتركة، وترتيبات بحرية، والتحدي الأهم في القمة هو محاولة الوصول إلى إجماع حيال التهديد الإيراني، من خلال حل إشكالية الأزمة الخليجية مع قطر، وموقفها مع إيران، ومواقف بعض الدول مثل العراق - التي تحدث منذ أيام محمد على الحكيم وزير الخارجية مع نظيره جواد ظريف، عن تضامن بغداد مع إيران في مواجهة العقوبات الأمريكية، وسيناقش القمة إجراءات وتنسيق فيما يتعلق بالأساس بالشأن اليمني، ومواجهة جماعة أنصار الله الحوثيين.

القمتان ستحملان رسائل سياسية وأمنية واضحة ومختلفة عن ذي قبل، وهو ما استشعرته إيران فبادرت في محاولة للالتفاف والتحايل بالدعوة لاتفاقية صداقة وعدم اعتداء مع دول الخليج، وهي خطوة فيها تناقض كبير مع ممارساتها في الإقليم.

هل للموقف في اليمن دور في التصعيد الحادث في منطقة الخليج العربي؟

ـ بالتأكيد، فاليمن محطة أساسية في إدارة العلاقة بين إيران والخليج، خاصة أن الحوثيين فعلياً لا يمتلكون قراراً، وإنما يتم تحريكهم من جانب إيران لتحقيق أهدافها، وهي في ذلك تمدهم بالأسلحة والصواريخ وكان هناك رصد لذلك مؤخراً عبر ميناء الحديدة.

ماذا عن الموقف المصري إزاء التوترات في منطقة الخليج والانتهاكات الإيرانية؟

ـ الموقف المصري في عمومه قائم على محاولات تجنب الانزلاق إلى صراعات وحروب، لأن المنطقة لا تحتمل، وهو في ذات الوقت يرفض الممارسات الإيرانية، وهو ما اتضح في عدة بيانات داخل اللجنة الرباعية في داخل القمة العربية في تونس وما قبلها، وظهر بشكل جلي كما أوضحت في البيان الصادر عقب الاعتداءات الإيرانية الأخيرة في الخليج، والموقف المصري مبني على رفض كل أشكال الإرهاب واستخدام الميليشيات لتهديد الأمن الخليجي، ورافض لكل أشكال التدخل في الشئون الداخلية للدول، وهو مبدأ أصيل لمدرسة الدبلوماسية المصرية.

كيف ترى إعلان إيران رسمياً التنصل من التزاماتها في الاتفاق النووي؟

ـ إعلان إيران الرسمي التنصل من التزاماتها في الاتفاق النووي هو خطوة خطيرة للغاية، خاصة أنها تفقدها تعاطف ومساندة حلفائها الأوروبيين في الاتفاق، حيث لاقت تلك الخطوة رفضاً كبيراً من جانب بريطانيا وألمانيا وفرنسا، وكانت هناك لهجة شديدة لرفض ذلك الإجراء ومهلة الستين يوماً التي أعطاها روحاني، وأعتقد أنها خطوة تعكس مدى الارتباك الذي أصاب صانع القرار الإيراني، وتعكس موقف روحاني الحرج في الداخل في مواجهة المتشددين من الحرس الثوري الإيراني والمرشد الأعلى علي خامنئي، والهدف منها الوصول لتصعيد مواز وفق استراتيجية "حافة الهاوية"، بالتوازي مع استراتيجية "توازن الإيذاء" والقدرة على استهداف مصالح أمريكية أو حلفائها مثل السعودية والإمارات.

ماذا عن البيان الأوروبي بخصوص الاتفاق النووي الإيراني؟

ـ البيان الأوروبي كان حاسماً وبه لهجة صارمة تجاه إيران، في ضرورة الالتزام بالبقاء في الاتفاق في مقابل أن الدول الأوروبية ستوفي بالتزاماتها، جراء ضغط إيران بضرورة مساعدة الدول الأوروبية لها فيما يتعلق بالعقوبات وإمدادات النفط وهو مأزق حرج، خاصة أن الآلية المالية التي أقرتها الدول الأوروبية لم تستطع إخراج طهران من ورطتها.