الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

حكايات أهالى ضحايا شاهدوا إعدام قاتلى ذويهم

الرئيس نيوز

ـ حكايات أسر ضحايا حرصوا على حضور إعدام القاتل في الولايات المتحدة

 

لاتزال 35 ولاية أمريكية تنفذ عقوبة الإعدام، ومن بينها ولايات تسمح وفقًا لتصريح قضائي لعائلات الضحايا بحضور ومشاهدة تنفيذ الإعدام بالفعل، وفي عام 2009 وحده، كان هناك 52 عملية إعدام في الولايات المتحدة، وقعت أغلبية ساحقة منها - 24 عملية - في ولاية تكساس، التي ولاية تسمح لما يصل إلى خمسة من أفراد أسرة الضحية بمشاهدة وقائع تنفيذ حكم الإعدام.

 بالإضافة إلى ولاية تكساس، تسمح الولايات التالية لأفراد أسر الضحايا بمشاهدة عمليات الإعدام، رغم أن القواعد المحددة تختلف من ولاية إلى ولاية والقائمة طويلة وتشمل ولايات: ألاباما وديلاوير وجورجيا وإلينوي ونورث كارولينا وأوريجون وبنسلفانيا وساوث كارولينا وواشنطن.

بوابة "يو إس نيوز" الإخبارية الأمريكية قالت يوم الخميس الماضي 23 مايو 2019، إن قاضٍ في ولاية فلوريدا أصدر تصريحًا سمح لسيدة تدعى "ليزا نولاند" بحضور تنفيذ حكم الإعدام في سفاح يدعى "بوبي جو"، وأن السيدة ليزا جلست في الصف الأول عند تنفيذ الإعدام.

السجين البالغ من العمر 65 عاماً، وقالت عقب خروجها إنها شعرت بسلام وراحة رائعين، وأكدت نولاند: "أردت أن أكون أول شخص يراه في يوم إعدامه، ولكن لسوء الحظ، لم يفتح عينيه".

كانت نولاند في السابعة عشرة من عمرها عام 1984، عندما اختطفها هذا السفاح واغتصبها، لكنه أطلق سراحها، وقادت تحقيقات الشرطة في النهاية إلى الرجل الذي اعترف فيما بعد بقتل 10 نساء في منطقة خليج تامبا، وصدر حكم بإعدامه على خلفية قتله لامرأة تبلغ من العمر 22 عاماً، وحضر أيضًا شاهد آخر مرتديًا قميص بولو وحرص على رفع صور جميع ضحايا السفاح العشرة الأخريات مع لافتة كتب عليها "أولئك الذين يهموننا".

ونقل موقع "تكساس مونثلي" الإخباري عن ابن حرص على حضور إعدام قاتل والده، قوله: "حضرت اليوم مشحونًا بعبارات الغضب قلت له: "عليك اللعنة"، لإيذاء عائلتي، عليك اللعنة لأنك جعلت من الصعب علينا أن نراه مرة أخرى؛ عليك اللعنة لحرمان أطفالي من جدهم؛ عليك اللعنة لحرمانك لي من إرشادات الأب التي كنت بحاجة ماسة إليها بينما أكبر عامًا بعد عام، عليك اللعنة على كل ما اقترفته يداك".

وفي مقال كتبه "ستيفن ليتش" الذي قتل أبوه عام 1997، أكد ستيفن أنه ناقش مشاعره مع نفسه، وفهم لماذا أراد تنفيذ الإعدام، ولماذا حرص على حضور تنفيذ الحكم في القاتل، فقال: "شعرت أنه سيكون لدي راحة البال عندما تنتهي حياة القاتل ويدعى هرنانديز وأن إعدامه سينهي محنتي التي استمرت لمدة ستة عشر عامًا ونصف العام، منذ وفاة أبي، فمرور الوقت لا يشفي جميع الجروح، بل في بعض الأحيان إذا تأخرت العدالة الناجزة، فإن الوقت يفاقم جراحنا، شعرت أنني لم أتخل عن والدي، لا أريد ذلك، فإذا تخليت عن أمر كهذا، فكأنما تخليت عن قطعة مني، إذا جعلت موته أقل أهمية، فسأجعل حياته أقل أهمية أيضًا.

أولئك الذين فقدوا عزيزًا لديهم ضحية أعمال عنف بربرية وغير إنسانية ارتكبها شخص آخر، منحهم القانون الأمريكي فرصة جيدة لمشاهدة إعدام ذلك المجرم، ليحضروا إسدال الستار على عدالة من المؤكد أنه قد طال انتظارها، ولكي يضعوا نهاية ولو مبدئية لسنوات مليئة بالغضب والإحباط وحتى الكراهية تجاه الجاني. يحمل حضور تنفيذ حكم الإعدام اعترافًا ضمنيًا بأهالي الضحايا أنفسهم كضحايا للفقد والقهر، لأن مشاهدة إعدام الشخص الذي قلب حياتك رأسًا تشفي قلوب قوم مؤمنين.

ولا يخل الأمر من محاذير، فكثيرون حضروا الإعدام، وفي وقت لاحق شعروا بأن الشخص الذي يتم إعدامه توفي بسهولة أكبر بكثير من أحبائهم، ومنهم من شعر بالصدمة والاشمئزاز.

على الجانب الآخر، هناك من شهدوا عملية إعدام وخرجوا بشعور بالسلام أخيرًا، وراحة غامرة، شعروا الآن أنهم يمكن أن تبدأ عملية الشفاء بجدية، وتعتمد النتيجة النهائية على الدوافع الحقيقية هل هو انتقام، أم هل تعتقد بصدق أنك لن تحقق إغلاقًا لآلامك حتى تكون قد شاهدت بالفعل الإعدام؟

وفي أبريل الماضي، قالت صحيفة نيويورك تايمز إن لوفون هاريس، شقيقة بيرد هاريس الذي قتل منذ 20 سنة، خططت لحضور إعدام قاتل "جون ويليام كنج"، وأن وفاة القاتل "كينج" عن طريق حقنة قاتلة لا تقارن بالطريقة التي عذب بها شقيقها قبل أن يقتله. وعلقت: "إنه لم يعان من أي ألم"، "إنه ليس مكبلاً بالقيود، ولم يجره أحد على طريق خرساني، ولم يتأرجح ذهابًا وإيابًا مثل كيس من البطاطس، ولا يوجد ذراع انطلق فقطع رأسه لا شيء من هذا القبيل".

وتابعت قائلة: "عندما تنظر إلى تلك الزاوية، فأنا لا أتعاطف مع إعدامه على الإطلاق".

يُذكر أن "كينج" أول رجل أبيض يعدم في الولايات المتحدة بسبب قتله رجلاً أسود.